سَفَرٌ نَحْوَ الْمَجْهُول

سَفَرٌ نَحْوَ الْمَجْهُول

حَسِبْتُكِ سَكْرَةَ النَّوْمِ الْجَمِيلِ تَدِبُّ فِي أَجْفَانِ أَقْدَارِي
وَجَدْتُكِ كِذْبَةً شَرْقِيَةً هَبَّتْ عَلَيَّ تَحُلُّ إصْرَارِي
حَسِبْتُكِ قَطْرَةً سِحْرِيَةً صَبَغَتْ دَمَ الثُّوَارِ بِالثَّارِ
وَجَدْتُكِ عُقْدَةً حَيْرَى تُعَوِّقُ سَيْلَ أَفْكَارِي
حَسِبْتُكِ فِي النِّسَاءِ حَكِيمَةً جَاءَتْ تُعَلِّلُ طُولَ أَسْفَارِي
وَجَدْتُكِ فِي الْحَرِيمِ سَبِيَّةً نَسِيَتْ عُهُودِي
بَعْدَ ما مَسَخَ الزَّمَانُ رُسُومَ أخْبَارِي
حَسِبْتُكِ دِيـمَةً أَلْقَتْ بِأَنْجُمِهَا لأَغْوَارِي
وَجَدْتُكِ شَهْقَةً حَيْرَى تَعِيبُ اللَّحْنَ فِي نَغَمَاتِ أَوْتَارِي
حَسِبْتُكِ صَحْوَةَ الأَرْوَاحِ تَنْفُخُ فِي النُّفُوسِ حَيَاتَهَا،
وَتَبُثُّ فِي كُتَلِ الظَّلاَمِ جَلِيَّ إبْصَارِ
وَجَدْتُكِ قَيْنَةً ظَمْئَ لِحُبٍّ يَرْغَبُ التَّعْمِيدَ بِالْقَارِ
فَشَاحَتْ عَنْكِ أَحْلاَمِي وَأَوْهَامِي وَأَشْعَارِي
سَأَلْقَى بَعْدَكِ الأَحْزانَ مُنْتَصِراً
لألْحَانِي وَقِيثَارِي
سَأَلْقَى بَعْدَكِ الأَنْوَاءَ وَحْدِي صَامِداً
وَسَتَشْرَبُ الأَنْوَاءُ مِنْ نَارِي
إِذَا انْطَلَقَ السَّفِينُ …فَلَوِّحِي لِي مِنْ رَصِيفِ الْخَوْفِ
عَلَّ وَدَاعَكِ الْمَجْبُورِ يَخْتِمُ عُسْرَ إِبْحَارِي .

الشاعر المبدع/ محمد المختار زادني

نصّ جميل كالبحر، أحدُ شاطئيه (حسِبتُكِ) والشاطئ الآخَر (وجدتُكِ)، وأمواجه دُولةٌ بين هذا وذاك، ثم يصبّ في فعل العزم (سألقى) الذي يدل على تصميم الشاعر وإصراره على التخلص من هذا الخداع.

هكذا رأيتُ هذا النص الجميل، الذي يحمل فكرة الخطاب ذي الجُمَل القصيرة كطلقات المدفع الرشاش، تتوالى واحدة بعد أخرى، لتنتهي بموت هذا الإحساس الخادع، وانتصار الشاعر عليه.

دمتَ مبدعاً وكبيراً.

تحياتي وتقديري.

شكرا لمرورك الكريم أخي مصطفى

وليت من يقرأ النص يذهب فيه إلى أبعد من الكلمات
ليجوب عالم المعاني فيشرح ويتأمل وينتقد بما يراه
يثري فهم النص وتبسيطه لعموم القراء إن كان صعبا

بورك قلمك

استاذنا الكريم

أنا سمعتها اغنية منذ سنوات عشر

ولم أقرأها إلا هنا

ولكنا لن نسمح لك بالسفر بعيدا مرة أخرى

نص شعري رائع

دمت رائعا

الأستاذ والشاعر الكبير والمفكر - (والحائرُ المُحيِّرُ) \ محمد زادني ..

