القضية الفلسطينية في ذروة التفاعل

ينتظر الجميع من زعماء العرب أن يكون مؤتمر الخريف " أنابوليس" بمثابة السحر الذي يحل المعضلات، وكأن هذا المؤتمر يمثل أمل الآمة الغائب وقد اكتشفه الزعماء.

على كل حال فإن مؤتمر الخريف بكل إشكالياته وأسراره يمثل مادة تستحق أن تدرس وتقف عندها، ذلك أن أول ثمرات المؤتمر أن يجلس الشريكان السياسيان " محمود عباس " و " أولمرت " معاً في مباحثات ثلاثية مع الرئيس بوش، وثنائية لبوش وأولمرت مرة، وبوش وعباس مرة، ثم عباس وأولمرت لوحدهما، ويبدو السناريو المطروح أن زعيم الحرب "بوش "يحاول أن يقرب وجهات النظر _ الغير متباعدة أصلاً _ حيث أن أولمرت يريد من عباس الكثير ويبدو على عباس أنه كريم جداً فيما يريده أولمرت.

وكغيره من المؤتمرات ، الدعوة الأولى له " الدولة الفلسطينية " وما إن ينفض المؤتمر وينقضي بما يريده اليهود والأمريكان حتى ننسى الأغنية الحاضرة الغائبة " الدولة الفلسطينية" إلى مؤتمر قادم .

وتبدو حركات التحرر الفلسطينية "حماس والجهاد والجبهات " وكذلك الأحزاب الفكرية مثل "حزب التحرير" في موقف آخر من كل مؤتمر _ ولا يهم إن كان مؤتمراً خريفياً ام مؤتمراً صيفياً _ حيث تقرر هذه الحركات دائماً أن هذه المؤتمرات إنما تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن ما هي الرؤية السياسية التي يستند عليها من يعارض هذه المؤتمرات.

يعتمد الرفض في جله ، أن الهدف من المؤتمرات الإقرار بدولة إسرائيل، وبجانبها دولة فلسطينية ، وفي ذلك خطر جسيم، فعندما نقول "دولة فلسطينية " نكون بذلك قد حددنا معنىً لفلسطين وهي دولة ، وما يعرف عن الدولة أن لها حدود معترف بها دولياً ، وهنا على فرض قيام دولة فلسطينية على حدود 67 فهذا يعني بلا شك أنه لا مجال للمطالبة بعد ذلك بأي من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 48 وبذلك تسقط الكثير من المفاهيم العقائدية لدى الشعب الفلسطيني المسلم.
وبذلك يكون من يسعى لحل الدولتين قد أقر بأحقية اليهود في جزء كبير من فلسطين، وغداً قد يدعي اليهود أن لهم حقاً في العراق لما فعله ملوك بابل بهم يوماً من الأيام، ثم سيدعون أن لهم مصراً لأن يوسف عليه السلام _وهم يدعون يهوديته _ قد حكم مصراً وانتشرت ذريته إلى أن خرجوا مع موسى عليه السلام

والسؤال الذي نطرحه هنا ، ألا يكفي هذا السبب في رفض المؤتمرات ، بل الإقرار أنها ستصفي القضية الفلسطينية؟

السلام عليكم
تحية لك أخي على هذه المداخلة ، و نتمنى مزيدا من الإلتفاف حول الاراضي الفلسطينية ،
مزيدا من الإحاطة باحوالها ، مزيدا من التوعية و شدّ - لا أقول لفت - الإنتباه،
للمخاطر المحيطة بالقضية و الزحف الرهيب نحو تقزيمها و تغييبها تدريجيا ،
عن الذهن المسلم ، و هذا هو الخطر الاكبر ،
فلا زالت فلسطين منذ سنين تعتمد على الدعم الشعبي ، أما المؤتمرات و المناورات
السياسية فقد فقدت مصداقيتها بل و شرعيتها أحيانا كثيرة .

أخيتي نادية العزيزة

سرني مرورك وكلامك الدال على أنك مسلمة أصيلة تهتم بقضايا أمتها

بوركت