في الليل عندما تغلقين النافذة

في الليل .عندما تغلقين النافذة

يتسلل القمر من الثقوب

يتسلل بحذر

آتياً من قلب الشمس

من وراء البحر

من فوق الشجر

يجر وراءه خيوطا من قصب

متباهيا دون قلق

يدخل كل الغرف

يفتح كل ملف

ينظر إلى الأشياء ويسلط عليها الأضواء

يضع الورد بالاناء

ثم يدور يبحث عنك في كل مكان

يناديك ...يسأل عنك الليل

يسأل عنك الزمان ..ويعد الأرقام

وأخيرا يجدك ..على السرير نائمة

كأميرة من الغجر يداعب عينيها الوسن

يدغدغ أحلامها...حلو الصور

مغطاة بشال من حرير

يرقص بين جفنيها الأمل

ثم يدخل القمر تحت الغطاء

يرش وجهك بعطر وماء

تتثائبين ... تستيقظين

كعروس يزفها القمر

عند السحر

يحلي مقلتيك الحور

يمد اليك يديه ..ويضمك

وأصابعه..تتغلغل في غابة شعرك

تطوف على أنحاء جسدك

تمر بالوجه ...باليدين

بالثغر ...بالجبين

كأصابع عاشقٍ إمتلك الهوى

وفر بعيدا عن كل البشر

يتمتم لك ويحدثك

بلغة غير مفهومة ..

لغة من يتسلل بالليل

من الثقوب ..يتسلل بحذر

يخشى عليك الناس

يخشى عليك ..من شر حاسد إذا حسد

يخشى عليك من كل البشر..

وفي الصباح يعود من حيث أتى

إلى قلب الشمس.

يجر وراءه خيوطا من قصب ....







النورس

أتت هنا بالخطأ ..

أرجو نقلها للنثر ....

دخلت اسجل اعجابى وألبى رغبة النقل الآن
ولكن لى عودة للاطلالة من هذه النافذة السحرية
ومعانقة حروفها

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

في الليل...عندما تدخل غرفتك
هناك هي تــُحدثك
وتقول لك


تعال تعال ..تفضل
اقترب قليلا ْ أكثر
أترى هذا المطرح....
إنهُ قلبــــــــــــــــي
قصراْ ...بأربعة ِ غُرف
الغُرف الثلاثة لك
ادخلهم ... والرابعة أيضا ْ

أترى ... أ ُنظُر
سرير من خشب الصنوبر
أتحفتهُ بغطـــــاء ٍ أبيض
حرير طبيعي...
دام صنعــُهُ أربعة أشهُر
جورية لونها أحمر
في وسطه ِ استقرت
وزرعتُ الياسمين على اطاره ِ
ولونتهُ بالبنفســـــــــج

هيا ..عليهِ اجلس وتمدد
سأ ُطفِئ لك الأنوار
وأ ُشعِل لأجلك
ضوء القمـــــــر
فلونهُ خافت حالم هــــــــادئ
يُريـــــــــــــــــح النظر
ويُقربني لك أكثر وأكثر
وان شئت سأ ُشعِل لك
شموع أشواقي ...
قل لي ولا تخجــــــــــــل

هيا تمدد ...على يدي
ضــــــــــــــع رأســـــك
اغمض عينيك واغفــــل
انسى الدنيا بأسر ِها
وعندي ارمي همك الأكبـر
مع مساحات الليل
لك سأسهـــــــــر
أحرُسك بالنظر
وأ ُداعِب شعرك الأسود
وأ ُغني لك وأنــــــــــــا
بعينيك النائمتين أسبح
نم أنت نـــــــــــــــــــم
أ ُريد ..أشتهي
بوجهك أن أسرح
أ ُمررُ اصبعي
ومع رموشك ألعب
وأ ُخر ِج من أنفاسي
قـــُـــــــــــبلـــة
اجعلها بشفتيك تتذوق
وأضمك ..أضعك بين يداي
فأ ُريد ان أ ُسكر
وأٍُرش ُ عند قدميك
زُجاجات المسك والعنبر
فأنت حبيــــــــــــــــبي
أ ُسحر بك أ ُسحر

وأطلب من الليل أن يطول
وأ ُخبِر الصبح أن يتأخر
فمُلهم أشعاري نــــــائم
وبالأحلام الآن يلهو ويلعب
وأ ُرتِل ُ لوجهك القرآن
وأ ُرقيــــــــــــــــــــك
ب قـــُل أعوذُ برب الفلق
وأ ُمرر ياسمين على جبينك
شعرتُ بارتجاف انفاسي
كموج البحــــــــــــــــــر
ورددت ُ ..ما اكرمك يا قدر

