القرآن العظيم معجزة كل العصور
"الحمد لله أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا "
صدق الله العظيم
إن القرآن العظيم هو كلام الله أنزله على قلب خاتم أنبيائه، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم،
و هو الكتاب الذي يعتبر دستورا للتشريع و منبعا للأحكام التي أمر المسلمين، بالعمل بها،
و فيه بيان الحلال و الحرام و قد نزل منجما على مكث ،
بحسب الحوادث والوقائع في نيف و عشرين سنة،
و قد احتوى على الأمور الغيبية كالجنة و النعيم ، و الساعة و البعث
والروح و الموت، و أيضا اشتمل القرآن الكريم على النبوءات التي منها ما تحقق،
و منها ما لم يتحقق بعد.
و القرآن العظيم هو المعجزة التي آتى بها نبي الله محمد صلى الله عليه و سلم,
معجزة لأنه يعبر عن ماض لم يؤرخ ، و يتنبأ بمستقبل لم يأت،
و يدل على علوم لم تعلم بعد، و عن غيب محجوب، لم يكشفه إلا قلة من الراسخين في العلم.
فهو يقدم للقارئ الحكمة و فلسفة الأخلاق و المعاملات و العبادات، في أسلوب منفرد
ما هو بالشعر و لا هو بالنثر.
و خلال هدا البحث نحاول إن شاء الله تعالى
استخراج المفاهيم التي أعطاها الله عز و جل في القرآن الكريم لبعض المصطلحات،
و هي: النفس و الطفل و المرأة، الصحابة و الأنبياء و الإنسان.
و ذلك إن شاء الله بتحديد الاستعمالات المختلفة
لتلك الكلمات، ثم تعدادها في المصحف الشريف و شرح بعض الآيات التي وردت فيها.
و قبل البدء اسأل الله تعالى أن يجعل عملي هدا خالصا لوجهه تعالى
و أن يبارك فيه، و ينفع به. كما أسأله سبحانه و تعالى أن يغفر لي
ما يرد في البحث من خطأ أو زلل ، و أن يقبلني ضيفة على مائدة كتابه
العزيز أتشرف بالبحث عن العلم الذي أخط به سطور هدا الموضوع .
و الله من وراء القصد و هو و لي التوفيق.