أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 42

الموضوع: بحور لم يؤصلها الخليل: البحرُ اللاّحق

  1. #1
    الصورة الرمزية د.عمر خَلّوف العروضي
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 566
    المواضيع : 79
    الردود : 566
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي بحور لم يؤصلها الخليل: البحرُ اللاّحق


    وزنٌ شعريٌّ مستحدث، لم يذكرْهُ الخليل بن أحمد (-175هـ)، لا في بحوره المستعملة، ولا في بحوره المهملة. بل ليس له في دوائر الخليل العروضية مكان. يتميز بإيقاعٍ موسيقيٍّ خفيف، يكاد أن يصلَ به إلى مصافّ البحر السريع أو البحر المخلّع ..
    وقد وجدت له عدداً من الصور المستعملة، ووضعت له عدداً آخرَ من الصور الافتراضية التي يمكن أن تندرجَ تحته، مما يعطيه حقَّ التفرُّدِ والاستقلال، بحراً قائماً بذاته، اصطلحتُ على تسميته (بالبحر اللاّحق)، اسماً كان القرطاجني قد أطلقه على (المخلّع)، فآثرْتُ استخدامَه هنا، إذ لا يخفى ما يحمله هذا الاسم من معنى إلحاقِ جديدٍ بقديم. وقد وضعتُ له مفتاحَه الخاص به، ضبْطاً لوزنه، وتيسيراً لحفظه، فقلت :
    ولاحِقٍ حَقُّهُ ماثِلُ = مستفعلن فاعلن فاعِلُ
    مشيراً في ذات الوقت إلى اسمه، وحقّه، ووزنه.
    وكان الجوهري (-393هـ) الذي جاء بعد قرنين من عصر الخليل، قد ذكَرَ هذا الوزن عَرَضاً، عندما جعله صورةً مستحدثةً من مخلّع البسيط:
    مستفعلن فاعلن مفعولن!
    وذلك بقوله عن المخلع: "ولَم يجِئْ طَيُّهُ عن العرب، وقد طَواه المُحْدَثون، وبيته:
    يا مَنْ يلومُ فَتىً عاشِقاً = لُمْتَ، فلومُكَ لي أعْشَقُ
    وطيُّهُ يعني: حذف رابعِه الساكن (وهو الواو) من (مفعولن) فيبقى (مَفْعُلُن = فاعلن).
    ولعلنا نستشف من قوله: "وقد طواه المحدثون" أنه كان مستخدماً في زمانه، ولو على نطاق ضيق، إذ لا يمكن لمثل هذا البيت أن يردَ ضمن أبياتٍ كُتِبَتْ على المخلّع!
    ولم يرِدْ لهذا الوزن ذكْرٌ آخر في كُتُب العروض إلاّ بعد ثلاثة قرون من عصر الجوهري، وذلك عندما نصَّ حازم القرطاجنّي (-684هـ) في حديثه عن طرق بناء الأوزان من التفاعيل السباعية المتغايرة، على أن أشطارَها تُبنى دائماً من ثلاثة تفاعيل؛ مثماثلتين ومفردة، فتحدّث أولاً عن تقدّم المتماثلتين وتأخّر المفردة، كما في البحر السريع، الذي يساوي عنده:
    مستفعلن مستفعلن فاعلاتن
    ثم تحدّث عن توسّط المفردة بين متماثلتين، كما في البحر الخفيف:
    فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
    ثم أنكر البناء الذي تتقدّم فيه المفردة على المتماثلتين استثقالاً.
    وقال: "وقد وَضَع بعض الشعراء الأندلسيين على هذا البناء [أي بتقديم المفردة على المتماثلتين] وزناً، إلاّ أنه جعلَ الجزأين المزدوجين خماسيين فراراً من الثقل .... وذلك قوله :
    أقصَرَ عن لومِيَ اللائِمُ = لَمّا دَرى أنّني هائِمُ
    تقديرُ شطره: (مستفعلن فاعلن فاعلن)". دون أن يضع له اسماً، ولا ردَّه إلى أيٍّ من الأوزان الخليلية المعروفة .
    ومع أن هذا الوزن قد ورد أيضاً في بعض الموشحات -كما سنرى- إلاّ أن كُتُبَ العروض جميعها -شأنها مع كل جديد- قد أعرضت تماماً عن محاولة تقييده وتقعيده، أو حتى مجرد ذكره، سبعةَ قرونٍ أخرى، عندما ادّعت نازك الملائكة في رسالةٍ إلى د.عبده بدوي (عام 1973م) أنها أوّل مَنْ كتَبَ عليه شعراً، وأنه "وزنٌ غير مستعمل في الشعر العربي"! سمّته "الموفور". وقد تابعها د.بدوي على ذلك، فكتب عليه أولاً، ثمّ دعا إلى الكتابة عليه ثانياً، فاستجاب لدعوته علي الصياد، ونور الدين صمود، الذي أكّد على أنه -كنازك وبدوي- لم يطّلع قبل ذلك على شيءٍ مكتوبٍ على هذا الوزن! وذلك على الرغم من صدور الطبعة الأولى من منهاج البلغاء للقرطاجني عام 1966م!
    هذا وقد حاولَ بعض المعاصرين أن يُلحِقوا هذا الوزنَ -خَطَلاً- ببعض بحور الشعر العربي، فألصقَ جلال الحنفي بعضَ صوره بالبحر البسيط مقدّراً تفعيلَها هكذا:
    مستفعلن فاعلن فعِلُن = مستفعلن فاعلن فعْلُن
    وبعضَها بالبحر المنسرح مقدّراً تفعيلَها هكذا:
    مستفعلن مَفْعُلاتُ فَعَلْ = مستفعلن مَفْعُلاتُ فَعَلْ
    وواضح أنّ الوزنين متطابقان، ومتوافقان مع وزن اللاحق.
    وجعله عبد الصاحب المختار من البحر المجتث أو أصْلاً له. وهو أبعد ما يكون عن البسيط أو المنسرح أو المجتث!!
    وفي دراسته المتميزة لعلم العروض؛ أشار د.أحمد مستجير إليه وزناً مستقلاًّ، ولكنه نشأ عنده من تكرار التفعيلة (مفعولُ) أربع مرات في الشطر الواحد:
    مفعولُ مفعولُ مفعولُ مفعولُ!
    ممثّلاً له بقول شوقي متّصلاً هكذا:
    زيادُ ما ذاقَ قيسٌ ولا هَمّا
    طبخُ يدِ الأمِّ يا قيسُ ذُقْ مِمّا
    الأمُّ يا قيسُ لا تطبُخِ السّمّا
    ولذلك أطلق عليه اسم "بحر شوقي!! وواضح تماماً أنَّ ما أشار إليه مستجير هو (بحرٌ مهمل) لم يَكتُبْ عليه أحدٌ أبداً. وهو وزنٌ لا ينطبق على وزن اللاّحق مالم يُحذف من آخره سببان وجوباً، هكذا:
    مفعولُ مفعولُ مفعولُ مفْـ ....ـعولُ
    /ه /ه //ه /ه //ه /ه //ه...../ه /ه
    مستفعلن فاعلن فاعلن

