أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: وفاة أم

  1. #1
    شاعر ومفكر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : ألمانيا
    العمر : 77
    المشاركات : 254
    المواضيع : 79
    الردود : 254
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي وفاة أم

    مقالة من عام 1999م

    ما أصعب أن يفقد المرء والديه!.. يصبح يتيما وإن غزا الشيب مفرقيه، ويعاني من الوحشة، ولو كان وسط أولاده وربّما مع أحفاده، فليس في الدنيا من يمكن أن يعوّض عن وجود مَن قضى الله تعالى في شأنهما فقال: ((وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إياه وبالوالدين إحسانا)).


    وحشة الغربة

    وأشدّ من فقد الوالدين وأصعب وأنكى، أن يفقدهما المرء وهو في الغربة، وقد يخفّف عنه أن يكون ممّن يحمد الله راضيا، وقد يملك الأمل ألاّ ينقطع عملهما بعد وفاتهما ما دام حيّا وواظب على الدعاء لهما، ولكن.. كم يضاعف ثقل الدمعة في عينيه، أنّه لم يكن يملك أن يزورهما وهما على فراش الموت، ولا كانا يملكان القدرة على السفر إليه وزيارته.. فوحشة غربته آنذاك وحشة مضاعفة، وألم الفراق رغم بعد المسافة ألم شديد الوطأة!..

    عندما مات زوجها رحمه الله، كان ابنها طالبا في مقتبل الشباب، غادر بلده إلى بلد أوروبي للدراسة، فقد أصبحت أوروبا مقصد طالبي العالم، قادمين من بلدان إسلامية كانت في عصر مضى هي مناهل العلم والمعرفة للعالم أجمع!..

    مات والده فسلّم أمره لله، وإن أظلمت الدنيا في عيني شبابه وأطبقت على بعض آماله، وبدّلت الوفاة حياته وحياة إخوته وكان منهم أطفال صغار.. فعاشت أم عبد الله ثلاثين سنة وهي ترعاهم، لا تطلب من متاع الدنيا إلاّ أن يكبروا آمنين، ويحصّلوا درجة علمية أو مهنة عملية.. حتى إذا تزوّجوا وصار للأولاد أولاد، صاروا مع أحفادها شغلها الشاغل في دنيا لم تعرف منها من ألوان المتعة سوى سعادة الأمومة!..

    لم تكن أم عبد الله امرأة معروفة مشهورة.. لم تكن ممثلة من الممثلات ولا مغنية من المغنيات، من اللواتي تفتح الصحف والمجلات والإذاعات والتليفزيونات لهنّ الصدور، وتضعهنّ على عروش مزيّفة باسم فنّ انحرفت به الطريق فسُلّطت عليه الأضواء، ثمّ باتت لا تنساهنّ أو تتناساهن.. إلاّ إذا تبن لله عزّ وجلّ واستقمن!..

    لم تكن معروفة مشهورة.. فباستثناء ما منحتها إياه الحياة العملية وتطلّبته الأمومة، ما كانت أم عبد الله قادرة على سلوك درب العلم والتحصيل، لتكون طبيبة معروفة أو باحثة مشهورة، ناهيك أن تكون من طبقة البارزين عبر منجزاتهم حقا أو نتيجة الحرص على إبرازهم فحسب، من سياسيين واقتصاديين وإداريين، وذاك قي بلد لا يعرف للنساء قدرا ولا قيمة كما ينبغي.. كما أنّه لا يعرف للرجال أيضا شيئا من ذلك، وإن كانوا من ذوي الاختصاص والخبرة والكفاءة، إلاّ على قدر ما تلتقي مواصفاتهم الذاتية تلك أو تفترق مع ولاءات ومنافع، شخصية محضة، قربا وبعدا من صاحب السلطان.. وقد يتوافق ذاك حينا وقد يتناقض أحيانا عديدة، مع تحقيق المصلحة العامّة للبلد وأهله.. مصادفة ليس إلاّ!..

    كانت أمّا وأرملة.. والأمّ الرؤوم والأرملة الصبور تعرفها الملائكة في الدنيا والآخرة، فلا يضيرها ألاّ يعرفها كثير من الناس الراحلين كما رحلت!..

