((أسرار جنوني))
من عيون الغسق الشاحبِ
أجتث سنيني
ومن الوردة ِ
ذاتِ الخجل الشرقيِّ
أسرارُ جنوني
***
جئتها
لا خائفاً سطوة َ
حرّاس أبيها
ومع النسمةِ
أنسلُّ
إلى غرفتها
أطأ الأعين بالحبِّ
ومن أحلام قلبي
أوقد الشمعَ
فيمحو النورُ
آيات الظلام
فأرى الوردة بالقيدِ
يكاد الحسن
ينساب على السجّانِ
والسجنِ
فيلقيهم
بجنات الخلود
***
دمعُها الحائرُ
في قلبي!
أماءٌ هو مثل الناس يسكب
أم بقايا
تشبه السيدة العذراء
بعدما حاصرها الحزن تصبب
***
بحروف السحرِ
أطلقت لها السماءَ
كي تطير فيها
وتغني
وأتى السحاب
كي يُسقى
من الوردة
سلسالَ الحياة
ونُسيمات الصباح الحلو
رتّبنَ الصفوف
يترقبن بكل الشوق أحلى مهرجان
يتطاولنَ صغارا
ربما فزنَ من الوردةِ
ذات الخجل الشرقيْ
بنظرة!
***
(شاعري!)
أسمع من بين زحام الحاضرين
(شاعري!)
والشينُ ذابت
في شموخ الألف الشمّاءِ
والعينُ لها طرفٌ خجول
ومن الراء روت للناس
في الياء نداءات الحنين
(شاعري!)
لا تودّعني
فإن الوردة الحرةَ
في غير فؤاد الشاعر الحر
يوافيها الذبول
(شاعري!)
كم وردةٍ في عصرنا
أرهقها
جور القيود
(شاعري!)
أنت نبيل
فمتى يأتي نبيلٌ آخرٌ
يحمل الحرّية البيضاء
في كفّيه
قلباً من حرير
ينقذ الورود
من غطرسة القيود
في عصر السجون ِ
(شاعري!)
من عيون الغسق الشاحب
(أنت اليوم)
تجتث سنيني
بعد هذا
أخبر الناس بلا خوف وهُوْنِ
هذه الوردةُ
ذاتُ الخجل الشرقيِّ
أسرارُ جنوني
بقلم/ سعد بن ثقل العجمي
ربيع كاظِمة