    وليست أبيات شوقي إلاّ على الوزن الرجزي -منفصل الشطرين-: (مستفعلن فعْلن * مستفعلن فعْلن) الذي أكثرَ منه الوشّاحون والمعاصرون، كما في قول الأعمى التطيلي:
    دِنْ بالصِّبا شَرْعا = ما عشْتَ يا صاحِ
    ونزّه السمْعا = عن منطق اللاّحي
    وقول أبي ريشة:
    أمشي على رسْلي = في مدرج الرمْلِ
    حيران أستقصي = دربي وأستجْلي
    والريحُ في سخْرٍ = منّي ومنْ ظـلّي
    وممن تحدث عن هذا الوزن أيضاً؛ الأستاذ سليمان أبو ستة في دراسته القيّمة عن العروض، حيث تابع نازكاً الملائكة في تسميته "الموفور"، مشيراً إلى ذِكْر الجوهري والقرطاجني له، وإلى قصّة انبعاثه مرةً أخرى على يد نازك الملائكة. كما أشار أبو ستة إلى إمكانية وروده على الضرب (فالن /ه/ه) دون أن يضع له المثال، وإلى إمكانية وروده على الضرب (فاعِلانْ)، مستشهداً بقول محمود درويش:
    الطفلة احترَقَتْ أمّها = أمامَها ، احترقتْ كالمساءْ
    منبّهاً إلى سَبْق درويش لنازك الملائكة بالنظم على هذا الوزن، حيث صدر ديوانه " أحبّك أو لا أحبّك" عام (1972م)، أي قبل رسالة نازك إلى د.بدوي بعام واحد.
    وسنلاحظ بعد قليل أن لسيد قطب قصيدة موشحة على هذا الوزن تسبق قصيدة نازك بما يزيد على خمسة وثلاثين عاماً، حيث يعود تاريخ نشرها إلى عام (1937م). بل لقد وجَدْتُ قصيدةً لعبد الباقي العمري (-1278هـ)، سبقت هؤلاء جميعاً، إذ يزيد عمرها على مئة وأربعين عاماً، خلطت بين المخلّع واللاحق. بل وجدت موشحة على وزن اللاحق لابن سناء الملك (608هـ)، وأخرى لابن خاتمة الأندلسي (-770هـ)، غير مستبعدين طبعاً أن يكون هنالك آخرون كتبوا على هذا الوزن قبل ذلك أو بعده.
    - يتبع إن شاء الله -
    عمر خلوف