    كانت امرأة صالحة، والمرأة الصالحة لها ثواب الصدّيقين والشهداء وإن بقيت "مجهولة" في دنيا، لا يكرّم سدنتها وخدمتها امرأة أنجزت ما أنجزت في بيتها، ولا أمّا صنعت ما صنعت في مدرسة جيل المستقبل من أبنائها وبناتها.. بل يكادون يزدرون بدورها العظيم ويحقّرونه.. فبئس ما يصنعون!..

    لم يكن هذا ولا ذاك يضيرها ولا كانت تأبه به لحظة من لحظات عمرها.. ولكن كانت أمّ عبد الله تأسى وتألم، فقد كانت محرومة من رؤية بعض أبنائها. قد يسلّيها عبد الله بقربه، ووفاء ببسمتها ومداعباتها، وسعاد بأولادها.. ولكن بقي شطر من قلبها منفصلا عنها، بعيدا.. معلّقا بابن مغترب، بذلك الذي ربّته على الطموح.. ونشأ شابا جريئا.. والجرأة في أعين بعض المتعقلين ضرب من ضروب الطيش، ولكنّ طيشه لم يحمل بندقية، ولا عقد مؤامرة، ولا افترى على أحد، إنّما انصب في قلمه ولسانه، في حدود ما آمن أنّه حقّ يجب الجهر به، داعيا إلى التغيير في بلده، من أجل أن يعيش الإنسان إنسانا، وأن تخرج الكرامة من السجون، وأن تكسر الحرية أغلالا مفروضة، وأن يستند التقدّم إلى الكفاءة.

    ولم يمنعه من مواصلة دربه ذاك علمُه أنّ مثل هذه الدعوة في مثل ذلك البلد جريمة كبرى، عقوبتها على من ينجو من سجن ومقصلة أو اغتيال، هو أن يحرم من بلده وأهله، وأن يعيش في غربة ثقيلة، طويلة لا تريد أن تنتهي، موحشة وإن كثر الأصدقاء، ظالمة وإن عوّض عن ظلمها ببعض ما يكتب.. فلحظات معدودات على فراش الموت يوم مات أبوه، أو على فراش الموت يوم لحقت به أمّه، كانت عنده أثمن من الدنيا وما فيها!..

    كان ذلك بعض ما حرم منه ظلما وتعدّيا.. وأحسّ ما يعنيه في حياته، فلم يكن يريد أن يستمرّ الظلم والتعدي وأن يصيب سواه بمثل ما أصابه وأمثاله.. فما انقطع عن الكتابة رغم فداحة الثمن، وبقي يعارض الاستبداد بلسان وقلم يملكهما، وإن ملك الاستبداد أسباب النفي والتشريد والملاحقة، وبقي يأبى عروضا مشروطة بالسكوت والخنوع، فقد كانت سياط الغربة أهون لديه على قسوتها من جحيم السكوت ووضاعة الخنوع!..



    الاستبداد.. والإنسان

    ماتت أم عبد الله رحمها الله، ولم تلمحها عيناه مسجاة على الفراش، ولا مودّعة بالشهادتين، ولا محمولة على نعش، ولم يملك على البعد سوى الرضى والدعاء، وبعض الدموع في الخفاء، يتلقّى العزاء عبر الهاتف من بعيد، أو من بعض من عرفها من أصدقائه في غربة التشريد.. وهو –رغم ذلك كله- ذو حظّ يُغبط عليه، فكم من أمّ ماتت وهي لا تعرف هل ما يزال ولدها في السجن في عداد الأحياء أم قضى نحبه، وكم من أمّ لا تجرؤ على السؤال.. مجرّد السؤال عن مصير فلذة كبدها بعد تغييبه منذ سنوات وسنوات في أقبية المخابرات، وكم من أم كانت هي نفسها، وكان تنكيل الوحوش بها، وسيلة من وسائل التنكيل بولدها المتمرّد على الاستبداد في بلده.. عسى تنكسر إرادته ليعيش كبعض من يعيش عى طعام وشراب لا يعرف للحياة مضمونا سواهما.. هذا إن وجدهما، وعسى تنكسر شخصيته فبناء الشخصية الحرّة القادرة على العطاء والبناء والتقدّم دون نفاق ورياء ودون ولاء المنافع، بات من المحرّمات، وعسى ينكسر قلمه وينقطع لسانه، فحريّة الكلمة عندهم يكافحونها كما يكافحون الوباء، وقد يكون للاستبداد مناعة تحصنه من بنادق ومدافع ودبابات وانقلابات.. ولكن لا يملك مناعة ولا حصونا قادرة على حمايته من "وباء الكلمة".. فلا نستغربنّ أبدا خشيته منها أكثر من سواها من مختلف وسائل المعارضة ووسائل مكافحة الاستبداد!..

