للموت ملامح أرق من ملامح زائري هذه الليلة
وللوجوم تراتيل أعذب من صمتي هذه الليلة
بت أرقب الأشياء حولي كما لم أرها قبل هذه المرة
وذاك الأنين المخنوق في صدري يتعاظم وجعه ويتفاقم ألمه
ويذبل صبري عليه شيئا فشيئا
باتت مشاعر ملطخة بالحسرة ، يكسوها سواد ويلبسها سواد
وتلك الطهارة تتراقص ألما وهي تحتضر ، كنت أشعر بالأشياء قبل لحظة تدنو من يدي
ومشاعر مختلطة كرائحة السجائر تعج بالمكان
كأبعد رجل على الأرض ،وأدناهم من بطنها الحبلى بأصدقائي
ويسكنني الليلة نعيق كدت أعتق ذاكرتي منه
مكاني أنا ... والتراب لا يزال رطبا بآخر دمعة رجل تعيس كان يجلس بجواري
صدره يعلو ويهبط ، أنفاسه لا هثة وصفرة تسبح فوق وجهه
مسكين أنت يا أنا ، كم مرة فجعت في ليلك الفسل من ذيله السرمدي عندما يسقط ذاك الفجر
مسكين أنت يا أنا ، عندما تتساقط أوراق الخريف فلا تدري إن كنت آخرها أم أن الخريف يلعنك
في هذه الحجرة أشعر بالهواء لأول مرة ينساب تحت ضلعي الأعوج ،
فيرزقني ألما أشعر معه أن الحياة قريبة
في هذه الحفرة أشعر أن الماء أقرب إلى من سحابة قد تعبر خاصرتي
كنت أكثرهم يقينا بالقادم ، وأشقاهم بانتظاره
مسكين أنت يا أنا ...يقيني أنك الآن تتهيأ للنوم على شق لا يلمسه تراب ،
لا يلمسه سحاب ، لا تلفه الخطايا ...لا يشنقه عذاب ...
وتفوح من بطن الأرض رائحة النساء ، وتتطاير ذرات الصدق لتهب المكان بعضا من بياض ويستفيق المسكين على تراب ، فيعود ليلقم ترابا رطبا بآخر دمعة لتعيس كان يقبع بجواري
في هذه الليلة بدت لي طفولتي نقية كنقاء ورقتي البكر ،
ورحت أحث ذاكرتي عَلِي أرى الحلوى ذات الورقة الصفراء ،
على جنبها فاكهة من الجنة وعلى الآخر لعنة يُتم سوداء
هكذا أنت يا أنا بائس منذ كان اليتم حلوى وغناء
اشتقت لجنون كهذا يصلني بالمستحيل
اشتقت ليتم ذاكرتي الحمقاء
اشتقت للأشياء التي تهبني ثقبا أبصر منه النور
اشتقت لتلك الصغيرة التي وهبتني لعنة العشق
أفتقدها بجنون ..