العذراء
اليوم التاسع . أجل إنه اليوم التاسع بقى يوم واحد . ثم تنهدت و قالت : طوال هذه المدة و أنا هنا . في ذلك المكان المظلم الضيق طالما حلمت بالخروج من هنا ثم سكتت قليلا فسمعت أحد الفلاحين في الخارج يتكلم عن ما قاله المرشد الزراعي عن مقاومة العذارى .
سمعت هذا ثم قالت : دائما يهاجمونني لا يشعرون بي و لكني لن أستسلم . لن أقف هكذا . لا يهم ما يقولوه يجب أن أحقق حلمي القديم يجب أن أخرج من هنا .
ترى ماذا سيكون لوني ؟ هل حمراء ؟ أم صفراء مثل أمي ؟ لا بل ربما زرقاء مثل أبي ؟ أو بيضاء مثل ابنة خالتي ؟ أو ربما متعددة الألوان – أجل متعددة الألوان المتناسقة فأملأ الدنيا بهجة وسرورا - لا يهم – أجل لا يهم اللون لابد أنني سأكون رائعة مهما كان لوني ثم تنهدت و قالت :
آه متى يأتي هذا اليوم ؟ ثم سكتت قليلا و قالت و هي فرحة : أجل الآن . الآن لقد جاء هذا الوقت الذي انتظرته كثيرا – عذرا لقد جاء دوري فقد انتظرت المدة المحددة أما الآن فقد جاء دوري يجب أن أزيل الرمال و الطمي حتى أعود إلى الحياة لكي أطير و أري ضوء الشمس الذهبي الذي يملأ الدنيا دفئا و حياة لأري المزارع و الحقول و الزهور الحمراء الجميلة كم أحبها .
ثم بدأت تزيح الرمال و لكن الرمال لا تتحرك و كأنها قد تحجرت أو قطعة من الصخر أو الحجر .
لا . لا يمكن هل سينجحون في القضاء علي ؟ ثم استمرت في الحفر دون جدوى و بدأ العرق يتصبب منها و بدأت تختنق و قوتها تخور شيئا فشيئا ثم ارتمت على الأرض و في مخيلتها صورة لفراشة جميلة تقفز من زهرة إلي زهرة .
- تمت –
تأليف / نهاد صلاح معاطي .