  2. #2

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية د.عمر خَلّوف العروضي
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 566
    المواضيع : 79
    الردود : 566
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي قوالب البحر

    وهي مجموع صور البحر المستعملة، والافتراضية، مرتبة ترتيباً تنازلياً منطقياً، يتدرج من التامّات إلى المشطورات. نعرضها مجموعةً، ثم نُفرد كلاًّ منها مع شواهده وأمثلته.
    التامات :
    مستفعلن فاعلن فاعلن=مستفعلن فاعلن فاعلاتنْ
    مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلانْ
    مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلن
    مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فَعْلنْ

    المشطورات:
    مستفعلن فاعلن فاعلاتن
    مستفعلن فاعلن فاعلانْ
    مستفعلن فاعلن فاعلن

    جوازات البحر :
    1- يجوز أن تتحول (مستفعلن) إلى (متفعلن) أو (مستعلن) .
    2- ويجوز أن تتحول (فاعلن) إلى (فعِلن) .
    3- ويجوز في الضرب (فاعلاتن) و(فاعلانْ) أن يصيرا إلى (فعِلاتن) و(فعِلانْ) على
    التوالي.

  5. #5
    الصورة الرمزية د.عمر خَلّوف العروضي
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 566
    المواضيع : 79
    الردود : 566
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي أمثلة البحر 1

    مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلن
    وهو القالب الرئيسي للبحر ، وعليه معظم الأمثلة. يقول أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحنّاط الكفيف (-437هـ):
    أقْصَرَ عنْ لومِيَ اللاّئِمُ لَمّا دَرى أنّني هائِمُ
    ما زِلْتُ في حبِّهِ مُنْصِفاً مَنْ لَمْ يزَلْ وهْوَ لي ظالِمُ
    أسهَرُ ليلي غراماً بِهِ وهْوَ أخو سَلْوةٍ نائِمُ
    مُهَفْهَفٌ ماسَ في بُرْدِهِ غصْنٌ ثَنَتْهُ الصّبا ناعِمُ
    شمسٌ ولكنّما فَرْعُها ليلٌ على صُبْحِها فاحِمُ
    إنَّ ابنَ ذكوانَ ذو راحةٍ كديمةٍ صَوْبُها دائِمُ
    لَمْ يأتَلِقْ برقُها خُلَّباً ولا اتّقى خٌلْفَهُ الشائمُ
    ومَنْ أبوهُ أبو حاتمٍ قصَّرَ عن جودِهِ حاتَمُ
    يبني العُلا بالندى جاهداً وغيره للعُلا هادِمُ
    مُحَكَّكٌ حُوَّلٌ قُلَّبٌ محنَّكٌ حازمٌ عازمُ
    تُبصِرُهُ دهرَهُ قاعِداً وهْوَ بأعبائهِ قائمُ
    إذا انتضى سيفَهُ مُعْلَماً لَمْ تدْرِ أيّهما الصارمُ
    مَنْ لَمْ يكنْ شاعراً عالِماً فإنني الشاعرُ العالِمُ
    البدرُ في أخمصي شِسْعُةٌ والشمس في خنصري خاتمُ
    الدرُّ لو بلّغوهُ المنى نظمَهُ في فمي الناظِمُ

