أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: وحدة المسلمين سياسيا

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي وحدة المسلمين سياسيا

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد

    ايها الاخوة الافاضل
    نتناول في بحثنا هذا امر في غاية الاهمية وقضية من اهم قضايا المسلمين اليوم الا وهي وحدة المسلمين التي تحاول دول الغرب ان تصرفنا في مشاريع لا تخدم الا مصلحة الكفر والكافرين في حين ان وحدة المسلمين امر ثابت اقرته الشريعة ويقره العقل والواقع فعقيدة المسلمين جميعا بكافة طوائفهم ومذاهبهم واحدة وتعبدهم لله وخضوعهم له واحد والشعارات التي يرددها المسلمون في اعيادهم واحدة واللغة التي تجمعهم على قرانهم واحدة ويتوج ذلك كله ان بلاد المسلمين كلها تعتبر رقعة واحدة لا يفصل بينها عائق طبيعي وكانت قبل نيف وثمانون عاما دولة واحدة وحاكم واحد اي بمعنى اخر في مصطلحات اليوم وحدتهم السياسية قائمة .
    هكذا كنا يوم كان المسلمون اعزاء بدينهم وحين ابتغينا العزة بغير الاسلام اذلنا الله (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )ال عمران

    ولنتناول مقومات هذه الوحدة ولكن من الوجهة السياسية فهل هناك ما يعيق الوحدة السياسية بين بلاد المسلمين ؟
    الملاحظ ان بلاد المسلمين التي تمتد من اندونيسيا شرقا الى المغرب غربا لا يوجد بينها اي عائق طبيعي ولا يفصلها عن بعضها البعض عوائق بل تمتد في تواصل طبيعي وهذا ما يسهل اتحادها وضمها في كيان واحد يحكمها حاكم واحد
    فمقوما ت الوحدة موجودة ولا يعيقها هذه الحدود المصطنعة التي وضعها الغرب بين بلاد المسلمين ولا يجهل عاقل كيف استطاع الغرب الكافر بعد ان هدم دولة الاسلام التي حكمت المسلمين جميعا باحكام الشرع ووحدت بينهم كيف استطاع الغرب بعد هزيمة الدولة الاسلامية والغاء الخلافة بعدها ومن ثم معاهدة سايكس بيكوة حين اجتمع سايكس وبيكو وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا وقسموا بلاد المسلمين ووضعوا الخرائط وهكذا كان .
    اما عن وحدة المسلمين السياسية فيمكن ان نراها متجليه في اول ايام دولة الاسلام حين ارسى قواعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وسوف نتناول بعض الاسس التي بنيت عليها دولة الاسلام ومنها :