    ماتت أم عبد الله.. رحمها الله وغفر لها!.. وبقي ابنها المغترب مغتربا، وبقي الزعيم المستبدّ في بلدها مستبدّا، منشغلا بتثبيت أركان استبداده.. كالمعتاد، فقد كان ذاك شغله الشاغل وهمّه المؤرّق على الدوام، يمنعه من الراحة والاطمئنان مذ وصل إلى السلطة ظانّاً أنّه قد وصل إلى الراحة والاطمئنان.. وكان وما يزال يشتري بعد سنين وسنين ولاء موقوتا ويبيع ولاءات، ويسعى ويدبّر ويكيد ويكدّ، فهل سينال بعد أيام.. أو أسابيع.. أو أشهر.. أو سنين معدودات حفرةً أكبر من الحفرة التي أنزلوا فيها أم عبد الله!..

    ولا يتسع ضيق القبور إلاّ بما وسّعته رحمة الله، ولا تضيق بشيء قدر ما تضيق باغتصاب حقوق البشر، فهل يوجد أكثر من الاستبداد اغتصابا للحقوق!..

    مضت أمّ عبد الله.. حاملة معها ومخلّفة وراءها دعوات بظهر الغيب، وعملا صالحا لا ينقطع ثوابه بعد الممات.. فما الذي سيحمله ذاك الذي حرمها وحرم أمثالها من الأمّهات الصابرات من فلذات أكبادهن.. إلاّ وبالا متراكما، ووزرا متعاظما، في قبره تحت التراب.. وإلى يوم لا تنفع فيه سلطة ولا مخابرات، ولا تغني فيه أسلحة البطش بأيدي الجنود ولا يغني قوم يعينون على الظلم بما أتقنوا من ضروب النفاق والرياء!..

    بضعة وسبعون عاما من عطاء صامت.. دون أوسمة ونياشين، ودون تذمّر ولا تردّد، ودون منّة ولا شكوى.. ومرضت بضعة أيام فعالجتها أيادي أكفأ الأطباء في بلدها، جزاهم الله خيرا وأغنى بأمثالهم بلادهم عن سواهم، وما أغرب صنع من يزعم الحرص على خدمة موطنه، والحرص على دعم الكفاءات في موطنه، ثمّ يتجاوز من يوجد فعلا من أصحاب الكفاءات في موطنه، ويأبى التداوي إلاّ خارج أرض موطنه.. فكيف وهو رئيس أو ملك أو أمير يحمل المسؤولية الأولى عن تأمين أسباب التداوي على أيدي الأكفاء من أبناء موطنه، لكل إنسان داخل موطنه!..

    رحلت أمّ عبد الله عن هذه الدنيا.. فلم يحضر وفاتها ولا شيّع جثمانها ملوك ورؤساء وزعماء، كبار وصغار، صادقون في عزائهم وغير ذلك، ولا رافقتها إلى مثواها الأخير عربات ولا مصفحات ولا عدسات تصوير ومكبّرات صوت، ولا نقلت الصور عن وداع أسرتها لها أقمار صناعية وشاشات عربية وأجنبية!.. رحلت.. ولم يبق –بهذا كلّه وبدونه- سوى الحساب بين يدي الرحمن، عمّا كان من إيمان وعمل، في دنيا أحقر عند الله من جناح بعوضة، بيـن يدي الديّان، يوم تكون الأرض في قبضته والسماوات مطويات بيمينه.. فالويل كلّ الويل لمن لا يرعى حقّ الله في عباده!..

    وبشّر المؤمنين.. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون، فيكفيها الدعاء بألسنة معدودة تلهج بالدعاء الصادق لها، أن رحمها الله وغفر لها واسكنها فسيح جنانه!.

  2. #2
    الصورة الرمزية بكاء الياسمين عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    الدولة : بـــــــاريس
    العمر : 41
    المشاركات : 526
    المواضيع : 48
    الردود : 526
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي


    أمـــــــي.... يا حكاية حنانِ تُبكي...
    ويا دعاء الرضا حُرمت منه نفسي...
    وياقلب طفل ماعرف الحقد لفلذة ِ الكبدِ.

