|
ضَحِيَّة َ الدَّهْر ِ ذَا يَــامَعْبَد َ المحَنِ |
يـــَا وَرْدَةً غَرَقَتْ فِي أَبْحُرِ الشَّجَنِ |
يـَا نجْمَةً حَضَرَتْ شَمْسُ الوُجُودِ لها |
غَيْرَى تُنَـافِسُهَا فِي حُسْنِهـَا الحَسَنِ |
يـَا مَنْ بَلَتْهَا اللَّيَالِي حِينَمَا اِرْتَفَعَتْ |
وَمــَنْ يَفِرُّ مِنَ الأَحْقـَادِ وَالضَّغَنِ |
يـَاَرَبَّةَ الغِيدِ يـَا مـَاءً سَقَى غَزَلِي |
وَيــاَ يَرَاعَ قـَوَافٍ فِيكِ تُسْحِرُنِي |
يـَا مَنْ لأَجْلِ جَمَاِلكِ الدِّمَاءُ غَدَتْ |
سَيَّــانَ وَالمَـاءِ تَسْقِي أَنْهُرَ الوَطَنِ |
أَلَسْتِ أَنْتِ التِي بَكـَاكِ إِذْ وَهَنَتْ |
قــِوَاكِ هَذَا الزَّمــَانُ حَسْبُهُ تَهِنِي |
أَلَسْتِ مُعْجِـِزَةَ الإلـــَهِ إِذْ بِدَمٍ |
نَمَّى نَبَــاتًا كــَوَى تَطَفُّلَ العَفَنِ |
أَلَسْتِ أُمَّ الضَّرَاغِمِ الذِيــن َ أَبـَوْا |
قَيْدَ المَذَلَّــةِ وَانـحَازُوا عَلَى الجُبُنِ |
أَلَسْتِ أَنْتِ التِي بِالأمْـس ِ كُنْتِ يَــدَ |
الضِّعَـــافِ إِنْ ظُلِمُــوا وَقُدْوَةَ المُدُنِ |
أَلَسْتِ مَــنْ جَــرَّعَ الأَعْدَاءَ كَأَسَ رُؤَا |
لِهِـــمْ وَجَرَّعَهُمْ كَأْسًـــا مِنَ الإِحَنِ |
أَلَسْتِ مَنْ قَدْ رَوَى زَمَانَنَــا عِبَرًا |
أَن لَيْسَ لِلسَّيْفِ إِلاَّ السَّيْفَ فِي زَمَنِي |
ضحية الدهر ما خانتك غير يد |
لها افتراء بأنها يد الوطن |
ذئاب بيداء هم، خوادع زعموا |
زعم اللصوص وما للسِّيدِ من أمن |
لو لم يكونوا لنا كإخوة فضحوا |
وما العدو سوى جرثومة البدن |
ضحية الدهر ما هذا التشاؤم ما |
هذي الغزارة في دموعك الهتن |
تجلدي ابتسمي لا تيأسي أبداً |
لا تسجدي للردى والهم والحزن |
عودي كما كنت بالأمس كالربى أملاً |
تسقى النفوس، وتكوي الحقد كالذخن |
كوني رزاناً ألا كوني لنا هدفاً |
وكالعصافير غرِّدي على فنن |
جزائرُ، المجدُ يوماً ما يعود لنا |
والشمسُ تشرقُ يوماً للدجى الدجن |
وكلُّ داءٍ وإن طال المكوثُ به |
لا بدّ مهما نما أن يُرْمَ للكفن |