    إن السيرة النبوية إعجاز وترتيب دقيق من رب العالمين سبحانه وتعالى، وقد وضع الله عز وجل فيه كل المتغيرات وكل الأحداث التي من الممكن أن تحدث في الأرض وإلى يوم القيامة؛ لكي يقيم الله عز وجل حجته على البشر في قوله سبحانه وتعالى: [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا] {الأحزاب:21
    ففي كل مواقف الحياة تستطيع أن تجد أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    على سبيل المثال كيف استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوجد الحلول العملية لمشكلات كثيرة كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الطوائف المختلفة الموجودة في المدينة المنورة بعد قيام دولة الإسلام فيها، هذه الطوائف يمكن أن نجمعها في ثلاث مجموعات كبرى، مجموعة المسلمين بشتى أنواعهم، ومجموعة المشركين، ومجموعة اليهود.
    ولا شك أن أهم مجموعة عند الرسول صلى الله عليه وسلم هي مجموعة المسلمين، إذ إنها عصب الدولة الإسلامية، وهم الذين على أكتافهم سيقوم الصرح الضخم الهائل لأمة الإسلام وبهم وبقوتهم ومدى قدرتهم ان يكون امان المسلمين بامانهم تتجلى الوحد السياسية الداخلية لمجتمع المدينة..
    الأنصار
    أول طائفة من المسلمين كانت طائفة الأنصار وهم من أسلم من أهل المدينة من قبيلتي الأوس والخزرج وهؤلاء هم أهل المدينة الأصليين الذين استضافوا الرسول صلى الله عليه وسلم والمهاجرين في المدينة المنورة، وقدموا تضحيات كبيرة جدًا لإيواء المسلمين مع كل المخاطر التي واجهت الأنصار في تطبيق هذا العمل العظيم.
    كان الأنصار في المدينة المنورة ينقسمون إلى قبيلتين كبيرتين، هما قبيلتي الأوس والخزرج، وكانت قبيلة الخزرج تفوق الأوس عددًا (ثلاثة أضعاف تقريبًا)، لكن المشكلة الكبرى التي واجهت الرسول صلى الله عليه وسلم هي أن العلاقة بين القبيلتين كانت في منتهى الشراسة قبل الإسلام، كانت في منتهى العنف، آثار الدماء لم تجف بعد من سيوف هؤلاء وهؤلاء، والحرب التي قامت بينهم حرب مشهورة جدا في التاريخ إنها حرب بعاث، وكانت قبل بيعة العقبة الأولى بسنتين فقط، وكان على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يصهر القبيلتين الأوس والخزرج في كيان واحد يدافع عن المدينة المنورة، ويحل مشاكل المدينة المنورة، ويقف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقفة رجل واحد، يقف الأوسي إلى جوار الخزرجي، لا يتذكر أي ثأر كان بينه وبين إخوانه من القبيلة الأخرى، وهذا أمر في غاية الصعوبة في هذه البيئة القبلية العربية القديمة.
    كان اعتماد الرسول عليه الصلاة والسلام على صدق إيمان الأنصار في التأليف بين قلوبهم، جمع الأوس والخزرج وذكرهم بالله عز وجل، ووضح لهم أن الرابط الأساسي في هذا الدين الجديد الذي بُعث به صلى الله عليه وسلم هو العقيدة، وكل ما سوى هذا الرابط لا ينظر إليه مطلقا.
    ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الوتر الحساس، ولصدق إيمان الأنصار (الأوس والخزرج) فقد تقاربت القلوب، فالإسلام يغير تماما من تكوين الإنسان، يغير تماما من كل الدوافع التي كانت تحركه قبل ذلك، يرتفع بها إلى قوانين السماء، ويترك تماما قوانين الأرض الوضعية المادية؛ لأنها قوانين دنيا؛ لينتقل بعد ذلك إلى قانون السماء الرفيع.
    نسي الأوس والخزرج كل العداوات القديمة، وتوحدوا معا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في خندق واحد، وهذه كانت أول خطوة قام بها رسول الله حتى قبل خطوة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
    والغريب أننا نعرف في التاريخ جيدًا أمر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ولكن الكثيرين لا يعرفون أن رسول الله وحد بدايةً بين طرفي الأنصار (الأوس والخزرج)، ثم جاء بعد ذلك أمر المؤاخاة.
    فكانت أول طائفة تعامل معها الرسول صلى الله عليه وسلم هي الأوس والخزرج، فقد وحد بينهم صلى الله عليه وسلم على أساس الدين.
    المهاجرون:
    كان وضع المهاجرين الاقتصادي قد أصبح في منتهى الخطورة، تركوا معظم أموالهم أو أموالهم كلها في مكة، تركوا الديار، تركوا الأهل، تركوا العشيرة، تركوا الذكريات، تركوا كل شيء وانتقلوا إلى بلدٍ جديد تماما، بل إن العديد منهم لم يزر المدينة المنورة من قبل، ولك أن تتخيل رجل ترك كل حياته وأعماله وتجارته... وانتقل إلى حياة جديدة، وليس معه شيء، وانتقل إلى أرض جديدة ليست مألوفة بالنسبة إليه، وانتقل إلى فرع من القبائل لا يمت له بأي صلة، بالإضافة إلى أن المدينة المنورة كانت تعاني من الفقر، فالأنصار لم يكونوا من الأغنياء، ونحن نعتقد أنهم أغنياء لكثرة عطائهم، وإيثارهم، وبذلهم المال من أجل نصرة الله ورسوله، أما عموم الأنصار فقد كانوا من الفقراء، قلة من الأنصار فقط كانوا أغنياء.
    أتى المهاجرون الذين تركوا كل شيء وراء ظهورهم، وحملت المدينة المنورة هذا العبء الضخم وهو إيواء مجموعة أخرى من البشر، فهم يعيشون حياتهم على الكفاف، وينفقون على أنفسهم أقل القليل، فكيف ينفقون على غيرهم؟!
    كيف حل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المشكلة الاقتصادية الكبرى الضخمة التي ستواجه المدينة المنورة عند نزول المهاجرين إليها؟
    كما أن الحالة النفسية أيضا للمهاجرين لم تكن على مايرام، إذ يحتاجون إلى تطييب خواطرهم لما تركوه في مكة من مال ومتاع.
    احتوى رسول الله هذه الأزمة بمنتهى الحكمـة، تمكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالمنهج الرباني الحكيم، والوحي الذي أوحاه الله له أن يقرب المهاجرين والأنصار، ويجمعهم في بوتقة واحدة، فقام صلى الله عليه وسلم باتخاذ إجراءات سريعة لحل هذه الأزمة، وهي:
    أولًا: التقريب بين المهاجرين والأنصار:
