أمــــاه
يا سفرا توقف
في المحطة الأخيرة
كي يستريح على سرير الخلود،
مرغما حملت الحقيبة
إلى مثواك في لحم الأرض
و حملت عينيك إلى نبعهما
قدري أن ينطفئ نورهما
في آخر رحلة ركبنا أثيرها نحو النور..
أعرف أني ولجت سماءك
من نجمتيهما
و كنت فاكهة خريفك الأخيرة
تجنينها من عنت الوقت
و ها أنت توصدين الشرفتين
في وجه الريح
كي لا أسكن غير قلبك المخضل.
أماه ،
حدثيني عن عينيك
هل عادت إليهما غزالة الشمس
وهل عاد بهاء الماء؟؟
أني قد رأيت في حلمي
أن الشمس باسمة
قد أشرقت من دمعك
فمدت لي ضفائرها الغجرية
و رأيت ماء سلسبيلا
ينبع ضاحكا من الجفنين
تدفق بصدقه نحو وجعي
همس لي رذاذه
أن :"ألق ضيمك إلى قارعة الحزن
و كن سنديانة
تستعصي على الريح الهوجاء
إني ورثك نسغي
كي تبقى عودا صلبا
لا يفارقه ماء الرقة..."
أماه ،
ليتنى أصدق حلمي
ليتني أصدق هذا الهمس
ليتني أتطهر من ذنبك
بالماء و الشمس .
أماه،
يا غائية تسكن حضوري
يا ظهرا أحناه الدهر
ليكون ظلي في طريق عبوري
يا ضفائر اصفرت
كي تصير سنابل حبلى
في حقول قحطي
دماؤك الحارة تزغرد في وريدي
وروحك بين الحنايا
نورسة ترعاني
في هذا البحر المتلاطم موجه
أستجير بجناحيها
كلما خانني ،عند التحليق،
جناحي المكسور...
فنامي يا أمي ،
نامي،
ستظل شمسك على يمني
سيظل ماؤك على يساري.
--------------------------------------------------
لمجيد تومرت - خريبكة بتاريخ 25 أكتوبر2007