    أمـــــــــي.... يا دعاء ماملّ يوماْ ولا كلّ
    ويزيدني كان من العزِ...
    ويارقة ملمس ٍ من يد ٍ
    سُميت حنــــــــــــــــــــــا ن الأمٍ

    أمــــــــي.... ويا ألف أمي..

    ويا خُبزٍ شهي وكوبُ حليبٍ
    وقطعة حلوى
    كُنت أعتز أنها من صُنع أمي...
    من صُنع أمي...

    أمـــــــــي.... يا قصة حنان ٍ
    وقفت الدنيا بأسرها لها تُغني وتبكي..
    ويا جنة الخُلدٍ أراها تحت أقدام أمي..
    ويا روايات شعرِ ماوفت حقك ولو بشبــــــــــــــــرٍ..
    ويا دُعاءِ لرب رحيم بعد كل صلاةٍ هذا كـــــــــــان ندري...
    ويا قبراْ أزوره كل صيفٍ
    فتقف باقات الياسمين بالدعاء تؤُنُ فتــُــبكي............

    أمــــــــــي.... يا أمي
    يا من حُرمتُ من حنان امي
    ودعاء أمي
    ولمسة أمي
    وصوت أمي
    وبسمة أمي
    وصراخك الشــــــــــــادي يا أمي...

    أمــــــــي....يا أُنشودة عشقٍ لي كانت تُغني..
    وبلحنها يــــــــــاما مسحت لي شعري...
    ولسان ماكف عن تمتمة الياسين والكُرسيٍ...
    ودُعاء ينشل عني كان مرضي..
    وفستان عيد كم فرحت به ِ
    عندما بيديك حكتيه لي مع زخرفةٍ الكُمٍ....


    أمــــــــــــي...يـــــــ ـــــــــامن برحيلك
    أشعلتي براكين غضبي..
    وأخرجتيني من هدوئي
    وأسكنتي الياسمين بدائرة الصخبٍ...
    وجعلتني أشحد حنانٍ عله يُعوضني عن رقة أمــــــي.

    أمــــــي...يا امي..
    .رحمة منك ربي لتملأ قبر أمي
    وتجعله غُرفة من جنات الخُلد ..
    والياسين سأُرددها على القبرٍ
    ولها سأوهبها بعد كل صلاتي....

    ربــــــــــي... اغفر لهما دنوبهما
    وارحمهما
    وبجنات الخلد اجعل مكانهما..
    .وأنر عليهما قبرهما
    واجعله روضة من رياض جناتك ربي وأفرحهُما
    ربي... ارحمهما واغفر لهما ذنوبهما
    وتقبل مني وهبي آيات القرآن لروحهما
    وتقبل مني دعائي لهما
    وزكيهما وزكيهما
    وبرحمتك اغمرهمـــــــــــــــــــ ا


    السلام عليكم
    الفاضل نبيل
    سامحك الله..أشعلت براكين غضبي
    وكأن قصتك هذي تقصد بها نفسي

    مـاأصعب فراق الأم
    وان كان الاثنين معا
    الأب والأم
    كيف ستكون الحياة بعدها

    لاحرم الله احدا من والديه
    ولا أبكاكم على غالي

    تحياتي القلبية
    وكان الله في عونهم

    بكاء الياسمين

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    العمر : 60
    المشاركات : 349
    المواضيع : 7
    الردود : 349
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    غفر الله لها واسكنها فسيح جناته وجعل قبرها روضة من رياض الجنة .
    الاستاذ الفاضل نبيل .. قد تمازج نصك بين فقد أم رؤوم وبين اوضاعنا
    في الدول العربية التي نسأل الله ان يزيل عنها ثوب غطاها من رياء ونفاق
    واستبداد وظلم .. وكان كل هذا بعبارات متناسقة وتراكيب قوية ولغة بليغة
    دلت على متمكن واديب له في دنيا القلم باع طويل .. وحسبت ان نصك
    مشاركة أولى .. ولكن وجدت مشاركتك قد نيفت عن الستين .. فليتك تشاركنا
    هنا بعلمك وفكرك .. وتجعلنا نمتع انفسنا بجمال قلمك والمعاني الإيمانية التي تتجلي فيه
    اخيرا لك مني كل التحية والتقدير وغفر الله لأم عبدالله وامواتنا واموات المسلمين .
    الانسان مبادئ

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,694
    المواضيع : 78
    الردود : 2694
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي



    أجدنى والدموع تملأنى
    والقلم لا يقوى على الرد على هذه الاحزان فى صورة حروف
    فلم أملك ألا الصمت والدموع

