أيها الصامتون .....!!مظاهرة قررت أن أنضم إليها ..
لم أعرف يوماً أن الصمت ممتع ..
إلا
إلا بعد أن شعرت بآلام هراواتهم
طائعاً
هتفنا بأعلى أصواتنا ...
تكلمنا بكل ما خطر على بالنا
دعونا الله أن يقف بجوارنا
وأن يخلصنا ممن ظلمنا
وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالهم .. وأعمالنا
وأن لا يجعل التوريث من نصيب بلادنا
وأن لا يجعل جمال خلفاً لأبيه ..
على الأقل في حياتنا ...
فجأة ... قوات الأمن ...
بدأت في الاقتراب من مكاننا
ثم أحاطت بنا ....
ثم أطاحت بنا
وفرقت شملنا ...
ثم بدأوا في تجميعنا ..
ثم وضعوا حديداً في أيادينا .. كلنا ...
ثم وضعونا في عربات أوصدوا علينا بابها
وعلى الفور توجهت تلك العربات بنا
إلى مكان .. ليدونوا بياناتنا
و ليكتبوا أقوالنا ..
هكذا قالوا لنا ...
وربما ليلامسوا بأياديهم وجوهنا
ولتعانق هراواتهم أجسادنا ..
هكذا قال لي أحد زملائنا ...
توقفت العربات في المكان المخصص لها
هبطنا سلالمها كلنا وراء بعضنا ..
وبدأ أحدهم في استجوابنا ..
أو بالأحرى بدأ بي .. أنا ..
لا أدري لما
سألني .. من أنت
أجبته .. على الفور ... اسمي ...رضا
سألني .. إلى من تنتمي..
أجبته على الفور ... مصر
سألني ... فلماذا تعمل ضدها
أجبته .. بل كل ما أفعله من أجلها ..
وفداءاً لترابها
سألني .. فأجبته ..
ظللنا هكذا .. يوماً أو بعض يوم ..
ولكنه مر عليّ كألف يوم
وأخيراًً .. خيمت علينا فترة صمت ...
ثم قطع الصمت بحركات حثيثة .. نحوي
و قرر أن تلامس يديه وجهي ...
ثم فجأة .. عانقت هراوته جسدي
فقط أدركت الآن ..
في تلك اللحظة ...
من هذا اليوم
أن الصمت تاجاً ذهبياً على رؤوس الصامتين ...
أن الصمت شجرة وارفة ..
في ظلها يتمتع الصامتون
كم كنت سأصون كرامتي..
لو حافظت على صمتي
ولم أشترك في أي مظاهرة
حتى لو كانت في ميدان "روكسي"
أو كانت لمن يطالبون بحقهم في الشذوذ الجنسي ..
أما التوريث وما على شاكلته ...
فإياك فهو لديهم أهم من انتهاك "شارون" للحرم القدسي
أيها الصامتون ...
كم وددت لو كنت مثلكم
كم وددت أن تقبلوا عضويتي في نادياً تابعاً لكم
كم وددت أن تشركوني في لقاءاتكم
كم وددت أن تجلعوني أحضر مؤتمراتكم
كم وددت أن أصمت ... مثلكم
أيها الصامتون ...
هل تقبلون عضويتي
أيها الصامتون ..
إليكم تحياتي
أيها الصامتون
أرسل إليكم ... خالص أمنياتي
كم كنت أبغضكم ...
إنما الآن ...
قد غيرت كل أفكاري التي كونتها عنكم