    أنزل الله سبحانه وتعالى قرآنًا يتلى لحل هذه الأمور، لكي يتوحد المسلمون في كيان قوي، ولكي يرفع الله عز وجل من معنويات المهاجرين، الذين شعروا بشيء من الذلة، والضعف، نتيجة لتركهم أهلهم وأموالهم وذويهم، من أجل اعتناقهم هذا الدين الجديد، فيجب أن يعرف أنه مكرم ومعظم عند الله عز وجل بسبب اعتناقه للإسلام، ولهذا أنزل الله عز وجل على رسوله آيات رفعت من قدر المهاجرين، فالمهاجر أصبح يفتخر أنه مهاجر، والأنصاري أصبح يفتخر بأنه آوى مهاجرا، انظر إلى كلام رب العالمين في كتابه الكريم: [فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ] {آل عمران:195}.
    ويقول ربنا سبحانه وتعالى: [وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ].
    ويقول:[الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ] {التوبة:20}. إلى آخر الآيات.
    هذه الآيات وغيرها رفعت جدا من معنويات المهاجرين، وأصبح أمر الهجرة مدعاة للفخر، ليس هذا فحسب، بل وتهيئة للأنصار أيضًا، بل إن الله عز وجل قال في سورة الحشر: [لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ] {الحشر:8}. هؤلاء هم المهاجرون، ثم يقول: [وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] {الحشر:9}.
    إذن تسابق المهاجرون للهجرة، وتسابق الأنصار للنصرة رضي الله عنهم أجمعين.
    هذا الأمر ليس موجودا إلا في المنهج الإسلامى، فإذا نظرنا لحال اللاجئين في بقاع العالم المختلفة سنعجب كل العجب، فأي مجموعة من اللاجئين لأي ظرف من الظروف سواء كانت عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، عندما ينتقلون إلى بلد آخر يمثلون عبئًا ثقيلا على أهل هذه البلد، يشعر اللاجئون بذلة وضعف وهوان؛ لكونهم تركوا ديارهم وأرضهم وعشيرتهم وما يمتلكون، والدولة المضيفة تشعر بعبء اقتصادي وعبء سياسي كبير جدا، والضغوط عليها من هنا وهناك، هذا الأمر لأنهم ليسوا مرتبطين برب العالمين سبحانه وتعالى، والأمر في النهاية يعود إلى الإيمان، الأصل الذي تحدثنا عنه كثيرًا، والذي يعد من أهم أصول بناء الأمة الإسلامية، بل هو أهمها على الإطلاق، انظر إلى كلام رب العالمين في سورة الأنفال:
    [وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ] ( المهاجرون) ثم يقول: [وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ] {الأنفال:74}.
    ولهذا فإنه يستحيل بناء أي دولة إسلامية أو تشريع إسلامي بدون هذه الأصول، والقواعد التي تقوم عليها أمة الإسلام، وهي الإيمان بالله، والإيمان بالرسول، والإيمان بالبعث، وغير ذلك من القواعد التي تحدثنا عنها سابقًا....
    وهكذا، كان أول ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من الله تعالى أنه هيأ الأنصار والمهاجرين لقبول فكرة ترك الديار في مكة، والانتقال إلى المدينة المنورة، وهو أمر صعب، لكن بفضل الله كانت قوة إيمان المهاجرين والأنصار كفيلة أن تطبق هذا المعنى كما أراد الله رب العالمين سبحانه وتعالى.
    هذه مقدمة نسوقها من السيرة ندلل بها على وحدة المسلمين وما احوجنا اليوم الى ان نتخذ خطوات ومواقف لنعيد فيها وحدة المسلمين الى ما كانت عليه ولنا تساؤل هاهنا في موضوع الوحدة
    هل الوحدة الاسلامية واجب .. ام... ضرورة
    ان الحديث عن الوحدة الاسلامية بين المسلمين ليس ترفاً فكرياً، ولا هو بحث في فراغ، كما ليس هو حديثاً عن مستحيل وهي وان كانت حلماً الا انه سهل التحقيق، وهي امنية لكنها ميسورة.
    ان الوحدة الاسلامية التي يعني بها ان تقف الامة بجميع مذاهبها المتعددة قبال ما يواجهها ـ جميعاً ـ من اخطار تستهدف كيان الامة لا مذهباً واحداً، وواضح ان مثل هذا الموقف لا يشترط فيه ان يتنازل فريق عن رأيه أو مذهبه ولا يشترط فيه أيضاً ان يتبنى الجميع رأياً عقائدياً أو فقهياً واحداً الا ما كان يوحد الامة ويتبناه خليفة المسلمين .
    ان هذه الوحدة ليست ممكنة ومطلوبة بالتالي فحسب بل هي امر ضروري اولاً وواجب ثانياً ـ لانها حكم شرعي وحين نعمل له فانما نعمل امتثالا لامر الله تبارك وتعالى الذي يقول في محكم التنزيل:( ِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )الحجرات 10
    أما ضرورتها فلما تواجهه هذه الامة من تحديات خطيرة، فرضتها طبيعة التغيرات الدولية الأخيرة، واتجاه اقطاب العالم نحو توحيد جهودهم على الصعد المختلفة سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ولما كانت هذه الاقطاب تحاول وبقوة ان تدخل اكبر قدر ممكن من دول العالم تحت هذا النظام الدولي الجديد، ولما كانت تتبنى وجهات نظر تختلف في شكلها ومضمونها عما يتبناه المسلمون، فمن الطبيعي ان تكون الامة الاسلامية امام تحد خطير، اذ لن يكتفي اولئك الاقطاب دون ان يمارسوا شتى انواع الضغط والابتزاز على الدول الاسلامية وشعوبها لقبول هذا الامر على انه واقع لا مناص منه.
    والوجه الآخر لضرورتها: ما تحويه ارض المسلمين الشاسعة من ثروات ـ سال لها لعاب الغربيين ولايزال ـ هي المصدر الاساسي للطاقة العالمية، ما من شك ان وحدة المسلمين ولو على مستوى محدود سوف يشكل خطراً كبيراً امام هذا الاستغلال البشع لثروات المسلمين في الوقت الذي لا يستطيع المسلمون استخدام هذه الثروات لصالحهم وهم لا يزالون متفرقين ـ وعلى صعد متعددة ـ والواقع التاريخي افضل شاهد على ما نقول:
    اما وجوب الوحدة بين المسلمين فيفرضها اكثر من امر:
    ـ ان ملاحظة ما بني عليه الاسلام وهو التوحيد في الربوبية والخالقية لهو اكبر دليل على وجوب ان يتوجه المسلمون بل الانسانية جمعاء نحو خالق واحد ورب واحد ورسول واحد وكتاب واحد وجهة واحدة يصلون اليه واليها يحجون وكذلك تشريعات كثيرة تصب جميعا في سبيل توحيد مقاصد المسلمين كايقاع الصوم في شهر معين والحج في ايام معينة وتوحيد الشهور.
    ـ وملاحظة النظام السياسي للمسلمين يفرض ان يكون فيه المسؤول للمسلمين وامامهم واحداً، يعد الخارج عليه باغياً يجب قتاله.. هذا ما يقتضيه التشريع الاسلامي، أما ما نجده اليوم من نظم سياسية متعددة ودول متفرقة فليس من الاسلام في شيء باتفاق علماء المسلمين.