    ومن المعاصرين ، تقول نازك الملائكة :
    (خضراءُ) برّاقةٌ مُغْدِقهْ كأنّها فَلْقَةُ الفستقهْ
    الشَّعرُ سبحانَ مَنْ لَمَّهُ والثّغْرُ سبحانَ مَنْ فتَّقهْ
    شفاهُها شَفَقٌ أحمرٌ كم حاولَ الورْدُ أن يسرِقَهْ
    سُمْرَتُها عَسَلٌ سائلٌ للحسْنِ في خدِّها رقرَقَهْ
    داليَةٌ غضَّةٌ عذْبَةٌ في هُدْبِها نجْمةٌ مُشْرِقَهْ
    عصفورةٌ حلوةٌ كالرؤى مَنْ يا تُرى صوتها (مَوْسَقَهْ)؟
    الفجْرُ أهدى لَها قُبْلةً والروضُ ألقى لَها زنبقهْ

    ومِنْ ردّ د.عبده بدوي عليها:
    أشعلْتِ في خاطري حُبَّها يا حُبَّها جَلَّ مَنْ رقْرقَهْ
    كانت وراءَ المنى وردةً وفي ضمير السَّنا زقزقَهْ
    وحين زُفّتْ مشى نورُها فهَزَّ أيّاميَ المُطرِقَهْ
    وقالَ للشعرِ : قلْ كِلْمَةً فأهْرَقَ الشِّعْرُ ما عتّقَهْ
    حتى إذا كان منها الشذى والخَطْوُ ، والبَسْمةُ الشّيِّقهْ
    والكَرْمُ في لثْغةٍ عذْبةٍ والطيرُ من أحرُفٍ مورِقَهْ
    هزّتْ من الشِّعْرِ ينبوعَهُ ومنْ رفيفِ الشذى أعمقَهْ

    وممّن استجاب لدعوة د.بدوي للكتابة عليه؛ الشاعر علي الصياد، فقال:
    فكلُّ يومٍ نرى ناقِداً قد شوَّهَ الشِّعْرَ .. قدْ مزّقَهْ
    مدَّعِياً أنّ في شعْرِنا ما يأنَفُ العصْرُ أنْ ينطِقَهْ
    والشعْرُ أوزانُهُ رحْبَةٌ ولَمْ تكنْ بيننا ضيّقَهْ
    وإنّما ضِيقُ آفاقِنا في الشعْرِ قد كادَ أنْ يخنقَهْ

    وقال نور الدين صمود:
    ( ميْلاءُ) يا وردةً تعبقُ أشذاؤها أوشكتْ تنطقُ
    في روضةٍ عطرها ساحرٌ قد ضاعَ منها شذىً يُنشَقُ
    والطلُّ ما بين أوراقِها كالنورِ في كوكَبٍ يخفقُ
    إخالُها قمَراً مُرسَلاً إشعاعهُ حولَنا يدْفقُ
    كأنّها إذْ رنَتْ نحوَنا وطرفُها بحرُهُ مغرقُ
    داليةٌ كرمُها لؤلؤٌ موسِمُها أبداً يصدُقُ
    يا طفلةً غضّةً كالمنى كزهرةٍ في الندى تغرَقُ
    يروقُني منْكِ بحْرٌ بدا في مقلةٍ لونُها فستُقُ
    اللهَ يا حُسْنَها إذْ بدَتْ كوردةٍ غضَّةٍ تعبقُ

