|
أعد ألق البلاغة يا " رشيدي" |
وأتحفنا بممتعك المفيد |
وجلِّ " دلا ئلَ الإعجاز " فينا |
و" أسرارَ البلاغة " بالجهود |
وأطلق من " عيار الشعر " حدا |
يُقَرُّ له " الموشَّح " بالحدود |
وهات " جواهرَ الألفاظ " نقدا |
من " الأوراق " يُزري بالنقود |
وكن لـ"لعمدة " " الإيضاحَ " ، واقبض |
على " المفتاح " بـ" المثل " الشَّرود |
على" نهج البلاغة" خذ خطانا |
تقومها رؤى "ابنِ أبي الحديد" |
ولا تغفل إذا " الطبقات " نادت |
بنا التسيارَ نحو "ابن العميد" |
ولا تستدع " سحبانا " و " قُسًّا " |
إذا لم يدعوا " عبد الحميد " |
فما " سرُّ الفصاحة " عنك يخفى |
وحرفك درة " العقد الفريد " |
ولا " التلخيص " – إن تشرحْه – ينأى |
ولا " تحرير"ك " التحبير" يودي |
و" نفح الطيب " من لقياك يندى |
به " حسن التوسل " من بعيد |
و" نقد النثر – إن صح انتسابا - |
كـ " نقد الشعر " في إرث الجدود |
ولـ"لبلغاء منهاج " وعاه |
لـ" حازمٍ " اقتدارُ ذوي الجدود |
فهلا أبرزته يد " الأمالي " |
مع " الكشكول " في ثوب جديد؟ |
وهل نلقِى " الوساطة َ" في حياد |
" موازنةً " تَبَرَّأ من حُيود؟ |
لـ" سر صناعة الإعراب " درب |
تقربه " الخصائص " للمريد |
وإنك بـ" الجنى الداني " حفي |
ولـ" لكشاف " في ولع مزيد |
فشِد بيراعك الفنان صرحا |
يعيد الذكر للمجد المَشيد |
لماذا ننتحي صوبَ اغتراب |
تؤرقنا به دعوى القيود ؟ |
يحاصرنا بتجديد كذوب |
دعَيِّ الفكر ، موصول الشرود |
إذا استكشفته ، لم تلق إلا |
سرابا مرَّ، مقطوع الرُّفود |
وإن محَّصته ألفيت زيفا |
بأفق الفن ، محطوم السدود |
ألا ، فاعذر يراعي ؛ إن فيه |
مع الحبر الأسى مثلَ الحشود |
من الوجدان أسكبه حنينا |
إلى حلم يمزق لي وريدي |
وشوقا مورقا بندى أمانٍ |
يزيف فجرها صلَف الحَقود |
ويكتم عطرها ؛ لتفح سما |
وتزويَ روعة الماضي التليد |
ألستَ من استقام على " بيان |
وتبيين " لجاحظنا المسود ؟ |
وأسقاه العدول ندى تراث |
تشرَّب هدىَ قرآن مجيد؟ |
وغذَّوْه التمكن من لسان |
مبين في القريب وفي البعيد ؟ |
يبوئه الذرا خير البريا |
بنهجٍ مطلعٍ شمسَ الخلود |
لديك " جواهر الأدب " المصفى |
تزينهن بالرأي السديد |
أترضى أن توافيك القوافي |
بتهنئة لتلميذ ودود؟ |
وتنثر حولك الأشعار وردا |
وفلا ينتقي أبهى العقود؟ |
عليها الياسمين يرف شمسا |
تداعب بسمة الزهر النضيد ؟ |
وفيها العطر من كل الزوايا |
يضوع نقاؤه لك كالوليد؟ |
فلو أني من الإبداع أدنو |
لأحسنت التناول في القصيد |
ولكني على الإعياء أخطو |
فقيرَ الحرف ، في دربي الكديد |
أزف إليك تهنئتي بعام |
كعمركَ ؛ حفه فضل الودود |
( أظل الله عمرك كلَّ حين |
بفرحة عيد ميلاد سعيد ) |