    ** **
    لا شك ان أمام الوحدة الاسلامية عوائق وصعوبات كثيرة يأتي في مقدمتها الحكومات العميلة ورموزها الرخيصة من الذين لا يرون مستقبلاً سياسياً لانفسهم في غير تمزق هذه الامة وتقسيم اراضيها، سواء كان ذلك نابعاً من انفسهم او من وحي شياطينهم واسيادهم.
    ومن هنا سعى الحكام العملاء نحو تعميق ما من شأنه تجذير الخلافات بين المذاهب الاسلامية وابناء الامة من اختلافات فقهية او عقائدية او قوميات واحياء عنصريات.. فهذا شيعي وذلك سني وهذا حنفي وذاك شافعي، وهذا تركي وذاك هندي وهذا عربي وذاك فارسي.
    ومع ذلك كله فعوامل الوحدة اكثر، واقوى فكما مر ان الاسلام بطبيعته التشريعية والعقائدية والتعبدية والسياسية يدعو بكل قوة نحو توحيد ابناء الامة في شتى امورها.
    ان من شأن التعريف الصحيح للوحدة الاسلامية المنشودة واشاعته بين ابناء الامة لهو كفيل بتنشيط حركة الوحدة واشاعة ثقافتها، ومن ثم جعلها غاية مطلوبة من جميع المسلمين المخلصين فلقد مر ان الوحدة لا يراد بها رفع الاختلافات الفقهية ـ فليس ذلك ممكناً، والاختلاف في ذلك طبيعي مادامت العقول غير متساوية في مقدار استيعابها وظروف استنباطها والاسس المتعتمد عليها في الاستنباط غير ان ذلك ليس مبرراً لايجاد النزاع ـ كما هو الحال ـ فضلاً عن تعميقه بتكفير هذه الطائفة او تفسيق تلك، فان ذلك ليس من مصلحة احد، وليراجع الجميع حساباته ليصبحح ما ينوي القيام به وما يمارسه في اضرار نفسه قبل غيره.
    ان من الغباء ان يتصور بعض السنة ان اضعاف الشيعة تقوية لهم ـ ما دام العدو راصداً للاسلام في الاساس ـ ولا الشيعة من مصلحتهم ابداً ان يضعفوا السنة، فمما لا شك فيه ان الدائرة تدور على الباقي منهم فيما اذا تغلب على الاخر. ان الثابت هو ان الاستكبار لا يهمه سنية هذا أو شيعية ذاك بمقدار ما يهمه مدى الضرر الذي يلحقه من هذا السني الملتزم باسلامه او ذاك الشيعي المخلص لإسلامه، أما المدعون للاسلام أو المتمصلحون منه والمحرفون له فلا يخاف الاستكبار منهم، بل هو يتيح لهم الفرصة لينشروا هذا الاسلام (الاميركي) وكمؤيد على ذلك محاربة اميركا والغرب لكل من يحمل الاسلام حملا فكريا صحيحا ومحارية الانظمة القائمة في العالم الاسلامي لحملة الدعوة وزجهم وتعذيبهم في سجونها .
    وقبل ان نختم نود ان نورد بعض الامور التي تفيد المسلمين جميعا اذا ما توحدوا ثانية على اساس الاسلام :
    بدل ان يكون سكان دولة واحدة تسمى نفسها اسلامية (نصف مليون نسمة) يكون انتماؤها لامة يربو عدد افرادها على المليار نسمة،, في هذا الشعور نفسه طاقة نفسية هائلة تترك اثرهاـ بلا شك ـ في روح صاحبها فتدفعه الى تحمل الجسام من المهمات شعوراً منه انه ليس وحده، فخلفه مئات الملايين يرفعون الشعار نفسه ويؤدون الاعمال نفسها.
    ـ بدل ان تكون ثروات الامة موزعة على حوالي (45 دولية تسمى زورا وبهتانا اسلامية!!!).
    يتصرف حكامها كل على هواه في هذه الثروات العظيمة دون حساب أو كتاب أو يستفيد ابناء هذه المنطقة من هذه الثروة دون اولئك فليكن الجميع شركاء في ثروات هائلة موزعة على مناطق شتى ومتباعدة، ونفس هذا التباعد او المساحة الشاسعة من مصالح المسلمين حيث نجد في المنطقة الوسطى منها النفط وفي الأخرى المعادن، وفي ثالثة الزراعة ورابعة المياه.
    اما ما نحن عليه فدول الخليج غنية بالنفط ـ وان كان في غير صالح شعبها ـ لكنها فقيرة زراعياً لصحراوية المنطقة ـ في الأغلب ـ وتركيا زراعية لوفرة مياهها وصلاحية اراضيها ولكن ليس لديها ثروة كافية لتنفيذ ما تنويه من مشاريع.
    ـ بمقدار ما تكون الدولة قوية اقتصادياً، وذات كثافة سكانية عالية، ومساحة شاسعة فسيكون لها الدور الكبير على المستوى السياسي الدولي، وكذلك على الصعيد الثقافي حيث الامة الاسلامية ذات رسالة ترى من واجبها الدعوة اليها.
    ـ اجتماع الطاقات المتخصصة في اقطار شتى في دولة كبيرة واحدة فبدل ان يكون في خدمة مصر ألف متخصص ـ مثلاً ـ في فرع معين ينضم اليهم الالاف من الاقطار الاسلامية الاخرى.
    ـ يكون لهذه الدولة الاسلامية جيش جرار لا تضاهيه قوة في الارض يتناسب والرسالة التي يحملها الاسلام لنشر الدعوة وردع من تسول له نفسه بالاعتداء على دولة الاسلام ويكون فرضا على هذا الجيش ان يزحف ليعيد بلاد المسلمين المحتلة وعلى رأسها (فلسطين الشريفة) التي جهد العرب ـ كما يقولون ـ لاسترجاعها ـ كلها ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا مادام شعارهم ان فلسطين (عربية) وان القضية عربية (فقط) وهم يعلمون انهم يخسرون بذلك جنودا مجندة، تبلغ مئات الالاف من المشتاقين للجهاد في سبيل الله وبخاصة نحو اليهود (اشد الناس عداوة للذين آمنوا) الى غير ذلك من الثمار الطيبة..
    واخيراً فرجاؤنا بالله وحده ﴿لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )الانفال 63
    ويقول ايضا تبارك وتعالى وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾. النور 55
    [motr]من اراد الله به خيرا فقهه في الدين[/motr]

