|
بِديْرِ الحبِّ شقَّ الحُزْنُ خدّا |
و أوْقَدَ لوعَةً و أَثارَ وَجْدا |
يناجي نجْمةً عُقِدَتْ بأُخرى |
تَراقَصُ حولَ جيدِ الفُلْكِ عِقدا |
و يحْمِلُ شمْعَةً تخبو حنينا |
فيرعشُ ضوؤُها تَعَباً و جهدا |
يُودّعُ دمعَةً و يزفُّ أُخرى |
و ينثرُ لؤلؤاً و يُريقُ ندّا |
يُرتّلُ كرْبَهُ فوق الأماني |
و قد سكنتْ من الأحلامِ مهدا |
أنا يا زهرتي و الدمعُ مثلي |
حفظْنا للهوى و الودّ عهدا |
أنا يا زهرتي و الدمعُ مثلي |
قصدْنا حبّكم و الهمَّ قصْدا |
أنا يا زهرتي و الدمعُ مثلي |
أذبْنا بالأسى و التوْقُ صَلْدا |
أنا يا زهرتي و الدمعُ مثلي |
جنونٌ قد أضاعَ اليومَ رُشْدا |
فقلبي سالَ من ألَمي غراما |
على شَفَةٍ يُحرّكُها و أبدى |
لعمْرُ هواكِ هذا الطيرُ عندي |
بجوفي يعزفُ الألحانَ وُدّا |
بصدري تهرقُ الأزهارُ عطراً |
شَغوفاً يشتكي بيْناً و بُعْدا |
و تنزفُ همْسةُ النسماتِ روحاً |
إلى عينيكِ حينَ الشوقِ تُهدى |
و تهْطلُ غيمةُ النبضاتِ نوراً |
يدندنُ لحنُهُ التوّاقُ وَرْدا |
لعمْرُ هواكِ ما أجْدتْ شُجوني |
و لا ندبي يسوقُ الدمعَ أجدى |
فكُفّي يا فِداكِ أبي و أمي |
صَدَعْتِ مُوَجَّعاً في الصدرِ صدّا |
فقلبي جادَ كلّ الجودِ لمّا |
فؤادُكِ يا نُواةَ القلبِ أكدى |
فيا ويلي و سيفَ الحُزْنِ ماضٍ |
يُصيّرُ من حَشاشِ الروحِ غمدا |
مُعذّبتي جَناةُ الحُسْنِ إني |
أُجاوزُ في الجنونِ المرّ حدّا |
تَقضُّ رموشُكُ السوداءِ شعري |
تُمزّقُ لحنَهُ الملهوفَ عَمْدا |
و تعصرُ كَرْمَ أحلامي و تدنو |
لتشربَهُ من الأكوابِ شهْدا |
فواترُ لحظكم عَصَفتْ بصمتي |
و نهْنَهَ حُسْنَهُ صبري و أردى |
يميسُ دلالُكمْ فوقَ المآسي |
يشدُّ حبالَها بالدلِّ شدّا |
يُصلّي للخدودِ التوتُ سحرا |
و تلثمُ بانةُ الأنسامِ قدّا |
و يعْتَكِفُ الجمالُ بنورِ وجهٍ |
يشعشعُ في فضاءِ الكونِ سَعْدا |
يُطوّقُ صُبْحُ زهرِ الفلِّ جِيدا |
و تسكنُ روحُهُ البيضاءُ زندا |
نهارُكِ يحسُدُ الظلما غيوراً |
و قد قَطَنتْ رياضَ الشَعْرِ خُلْدا |
جنوني جنّتي أهوى هواها |
و أعشقُ خيرها الموفورَ رَغْدا |
و أعشقُ بحرَ آلامي خِضمّاً |
يفيضُ على سُكونِ الروحِ مَدّا |
و أَعْشَقُ لمْسَةَ الأشواقِ ليلاً |
تمدُّ إلى الفؤادِ الصبِّ يدّا |
تضلُّ قصائدُ الشُعَراءِ درْباً |
و شعري بالغرامِ الحقِّ يُهدى |