|
لَقَدْ مَلَّتِ الأَجفَانُ مَا أَغْفَلَ الغُمْضُ |
وَ لَيلًا تَمَادَى مَا تَعَاوَرَهُ الوَمْضُ |
هُنَا , كَانَ بِالأَمْسِ القَرِيبِ لَنَا العُلا |
وَ مِنْ بَعْدِ طُولِ العَهْدِ , أَزْرَى بِنَا الخَفْضُ |
تَزَاحَمَتِ الأَضْدَادُ وَ القَتْلُ سُنَّةٌ |
وَ طَعْنَتَنَا فِي الآلِ صَارَتْ لَنَا فَرْضُ |
وَ أَنْهَكَنَا يَا قَومُ مَا ذَاعَ بَينَنَا |
مِن الحِقْدِ لَمَّا رَجَّ أَضْلاعَنَا البُغْضُ |
وَ أَودَى بِنَا الإِقْذَاعُ , فَالقَولُ سُبَّةٌ |
وَ نَزْفٌ مِن الأَوصَالِ أَورَثَهُ العَضُّ |
جَهِلْنَا وَ مَا زِلْنَا نُصَارِعُ بَعْضَنَا |
وَ كُلُّ الشَّقَا - فِينَا - بَوَاعِثُهُ بَعْضُ |
وَ بِتْنَا نُعَادِي الصَّحْبَ مَا رَدَّنَا دَمٌ |
وَ لا صَدَّنَا عَنْ ذَبْحِهِمْ أَصْلُنَا المَحْضُ |
نَهُبُّ بِوَجْهِ الحَقِّ , وَ الظُّلْمُ نَبْتَغِي |
نَخُوضُ مَعَ الأَوغَادِ , لَو غَرَّهُمْ خَوضُ |
فَمَنْ تَصْدَعِ الأَفْيَالُ بِالوَطْءِ رَأسَهُ |
يُخِفْهُ دَبِيبُ النَّمْلِ , فِي الرِّجْلِ يَنْقَضُّ |
وَ مَنْ تَكُنِ الأَحْزَانُ نَجْمَاتِ لَيلِهِ |
سَيَبْكِ طُلُولَ الأَمْسِ لَو حَفَّهُ الرَّوضُ |
فَوَا حَسْرَةً , هَيهَاتَ مَا عَادَ خَافِقًا |
فُؤَادُ الهَوَى - حُبًّا - وَ لا هَزَّهُ النَّبْضُ |
وَ مَا عَادَ هَمُّ القَلْبِ - فِي القَهْرِ - غَادَةً |
وَ لَيسَ يَصُدُّ الغَمَّ مَبْسِمُها الغَضُّ |
وَ لَنْ يَسْتَطِيعَ العِشْقَ فِي ظِلِّ نَصْلَةٍ |
وَ مَا عَادَ يُطْفِي حَرَّهُ النَّاهِدُ البَضُّ |
وَ مَنْ بَاتَ دَمْعَ العَينِ بِالفَقْدِ حَالُهُ |
فَلَيسَ لِنَهْرِ الحُبِّ فِي أَرْضِهِ فَيضُ |
فَيَا أَرْضَنَا خَسْفًا لِمَنْ خَانَ نَهْجَنَا |
وَ مَنْ شَقَّ صَفَّ الجَمْعِ , خَسْفًا , أَيَا أَرْضُ |
فَكُلُّ مِيَاهِ النَّهْرِ لَنْ تَغْسِلَ الزِّنَى |
وَ لَيسَ يُنَقِّي الرِّحْمَ مِنْ عُهْرِها حَيْضُ |
وَ كَيفَ لِحُلْوِ المَاءِ يَنْسَابُ دَافِقًا |
وَ مَسْرَبُهُ وَحْلٌ , وَ مَنْبَعُهُ حَمْضُ ؟ |
وَ أَنَّى يَكُونُ الحَقُّ نَجْوَى مُخَاتِلٍ |
وَ مَنْطِقُهُ غِشٌّ , وَ مِنْهَجُهُ الدَّحْضُ ؟ |
وَ لَنْ تَجِدَ التَّقْوَى بِأَفْوَاهِ زُمْرَةٍ |
إِذَا شَانَهَا الإِلحَادُ وَ الكُفْرُ وَ الفَضُّ |
نَمُدُّ لِكُلِّ النَّاسِ رَاحَاتِ جُودِنَا |
وَ فِي رَدِّهِمْ لِلْجُودِ رَاحَاتُهُمْ قَبْضُ |
وَ لَيسَ الَّذِي يَلْقَى الضُّيُوفَ بَشَاشَةً |
كَذَاكَ الَّذِي يَلْقَى , وَ فِي وَجْهِهِ مَعْضُ |
وَ نَحْنُ , وَ قَدْ صُنَّا مَوَاثِيقَ عَهْدِنَا |
عَلَونَا عَلَى مَنْ كَانَ مَسْلَكَهُ النَّقْضُ |
وَ إِنْ نُغْزَ , نَثْبُتْ , لا نَفِرُّ مِن الوَغَى |
وَ خَشْيَةَ نَابِ المَوتِ كَانَ لَهُمْ رَكْضُ |
نَعُوذُ بِرَبِّ البَيتِ مِنْ كُلِّ مَارِقٍ |
عَلَى مِلَّةِ الإِسْلامِ , مَنْطِقُهُ الرَّفْضُ |
فَلَيسَ لِمَنْ أَقْوَتْ بَسَاتِينُهُ جَنَا |
وَ لَيسَ لِمَنْ أَفْنَى دَرَاهِيمَهُ قَرْضُ |
هَلُمُّوا بَنِي الإِسْلامِ , شُدُّوا صُفُوفَكُمْ |
فَأَعْدَاؤُنَا فَوقَ الصُّدُورِ لَهُمْ رَبْضُ |
لَهُمْ بَينَنَا عَونٌ - عَلَى الغَدْرِ - خَائِنٌ |
وَ فِي كُلِّ أَجْزَاءِ الضِّلُوعِ لَهُمْ رَضُّ |
فَقَدْ حَانَ وَقْتُ العِتْقِ مِنْ رِبْقَةِ الخَنَا |
وَ قَدْ آنَتِ الثَّورَاتُ إِذْ أَزِفَ النَّفْضُ |
وَ قَدْ طَالَ غَصْبُ العِرْضِ وَ الصَّمْتُ نَازِفٌ |
وَ سَوفَ يَرُدُّ الثَّأرُ مَا مَلَّهُ العِرْضُ |
فَلا الخَوفُ يَمْشِي بَينَنَا بَعْدَ صَحْوَةٍ |
وَ لا الكَسْرُ يَخْشَى مَا يُخَبِّئُهُ الهَيضُ |
وَ مَا بَعْدَ دَيجُورِ العَنَا غَيرُ صُبْحِنَا |
وَ مَهْمَا اسْتَبَدَّ النَّومُ بَدَّدَهُ النَّهْضُ |
وَ هَذَا زَمَانُ النُّورِ , لِلفَجْرِ مَوعِدٌ |
وَ إِنْ طَالَ حَمْلُ الحَيفِ , ثَورَتُنَا المَخْضُ |