  2. #2
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    أخي الفاضل الأديب / محمد سوالمة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الوحدة الاسلامية..
    تبدو وكأنها حلم بعيد المنال في ظل الظروف الراهنة
    والتي ترسخ لها دول العالم المستفيدة من هذا الوضع
    فهم لم ينسوا يوماً جيش صلاح الدين الأيوبي وما فعله بهم
    لذا كانت مخططاتهم الشيطانية والتي أوصلتنا لهذه المرحلة
    البائسة حيث يحارب ـ فكرة الوحدة الاسلامية ـ المسلمون أنفسهم
    ممثلين في حكامهم ؟؟!!!
    هو كما قلت أخي الكريم
    "فرجاؤنا بالله وحده " وكفى به حسيباً
    جزاك الله خير الجزاء.
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد المختار زادني شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : المملكة المغربية
    المشاركات : 1,230
    المواضيع : 143
    الردود : 1230
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    أخي الكريم محمد سوالمة
    إن وحدة المسلمين أمل كل مسلم على وجه الأرض
    غير أن الحشائش الخبيثة التي تنمو لتحجب النور وتلونه بأطياف ما أنزل الله بها من سلطان
    شوهت الرؤيا وباتت تحاول أن تصنع من المداهب ديانات موازية !
    وصدق رسول الله عليه ازكى الصلاة وأكرم التسليم في الثلاثة والسبعين فرقة
    ولنفرض أن المسلمين توحدوا - تحت راية أية فرقة سيجتمعون؟-
    رعاك الله ونفع بك

