في غرفة الطبيب يدور بوجهه المتجهم ... ويسأل السؤال الغريب
لكن الطبيب لا يستطيع أن يعلنها هكذا .. دون مقدمات ... يعيد الفحص مرة ومرات ... متحاشياً النظر في عينيها التي تسأل ألف سؤال وسؤال
ويعود اليه ...
أخبرني يا دكتور ...
فيلقي الطبيب قنبلته لا يدري كيف يكون رد فعله أو رد فعلها على ما سوف يقول ..
- زوجتك حامل ، وفي شهرها الرابع
كيف يحدث هذا ، لا يمكن أن يسمح به ... لكن الفكرة تداعب خياله وقد أصبحت قريبة فعلاً ...
يبتسم بسرعة ، تأتي في مخيلته ألف فكرة لطفل صغير يداعب وجنتيه ، يشده من جلابيته ، يرتمي على حضنه ويشد له شعره ناطقاً بالكلمة التي يتمنى أن يسمعها منذ تزوج ياسمين قبل عشر سنوات مضت ...
يتخيله قد بدأ يكبر ... وتكبر معه أحلامه ، يحيط به في كل مكان ، ويذهب معه الى أي مكان ... يكون له ظله وسنده ، لم يكن المكان ليسع حجم تخيلاته وأحلامه ... وكانت الدنيا تبدو جميلة .. لو .. حدث هذا
وكيف يحدث ...
يدور بعينيه اليها ...
ياسمين
تجلس على الكرسي المقابل لمكتب الطبيب الذي أطرق رأسه لا يستطيع النطق ...
والدموع تغرق مقلتيها ...
ما فكرت به أي زوجي فكرت به وأكثر ، حلمت به وأكثر ، جال بخاطري كل يوم وكل لحظة وكل دقيقة ولكن يا عزيزي ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..
قال الطبيب : ربما نصل الى مرحلة ما .. نختار فيها ، هو أو أنتِ ، وقتها .. سيكون الاختيار المرير
قالت : أفضل أن يعيش هو ، وأن يسعد زوجي ما تبقى له برفقة هذا الطفل الصغير الذي يملأ عليه حياته ، وقتها أكون أديت رسالتي في الحياة
وقال الطبيب : لكن الخطر سيشتد ، وربما يصل الى أن يطالكما أنتما الاثنين ، فان استمررنا بالعلاج الكيميائي مات الطفل أو تشوه ، وان توقفنا عنه فان حياتك وحياة طفلك في خطر
فكر سعيد ... مرة ومرة ،
أمسك بيد ياسمين ، وقف مصافحاً الطبيب
فماذا قررت ...
......... قررت أن يعيش كلاهما باذن الله ...
وانصرف مع زوجته على أمل بحياة جديدة ..
************