تجلياتٌ تحت عُروشِ النَّخيلإهدائى إلى الصديق / محمد فوزى خلف
يختمُ بالعصفِ قصيدتهُ13/1/2007
و يعاود ممتلئاً شكواهُ ليكمل مما
سال مَلاحِمه الأُولى
يملأُ مِحْبَرَةَ الخَطِّ القادِمِ من ذُلّى
و يكرَرُ آلاماً أخرى
بين التفعيلِ لأشْهَدَ مِنهُ
وقوفَ الحرف يصيحُ هنا:
"قلمى مشدوهٌ يا خِلّى"
أتركُهُ..
حَيثُ رجوتُ بأن يهدأَ
ما بينَ نخيل الحَىِّ و يكملَ
ملحمة التقوى
و أعودُ أوان العصر لأسألَ عنهُ دفاترهُ
فتُجيب الصفحةُ مما أودعها
من قبلِ نهارٍ :
( أنهيتُ السِّفر ..
و نزحْتُ دَمِى من آخر سطر
ألفيتُ الفِرعَونَ يشُقُّ البَحر! )
ماذا أنتظرُ الآن من النصِّ وفى آخرهِ
نعىُ الأجيالِ الأُخرى والأخرى ؟!
أبعيداً كنت عن الصفقاتِ عن الصيحاتِ
عن الذِّكرى ؟!
أذرعةُ الصَّمْتِ تشُدُّ لديكَ زمامَ كآبتِها
وتخُور ..
و تجيئُك كلَّ صباحٍ تحصى كم مرَّ عليكَ
و أنت تنظِّفُ فيمن حولكَ
آثاراً خلَّفَها دَوْرُ وفاةٍ صُغرى
و صدىً سلّطه فى آذان جلوسِكَ
إرعادُ التَنُّور ..
مِنهاجُكَ فى كَفِّ العَثَراتِ تَقَلَّدَ
أن ليسَتْ كُلُّ الغَفَواتِ تُبَرِّرُها
سَجْدَةُ سَهوٍ
ما كُلُّ الداءِ تَدَارَكَهُ الفاعلُ
مِن أحشانا بغسيل المَعِدَة..
ما كُلُّ الجُرذانِ ستَنْسَى شَكلَ الطُّعمِ
الأسْبَقِ فى مِصْيَدَةِ السَّالِفِ ..
والمذكور .
مِن حولك أسْبابٌ شَتَّى
تَدعوكَ لِمَسْحِ بقايا عالقةٍ
فى طَبَقِ الشَّمسِ فلا يختلطُ اللونُ
الذَّهَبِىُّ على أحدٍ
تَمسَحُهُ بصحِيفةِ هذا اليومِ
وسُرعانَ لهذا ماتَنْدَمُ
يَسَّاقطُ عنكَ فؤادُكَ .. تَذْكُرُ
(أن الوطن الرّاقِدَ فى أعماقِ الصُّحُفِ
وفى أفواهِ النَّاس يمُور)
أنَّ تَزَامُنَ إلقاءِ الصُّحفِ
وإحراقِ الوطَنِ اسْتَلْهَبَ حُراسَ الرَّمزِ
بأنك تخطُبُ فى النّاسِ بأفكارٍ أحوى
تُسْقِطُ كُهَّانَ العُمْلةِ
من عين الجمهور .
صَفَحاتٌ تَعكِسُ أصْلَ الحالِ
يراه الرَّاسِخُ من قومك .
* * * * * * *
فى كلِّ صباحٍ
تنتفِضُ الأجواءُ العُليا
زاحَمَها الرَّادارُ و تَجْهِيزاتٌ
تَخرُجُ عَن إدراكِ الأرضيين كمِثلى
و كمِثلِكَ !
فى كل صباحٍ تنشرُ بحِذاءِ السُّحْبِ
غموضا .. لكن فليفعلْ كُلُّ نِظامٍ كيف يشاء .
لا تَخشَ صديقى
سيظَلُّ الجارى نوعاً من انواعِ
اللهوِ لِمن أفتى
لن تُغلِقَ إسرائيلُ الخَطَّ الجَوىَّ لرحلاتِ الإسراء.
فرحيلُ الخاتَمِ أَنهى آخِرَ خَطٍّ
يُفضى لهنالك
و كذا ماكانَ لأكبر قَرْنٍ فى إسرائيلَ
بأن يلمَسَ بعضَ أثيرٍ يقتادُ لأعلى
أغلفةُ السَّطحِ تَأَهَّبَ فيها
ولِكُلِّ الأنذالِ مُطاعَ الشُّهْبِ
مسَوَّمَةً منه رؤوسُ الطَّعْنِ شهاباً رَصَداً
أرهِف للسمْعِ حماسه ..
هذا المؤمن من آلِ يهوذا
يصرخ بالأنفار من الحَمْلَةِ
سَتَراه ينادى وبأعلى الصوتِ :
ولا تتَّبِعوا خُطُواتِ السّلطانِ فلا عاصمَ
فى هذا اليومِ لمن يطغى
* * * * * * * *
فى ذات اللحظةِ..
أقمارٌ تنقل مشهدَ جزءٍ شرقىٍ
من غابتنا
( اهتزَّ الفيلُ فطار النملُ جميعا )
يُذكرُ عن آخر فوجٍ طار حكايةُ نملتنا
ذاتِ الحسن اتجهت بمداها الريحُ
إلى رَحْلِ ذبابٍ
تغْلبُ أُنثاه شهور الوحْمِ
أصابت مأربها !
و الأخرى حملتها الريحُ لتسقط
فى أنف الثورِ تراخى للخلفِ قليلا
ثُمَّ عَطَس !
قضى الأمر !
و تَمَكَّنَ للباقين خلاصٌ تُدنيهِ
وُريقاتِ التوتِ وَ .....
و كَفَى ..
* * * * * *
أحْتاجُ الآن مكانا بجوارِك
عندَ نخِيلِ الحىِّ و قارعةِ الأسفارِ
إلى حيثُ نغيب ..
نترَقَّبُ لَوناً قُزَحِيّاً يأتى بالفِكرةِ
كى نكتبها
و نُردّدُ .. أين ؟؟
فليعذرنى عُشَّاقَ الكلماتِ الوردِيّة
إن لم يجدُوا فى حَرفى
طَعماً للحلوى!
أو رائحةً للتِفاحِ وخَمراً
بين الليلِ يفور
ومَعذرةً
فأنا لا أملكُ
أقواتَ شِتاءٍ فى وهجِ الصيف !
و أنا حينَ أخاطبُ فِيكم أشلاءَ
الوَطنِ الأُمِّ أقول لها : أخشى من طلبى
أن هُزى جذع الرَّايةِ بيضاءً
تسّاقطُ من أعلاكِ قذائفهم فى غَمرةِ "كيف؟"
و يُشاع لهذا أنا وطنٌ مخبولٌ
لا يُحْسِنُ إكرام الضيف !