ويظهر الفجر
بقول اللــــــــــــــــه ُ أكبر
أصنعُ لك من الشمس
ملعقة من الذهب
واشتري من النحل العسل
وأستخلصُ من قصب السُكر
قطعتــــــــــــــــان سُكر
أ ُحركهم بكوب الحليب
وأنا أ ُنشِد القصائد بأ ُذنك
صبــــــــــاحك يا قمري ســُكر
يرردُ معزوفتي
طيور الصباح
وورق الأشجار
والغيم في السماء
وحشائش الانهار
والسوسن
وطيور اللقلق
ولأجلك سينطِقــُها الحجر

هيا حبيبي اشرب
ماذا تــُريدُ بعد أكثر
قل لي .. لكن لاتتذمر
ضــُمني بين يديك..أرحني
بالأمس ِ كنتُ في سهر
ابق بجانبي ولا تذهب
سأروي لك القصص
أحلاها ...عبلة و عنتر
وأ ُسقيك من قلبي
مـــــــــــــــاء المطر

تعـــــــــــال ..تعال تفضل
ادخــُل القصر
ضــُمني يا أغلى البشر
فبدونك أنـــــــــــــا
أ ُكســــــــــــر
بدونك أنــــــــــــــا
أوراقي تذبـــــــــل
وأ ُعلِن وفـــــاتي
بعد أن أتــــدمــــر


إلى النورس
اعذرني على مداخلتي
أناقة كلماتك
جعلت بكائي بمفرده يكتب

تحياتي لإبداع يبهرني



بكاء الياسمين
ولعينيه
بكى الياسمين

يا سمينة الواحة ...
تعجز أبجديتي عن شكرك عندما أستمطرها ...شكراً لتطويقنا بهذا العطاء ...النافذة لازالت مفتوحة وننتظر إشراقة الشمس من جديد ...

لك أرق تحاياي..

لك الله يابكاء الياسمين ...
حتما لن يكون هناك مقدرة على المقاومة ..سألبي وآتي قائلاً ..


أحس في عيني لهيبُ ناتجٌ
من تباريح السهر ..

أحس في صدري سهمامٌ ورمحٌ
في قلبي قد استقر..

آآآه ... ياقَمَري يا كلّ البشر

كنت في ما مضى تائه ضائعٌ
في صحراء عمري والقَفَرْ..

حتى هذه الليلة أحسست أنّي
شربت من ثمالات القمر..

خذيني لديك أحرقيني بأنفاسكِ
إصنعي فيّ العِبَرْ
ثمّ داويني بقبلاتك ولمساتك
فالقلب منّي قد انشطر..

خذيني مثل الموج والشطآن تحضنه
على جبينه....
مساحاتٌ من الضجر

أنتِ حبيبتي..
أنتِ العبير اطويني في عباءتكِ
أنتِ الشواطئ
أنتِ داناتٌ ودرر..

أنتِ النسيم بكفيه يسحرني
أنتِ المسافات تطويني وأعشقها
أنتِ البيادر أنتِ سافانا ماءٌ وشجر

يا قصيدةٌ أتتني في موعدها
يا مواويلي وآهاتي والوتر..

أحبــــــــــــــــــــــ ــــكِ
أحبــــــــــــــــــــــ ـــــكِ
حبّا
يتجاوز حدود طاقات البشر

يا أملي..
يا إنشقاق صبحي
يا غيثي والمطر

أنتِ مصيري الذي لا يتكرر
إن غبتي عنّي وآتاك الخبر
لا تنزعجي..
إذا قالوا لكِ
النورس قد انتحر ..



شكرا يا بكاء الياسمين ..على هذا الصدى الرقيق لطرقاتي أصابعي المتواضعة ..
تحلّين هنا مطراً يا أروع سحابة عامرة بالهمس..

شكرا من القلب

أستاذي النورس ..
وتلك الزهرة البريئة ..كانت قطرات الندى تتساقط من أوراقها وهي توصد النافذة ..خائفة هي من البستاني ..من الناطور ..من عين تخترق المكان ..
تلك الزهرة البريئة نظرت للثقوب بأمل لا يقوى على الحراك ولكنه أمل ..نظرت للثقوب وغفت على غصنها باحثة عن شيء في المنام ..أفاقت لتغتسل بضوء القمر المسكوب حناناً على جبينها ..وجناتها ..جوانحها ..
أستاذي النورس ..
حرفك يدعو للإعجاب لا العجب ..
دمت أستاذ حرف لا يضاهى ..

ابدعت هنا والله ايها النورس
كلمات شفافة من قلب عاشق قد نال عشقه حتى القمر
والخاتمة أتت مبهرة .. باقتدار من يمتلك الحروف
ويصيغ انفاسها في وجه القارئ قبل أن يصيغ كلماتها
كلمات ليس هي كالنصوص السابقة ولكنها أتت كالعيد
حين لا نحتاج فيه لأكثر من أنه عيد
ما اجمل الواحة بك .. وما اسعدني بوجودك هنا
تحية لك وتقدير