  6. #6
    الصورة الرمزية د.عمر خَلّوف العروضي
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 566
    المواضيع : 79
    الردود : 566
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    وقد وجدتُ قصيدةً قديمةً لعبد الباقي العمري (-1278هـ)، جاءت صدور أبياتها على البحر المخلّع، وأعجازها على البحر اللاحق ، يقول فيها( ):
    أقمْتَ يا كعبةَ المَعالي في ساحةِ الحرَمِ المحترَمْ
    فعَزَّ حتّى طَوافُ فكْري في ذلك الركْنِ والملتزمْ
    فراحَ خطّي ينوبُ عنّي وعن لساني يقولُ القلَمْ
    شافاكَ مولاكَ يا ملاذي منْ كلِّ ما تشتكي من سقَمْ
    فأنتَ شمسٌ متى توارَتْ أمستْ جميعُ الورى في الظُّلَمْ

  7. #7
    الصورة الرمزية د.عمر خَلّوف العروضي
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 566
    المواضيع : 79
    الردود : 566
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فَعْلنْ


    وهو قالب افتراضي وضعتُه قياساً. ويمكن الحصول عليه بالوقوف على نهايات الأبيات السابقة، كقولنا:
    أقْصَرَ عنْ لومِيَ اللاّئِمْ لَمّا دَرى أنّني هائِمْ
    ما زِلْتُ في حبِّهِ منصِفاً مَنْ لَمْ يزَلْ وهْوَ لي ظالِمْ
    أسهَرُ ليلي غراماً بِهِ وهْوَ أخو سلْوةٍ نائِمْ
    مهفْهَفٌ ماسَ في بُرْدِهِ غصْنٌ ثَنَتْهُ الصِّبا ناعِمْ
    شمسٌ ولكنّما فرعُها ليلٌ على صُبْحِها فاحِمْ

    ومما أورده الحنفي؛ الأبيات المفردة التالية( ):
    ليت الذي كان ذا أدَبٍ كان لَهُ مثْلُهُ مالُ

    وقوله :
    فالعدْلُ قد باتَ مندَحِراً والجَوْرُ قد باتَ منصورا

    وقوله :
    إنّ الأُلى اشتقْتَ صُحْبَتَهمْ ما فيهُمُ صادِقُ الصُّحْبَهْ

    معتبراً أعاريضها على (فعِلن)، وهو زحافٌ جائز، غير ملتزم. وهي عنده من البسيط كما ذكرنا!!.
    ويلاحظ أن الشطر الثاني هنا يساوي: (مستفعلن فاعليّاتن)، أي بزيادة سبب خفيف واحد على البحر المجتث. ولذلك نرى أن الكتابة على مثل هذا الضرب فقط يُدخله في زمرة المجتث، ما لم تكن عروض القصيدة على (فاعلن)( ).

  8. #8
    الصورة الرمزية د.عمر خَلّوف العروضي
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 566
    المواضيع : 79
    الردود : 566
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلانْ

    وضعته قياساً كذلك، ولم أجد له شاهده حتى الآن، إلاّ أنّ عبد الصاحب المختار استعمله مقلوباً، وهو عنده من المجتث كما ذكرنا! يقول المختار( ):
    في رشفةٍ من رحيقِ الشفاهْ أنفاسُها من لُحونِ الأُوَلْ
    لَثْمٌ ، وهل في فَمِ العاشقينْ نامتْ لِتُنسى بقايا قُبَلْ
    قصّةُ حبٍّ طواها الزمانْ تُتْلى على وجْهِ ثاوي الثكلْ(!)
    مستعِلن فاعلن فاعلانْ مستفعلن فاعلن فاعلن

    ومنه أيضاً قول محمود درويش السابق( ):
    الطفلةُ احترقت أمُّها أمامَها .. احترقت كالمساءْ