    استاذى العزيز نبيل
    تحية احترام وتقدير وحب حقيقى لقلمك
    دمت لنا بصحة وسلامة يارب

    لك تحياتى ,,, وباقة حب وياسمين


  5. #5
    شاعر ومفكر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : ألمانيا
    العمر : 77
    المشاركات : 254
    المواضيع : 79
    الردود : 254
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    أختي الكريمة بكاء الياسمين

    جزاك الله خيرا على كلماتك النابضة بالصدق.. وتقولين فيها:
    سامحك الله..أشعلت براكين غضبي
    وكأن قصتك هذي تقصد بها نفسي

    وأقول: هي قصة كثيرين.. ولكن رغم الألم يبقى الاطمئنان إلى رحمة الله، والرضى بقدره، والأمل بلقاء الأحباب في جنته.. والشعور بالمسؤولية عن متابعة الطريق.. فما نحمله على عاتقنا هو رسالة أجيال.. تنتقل من الآباء والأمهات إلى الأبناء والبنات فالأحفاد والحفيدات.. وكلما تذكّرت ما كان يبذله آباؤنا وأمهاتنا في ظروف أشدّ من ظروفنا شعرت بالتقصير.. وضرورة أن نعضّ النواجذ على الآلام.. ونضاعف الجهد والبذل.. سائلين الله العفو والتوفيق..

    أخي الكريم أبوهمام..
    (عبد الله) هو أخوك نبيل.. الذي يشكرك على كلماتك.. وعلى ثقتك، وآمل أن اجد لنفسي بينكم مكانا على الدوام.. ففي هذه الواحة.. يشعر المرء أنّه يعيش مع أسرة كبيرة صنعها لنا هذا الدين.. ولن يفرّق بين أعضائها طواغيت الأرض جميعا

    أختي ياسمين الواحة..
    أحبك الله عزّ وجل.. وجعل أيامك مليئة بكل (باقات ياسمين) الخير والتوفيق والرضوان.. ترافقك في كل خطوة، وتنثر أريجها على طريقك حيثما مضيت وتحركت.. سائلا الله أن يسدّد خطانا على الدوام

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي



    أخي النبيل نبيل:

    كنت أعلم منذ أول حرف أنك عبدالله ولكني أنا أيضاً مثلك عبدالله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لقد جالدت أمي رحمها الله المرض لست سنوات كاملة تردد لي كلما هاتفتها بأنها تنتظر لحظة العناق لتسلم روحها على صدري وبقبلة الشوق والحنان على خدي.

    ست سنوات أخي نبيل وهي تغالب الموت حتى غلبها قبل أن تطفي لهيب قلبها الرؤوم وأنين قلبي المحروم فمن سيأتي لي بأمي؟

    ما زالت تعيش معي ليلي ونهاري وأشعر بأنني قد خذلتها إذ سمحت للغربة الإجبارية أن تحرمها آخر آمالها في الدنيا وأن ترحل هكذا عني لتظلم في حياتي معاني كثيرة وأشعر بأنني في حاجة إلى أمي أكثر مما حين كنت صغيراً.


    اللهم إني أحتسبها عندك فاغفر لها وألهمنا الصبر والهدى وعوضنا عن عناق الدنيا بعناق الآخرة في جنتك وبرحمتك يا أرحم الراحمين.

    بارك الله بك أخي نبيل وأدامك نبراس حق وضياء صدق.


    أخي الهمام أبا همام:

    أخي نبيل شاعر وأديب ومفكر كبير يكتب في الواحة كثيراً ولكن يميل للمقالات الفكرية والشعر وأعلم عشقك لدوحة النثر التي لا تكاد تغادرها ولك في ذلك عذر فقد أصبحت درة الواحة كدوحة الشعر تماماً.


    تحياتي وودي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. زمانيَ أشكو أمِ النائباتْ..؟! // أمِ النفسُ أشكو.. فقد أسرَفَتْ
    بواسطة زياد بن خالد الناهض في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 29-09-2011, 11:13 PM
  2. يا أمَّ قصرٍ !!
    بواسطة جمال حمدان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 26-08-2005, 06:46 PM
  3. الغاية أمّ للوسيلة
    بواسطة ريان الشققي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-03-2005, 08:32 PM
  4. متى يعلنون وفاة العرب ؟ اليوم نعلن وفاة العرب
    بواسطة جمال النجار في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-11-2004, 07:34 PM