  4. #4
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    أخي الحبيب الأستاذ محمد

    اولاً :
    مانريده غير ممكن وماهو ممكن لانريده

    ثانياً :
    فشلت دعوات القوميون العرب في إنشاء ولو جسراً واحداً يربط بين طنجة وطنطه أو اربيل ومسقط ولانزال نحن معهم نردد أن أمتنا العربية واحدة ... كلمات لاثمن يدفعه من يطلقه

    وكذا يفعل الأخوة من رافعي شعار الوحدة الاسلامية فهم محبوسون في زنزانة الامنيات لا يعرفون للخروج منها سبيلاً غلآ الصراط العملي المستقيم لصعوبته أولاً ولعدم امتلاكنا خارطة هذا الدرب العملي البعيد عن التنظير .
    أخي الحبيب : هل يوجد عاقل واحد لا يتمنى الوحدة الاسلامية ؟
    اعتقد لايوجد
    ولكن
    من منا ساهم مثلاً مع ( أربكان ) حينما دعا إلى وحدة السوق الاسلامية للدول الاسلامية الثمانية الكبرى
    من منا درس فشل امنية هذا الرجل الطيب من ؟
    أخي الحبيب :
    لاتوجد وحدة على ارض الواقع بل توجد صراعات وتناحر بين الاخوة ...
    نحنم اليوم أحوج مانكون إلى جلسات مصارحة وجلسلا حوار عملي بين العربي والعربي والمسلم والمسلم