  9. #9
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عمر خَلّوف مشاهدة المشاركة
    مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلن
    وهو القالب الرئيسي للبحر ، وعليه معظم الأمثلة. يقول أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحنّاط الكفيف (-437هـ):
    أقْصَرَ عنْ لومِيَ اللاّئِمُ لَمّا دَرى أنّني هائِمُ
    ما زِلْتُ في حبِّهِ مُنْصِفاً مَنْ لَمْ يزَلْ وهْوَ لي ظالِمُ
    أسهَرُ ليلي غراماً بِهِ وهْوَ أخو سَلْوةٍ نائِمُ
    مُهَفْهَفٌ ماسَ في بُرْدِهِ غصْنٌ ثَنَتْهُ الصّبا ناعِمُ
    شمسٌ ولكنّما فَرْعُها ليلٌ على صُبْحِها فاحِمُ
    إنَّ ابنَ ذكوانَ ذو راحةٍ كديمةٍ صَوْبُها دائِمُ
    لَمْ يأتَلِقْ برقُها خُلَّباً ولا اتّقى خٌلْفَهُ الشائمُ
    ومَنْ أبوهُ أبو حاتمٍ قصَّرَ عن جودِهِ حاتَمُ
    يبني العُلا بالندى جاهداً وغيره للعُلا هادِمُ
    مُحَكَّكٌ حُوَّلٌ قُلَّبٌ محنَّكٌ حازمٌ عازمُ
    تُبصِرُهُ دهرَهُ قاعِداً وهْوَ بأعبائهِ قائمُ
    إذا انتضى سيفَهُ مُعْلَماً لَمْ تدْرِ أيّهما الصارمُ
    مَنْ لَمْ يكنْ شاعراً عالِماً فإنني الشاعرُ العالِمُ
    البدرُ في أخمصي شِسْعُةٌ والشمس في خنصري خاتمُ
    الدرُّ لو بلّغوهُ المنى نظمَهُ في فمي الناظِمُ

    ومن المعاصرين ، تقول نازك الملائكة :
    (خضراءُ) برّاقةٌ مُغْدِقهْ كأنّها فَلْقَةُ الفستقهْ
    الشَّعرُ سبحانَ مَنْ لَمَّهُ والثّغْرُ سبحانَ مَنْ فتَّقهْ
    شفاهُها شَفَقٌ أحمرٌ كم حاولَ الورْدُ أن يسرِقَهْ
    سُمْرَتُها عَسَلٌ سائلٌ للحسْنِ في خدِّها رقرَقَهْ
    داليَةٌ غضَّةٌ عذْبَةٌ في هُدْبِها نجْمةٌ مُشْرِقَهْ
    عصفورةٌ حلوةٌ كالرؤى مَنْ يا تُرى صوتها (مَوْسَقَهْ)؟
    الفجْرُ أهدى لَها قُبْلةً والروضُ ألقى لَها زنبقهْ

    ومِنْ ردّ د.عبده بدوي عليها:
    أشعلْتِ في خاطري حُبَّها يا حُبَّها جَلَّ مَنْ رقْرقَهْ
    كانت وراءَ المنى وردةً وفي ضمير السَّنا زقزقَهْ
    وحين زُفّتْ مشى نورُها فهَزَّ أيّاميَ المُطرِقَهْ
    وقالَ للشعرِ : قلْ كِلْمَةً فأهْرَقَ الشِّعْرُ ما عتّقَهْ
    حتى إذا كان منها الشذى والخَطْوُ ، والبَسْمةُ الشّيِّقهْ
    والكَرْمُ في لثْغةٍ عذْبةٍ والطيرُ من أحرُفٍ مورِقَهْ
    هزّتْ من الشِّعْرِ ينبوعَهُ ومنْ رفيفِ الشذى أعمقَهْ

    وممّن استجاب لدعوة د.بدوي للكتابة عليه؛ الشاعر علي الصياد، فقال:
    فكلُّ يومٍ نرى ناقِداً قد شوَّهَ الشِّعْرَ .. قدْ مزّقَهْ
    مدَّعِياً أنّ في شعْرِنا ما يأنَفُ العصْرُ أنْ ينطِقَهْ
    والشعْرُ أوزانُهُ رحْبَةٌ ولَمْ تكنْ بيننا ضيّقَهْ
    وإنّما ضِيقُ آفاقِنا في الشعْرِ قد كادَ أنْ يخنقَهْ

