بداية القصة ..
يمسك الوالى بالحكم ..وتلتف حوله حاشية لا يعلم إلا الله ما بصدورهم
ولم يغفل القرآن أو الحديث هذا الأمر .. فقد ورد الحث على إتخاذ الوزير الصالح والتحذير من قرناء السوء فى مواضع عدة .. منها ..

قال الله تعالى :
(الأَخِلاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوٌ إلا المُتَقِينَ ) سورة الزخرف 67

ومن السنة الشريفة ..

عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا أراد الله بالأمير خيراً ,جعل له وزير صدق ,إن نسى ذكره , و إن ذكر أعانه , و إذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء , إن نسى لم يذكره , و إن ذكر لم يعنه "

وعن أبى سعيد وأبى هريرة رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" ما بعث الله من نبى , ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه , وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه , والمعصوم من عصم الله "


ونجد أن كثيراً من الحكام يتخذون من أهل الثقة رفقاء .. فتتهاوى الثقة بعد حين على صخور المصالح الشخصية .. ويكون الحاكم مجرد جسر لذوى النفوس الضعيفة لينالوا باسمه ما يشاءون .. وقد يكونون فى أسوأ الظروف يده الخفية التى ينال بها هو ما يريد ..

وتتجلى حاشية السوء فى مجتمعاتنا العربية فى أشد صورها ..نظراً لتيقن كل حاكم من ثقته المطلقة فى الاختيار .. ومن نظرته الثاقبة لكل الأمور .. فيكون الأمر مثيرا للشفقة والسخرية معاً.. عندما نعلم ان رئيس العراق السابق مثلاً قد عين أحد إخوته الذين " يتميزون " بقدر ضئيل جدا من التعليم .. فى منصب شديد الحساسية وهو رئيس المخابرات ..

ولاأدرى فى واقع الأمر ما هو علاج هذه النظرة العائلية الغريبة والمؤثرة فى اختيار رجال الدولة وذوى المناصب الرفيعة .. وإلى متى سيطول أمدها .. ويظل حكامنا يتجاهلون امراً يظنونه رفاهية لا يفهمها شعوبنا ألا وهو الديموقراطية ..
أسئلة حائرة ربما اجاب عنها التاريخ يوماً ما ...