أقاسي همومي و الجراح بداخلـي
و مــا كنت أدري مــن ببعدك قاتلــي
أ من لوعتي و الوجد يعصف بالرؤى
أم الـلــوم إذ طــاب الملام لعاذلي
لأجلك ما أبديــت فيـــك تظلمـــــاً
و لم تحمــل الشكوى إليـــك رسائلي
تعلـّــق فيــك القلب حتى أصابــــهُ
مـن الشوق داءٌ ليس عنـــه بزائـــلِ
فلا الليـل ليـلٌ حيـن أسهر متعبــاً
و لا الفجـر فجـــرٌ أنت فيــه مُشاغلي
أنام فلا ألقى من الحزن مخرجــاً
و أصحـو فلا أمحـو وجــودك داخلي
و قلتُ سيمضـي إن أردتُ رحيـلــــهُ
ولكــن ذاك الحب ليس براحـــــلِ
أثور و في خديـــك غفــــــوة ثورتي
و أعيا و طبي في يديـــك فناولِ
و كنت سأبدو لو حفظتَ مودتــي
كطيـــرٍ يغني الحـب شدو بلابــلِ
و أذكــــر يوم البعـــد آخــر لحظـــةٍ
كأني لمستُ النـــار لمسة غافـــلِ
و كنتَ انكساري و انهيار توهجـــي
و سر برودي و انطفـــاء مشاعلـــي
رجوتـــك أن تبقى بقلبٍ معلَّـــــمٍ
و ليس بقلبٍ في المحبــة جاهــلِ
فما ركبت عيناك ظهر سفينتــــي
و لا ردك المــوج القديم لساحلي
أبيـــتَ غرورا ً أن تعود لمنــــزلٍ
هــو اليوم بعــد الله خير المنـازلِ
لقد كنت ترجـــو من بعيــدٍ سعادةً
و أنت بقلبٍ بالمشـــاعر حــافــــلِ
أُحـبّــــك لكـــن قــد مللتُ تصبـراً
و حسبك ظلمـاً أن تزيــد مشاكلي
تفــاءل قلبـي بالإيــاب معـانـــــــداً
و مــا كل شيءٍ في يــد المتفائـــلِ
فيا ليتني ما قلتُ شعراً على النـــــوى
و لا كتبت بعــد الفراق أنـاملــــي
يظـــــل بنفسي منــــك أنــــك أوّلٌ
و أن عذابـي مــن فراق الأوائـــلِ
شعر
محمد الفيصل