    وقال نور الدين صمود:
    ( ميْلاءُ) يا وردةً تعبقُ أشذاؤها أوشكتْ تنطقُ
    في روضةٍ عطرها ساحرٌ قد ضاعَ منها شذىً يُنشَقُ
    والطلُّ ما بين أوراقِها كالنورِ في كوكَبٍ يخفقُ
    إخالُها قمَراً مُرسَلاً إشعاعهُ حولَنا يدْفقُ
    كأنّها إذْ رنَتْ نحوَنا وطرفُها بحرُهُ مغرقُ
    داليةٌ كرمُها لؤلؤٌ موسِمُها أبداً يصدُقُ
    يا طفلةً غضّةً كالمنى كزهرةٍ في الندى تغرَقُ
    يروقُني منْكِ بحْرٌ بدا في مقلةٍ لونُها فستُقُ
    اللهَ يا حُسْنَها إذْ بدَتْ كوردةٍ غضَّةٍ تعبقُ


    =========

    أخانا الكريم أستاذنا الفاضل الدكتور عمر خلوف

    بارك الله فيك وفي هذا الجهد المشكور لإثبات هذا البحر اللاحق وصوره .

    وأنا أشعر(مجرد شعور ) أن النغمة الشعرية الطاغية على أكثر نماذجه هي نغمة بحر المتقارب (بحذف حركة من أولى التفعيلات في الشطرين:

    أقْصَرَ عنْ لومِيَ اللاّئِمُ = لَمّا دَرى أنّني هائِمُ
    عول فعولن فعولن فعو = عولن فعولن فعولن فعو



    ودمت بكل الخير والسعادة والودّ



    أخوك: مصطفى

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد سمير السحار شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,014
    المواضيع : 144
    الردود : 2014
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي

    أخي الحبيب وأستاذنا الجليل الدكتور عمر خلوف
    أتابعكَ بشغف ولي تجربة معكَ في هذا الموضوع
    وهي قصيدتي رحماكَ ربّي
    التي جاءت على وزن
    مستفعلن فاعلن فاعلاتن
    مستفعلن فاعلن فاعلاتن
    وأعيد هنا نص القصيدة
    رُحْمَاكَ رَبّي أَنَا في حِمَاكَا
    في ظُلْمَةِ الليْلِ أَرْجو نَدَاكَا
    أَشْقَانِيَ الذَنْبُ وَالذَنْبُ يُشْقِي
    العَبْدُ عَبْدُكَ مَا لي سِوَاكَا
    الدَمْعُ يَغْسِلُ ذَنْباً وَيمْحي
    طوبَى لِعَبْدٍ بَكَى في رِضَاكَا
    القَلْبُ يَسْمو وَيَرْجو نَجَاةً
    فَاصْفَََحْ إِلََهي لِِقَلْبٍ رَجَاكَا
    إنّي عَلَى العَهْدِ مَا زلْتُ أَمْضِي
    إِنْ تهْتُ دَرْبِي هَدَاني هُدَاكَا
    فَاجْعَلْ حَيَاتِي رَبيعاً وَنُوراً
    وَارْزقْ فَقيرَكَ أََعْلى رُبَاكَا
    أَنْتَ الرَحِيمُ وَمَنْ لِي سِوَاكَا
    فاغْفِرْ إِلَهي لِعَبْدٍ أَتَاكَا


    محمد سمير السحار
    1428-04-15
    2007-05-02

    رغم أنّني لم أجد في الأمثلة التي أتيت بها استخدام فاعلاتن في العروضة
    إلا أنّني أجدها قريبة لبحر اللاحق
    باركَ الله فيكَ أستاذنا الجليل
    وتقبّل خالص تقديري ومحبتي
    أخوك
    محمد سمير السحار
    إلى الشَّامِ أَرْنو بِعيْنٍ وأُرْنو
    إلى القُدْسِ بالشَّامِ فالشَّامُ عَيْني

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. هل بحر الموفور ( اللاحق )هو بحر مستقلّ أم هو مجزوء بحر البسيط
    بواسطة محمد سمير السحار في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-12-2016, 01:02 PM
  2. بحور لم يؤصلها الخليل
    بواسطة د.عمر خَلّوف في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-05-2014, 04:42 PM
  3. سؤال على بحر اللاحق
    بواسطة كمال حيمور في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 15-11-2013, 03:55 PM
  4. التجديد بتعديل بحور الخليل !
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 31-03-2007, 08:37 PM
  5. لِمَ لَْمْ يأتِ الحب ؟
    بواسطة مؤمن مجدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 15-02-2007, 03:25 PM