    والله ولي التوفيق

    اخوكم : خليل
    الإنسان : موقف

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي حياكم الله جميعا

    اخوتي في الله
    قرات ردودكم وبارك الله فيكم على مروركم ولكن لفت انتباهي ان ردودكم تفصح عن ياس في اصبلح هذه الامة وجمعها وتوحدها تحت راية واحدة .
    ولكن ما اردته في هذه المقالة ان اوضح ان وحدة المسلمين سياسيا امر ليس بمستحيل لوجود مقومات الوحدة .
    اما الكيفية التي سيتم بها ذلك فهي حكم شرعي لم اتطرق في سياق المقاله لذكره وكما تعلمون ان الحكم الشرعي حين نعلمه فلا خيار لنا في اتخاذ عمل اخر يخالفه .
    اما مع اي الجماعات وتحت ايها نتوحد فهذا الامر ايضا له حكم شرعي يدلل عليه فوحدة الامة لا تكون من خلال جماعة بل من خلال ايجاد كيان لها ولا يمكن ايجاد هذا الكيان بوصفه سيوجد دولة الاسلام الا عن طريق جماعة فهو ليس عمل فردي ووجود الجماعات التي تعمل للاسلام مدرك وملموس وكل يؤجر على ما يقوم به وقد تناولنا في موضوع مستقل موجود على المنتدى يحمل اسم مواصفات الجماعة المبرئة للذمة يمكنكم الرجوع اليه لمعرفة اي الجماعات ينطبق عليها الوصف
    لان المواصفات التي ذكرتها هي مواصفات شرعية ان توفرت في اي جماعة كانت هي الجماعة التي تبرئ الذمة عند الله لان الغاية من العمل هي ايجاد الاسلام في واقع الحياة والاسلام دين الله وهو الذي حدد لنا طريقة شرعية نعمل بها لايجاد حكمه في الارض فلا بد ان تكون الغاية المرجوة هي نوال مرضاة الله حين نحقق بالطريقة الشرعية ايجاد الكيان الذي يجمع المسلمين تحت راية واحدة ويوجد حكم الله في الارض بتطبيق الاسلام على رعايا الدولة في الداخل ويحمل الاسلام بالدعوة والجهاد للخارج .
    على كل بارك الله فيكم على حسن نواياكم وحرصكم على الاسلام وغيرتكم عليه فما كتبتم ان دل على شيئ فانما يدل على صدق النوايا والغيرة على هذا الدين .
    والجماعات الاسلامية التي تعمل لاعادة الاسلام الى واقع الحياة سيكون لها الاجر والثواب عند الله تعالى ان كانت تعمل مستنده في عملها الى ادلة شرعية وفيها مواصفات الجماعة المبرئة للذمة فالمقصود ليس مجرد عمل بل العمل من اجل غاية وهذه الغاية لا يتوصل اليها باي طريقة بل حدد الشارع طريقة شرعية هي الالتزام بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فكل حكم له واقع وحين ندرس الواقع جيدا ونعرفه معرفة صحيحة نعود حينها الى الشارع لنعرف حكمه في هذا الواقع ونلتزم به ولو خالف الناس وخالف المنطق وخالف العقل
    فوظيفة العقل اولا معرفة الواقع ثم الالتزام بما حدده الشرع لهذا الواقع من احكام ولا يجوز بعد معرفة الحكم المتعلق بالواقع ان نعمل عقولنا ونضع احكاما من عند انفسنا لهذا الواقع الا في حالة واحدة ان لم يكن لهذا الواقع حكما سابقا حينها يجتهد المجتهدون المؤهلون للاجتهاد لاستنباط حكم الله من الادلة الشرعية المعتبرة لدى المسلمين .
    هذا ما اردت بيانه وبارك الله فيكم .

المواضيع المتشابهه

  1. الإسلام لا يكون إلا سياسيا.. للدكتور يوسف القرضاوي
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-10-2011, 01:55 PM
  2. وحدة وطنية لبيع الوطن
    بواسطة سلاف في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-06-2010, 02:22 PM
  3. وحدة المسلمين السياسية(اهداء للاخ خليل حلاوجي)
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-07-2008, 09:38 AM
  4. وحدة المسلمين في ضوء القران الكريم
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-07-2008, 09:21 AM
  5. وحدة المسلمين السياسية
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-12-2005, 10:41 PM