هل تجدُ أمراً مما حولنا معلوماً .. حتى تُسافر بنا إلى مجهولٍ .!

أخي المختار .. إنْ أردتَ المجهولَ حقيقةً .. فابقَ معنا حيث أنت الآن ، فنحن في مركز المجهول الذي يحلم به كلُ حيرانٍ يائسٍ أَسِفٍ .!

واعلم أنها لن تلوّحَ لك مُودِّعةً .. إلا إنْ كانت من الحمقِ أنْ ترى المجهولَ معلوماً .!
فَسَفَرُكَ نحو المجهولِ يعني دورانك حولها .!
فلا يُسافرُ نحو المجهولِ إلا مَـنْ كان واقعه معلوماً .. أما المسافرُ من مجهولٍ إلى مجهولٍ .. فهو مُسافرٌ وكفى .!

وصاحبةُ الشأنِ هنا هي المجهولُ الجاثمُ على صدر المعرفة وهي الخرافة والأقنعة وهي مصدر جهلنا .. ولا مجهول لنا في دنيانا يعدلُ جهلنا بها في كل هذه الأوطانِ كل هذا الزمانِ .!

أخي محمد : ألا تَرِدُكَ ظنونٌ بأننا نؤدي دورَ المجهولِ في حياةٍ - أمّةٍ - مجتمعاتٍ - أُسـرٍ ... الخ ، وهي ليست معلومةً لنا ولسنا مجهولين لها .!

أَجدُكَ تدعو إلى الخروج من عباءة الخداعِ وخداع المظاهرِ وحلاوة الكذبِ وصفاقة اللؤم وخبثِ الطمعِ وأكذوبة الأخوّة ومصيدة الحبِّ ..
والسفرِ إلى حيث مرارةِ الصدقِ وشمس المعرفة وهواء الإنسانية ... ، وتدعو إلى مسُِّ الحياة بيدِ اليومِ ورؤية الوجود بعين الغدِ ... ، وتُحـذِّرُ من النظر بعين الأمسِ واتباع فكرِ الهمس .!

إنك تمسُّ بأشعارك وأفكارك أموراً يحتاج نقاشها إلى عُمْرٍ جديد .!

أرجو أن تكون وكل الأخيار بخير .!

أخي الكريم أبو بكر سليمان

هناك جملة مشهورة بالمغرب تقولـ:

الله يجيب اللي يفهمنا، ولا يعطيناش

ومعناها: إن وجدت من يفهمني فقد وصلت الرسالة

بورك مرورك فقد كفيت ووفيت

أخي الكريم أبو بكر سليمان
هناك جملة مشهورة بالمغرب تقولـ:
الله يجيب اللي يفهمنا، ولا يعطيناش
ومعناها: إن وجدت من يفهمني فقد وصلت الرسالة
بورك مرورك فقد كفيت ووفيت

أستاذي وشاعري المفضل
محمد المختار
سواء ان فهمت أو لا رسالتك هذه ...........

ساقول لك بأنني قلت ذات مرة فيك كلاما

((هو نمير الشعر

كلماته كالخمر المعتق يشفي القلب العليل

هو سلطان الشعر ونحن نقرأ طربه ونطرب معه

هو محمد المختار زادني كوكب الشعر

حفظه لنا الله لأن مثل هؤلاء الشعراء أعدهم أساطير .))

ها أنا أعود واكرر القول مرة أخرى بكل فخر وأعتزاز

فأنت السيد المفضال الذي ياكل العسل ولا يكسر الخلية ,وكفى ى ى ى

دمت لنا يا أطيب قلب في الكون .جزاك الله كل خير ,يارب

ليوفقنا الله

سَفَرٌ نَحْوَ الْمَجْهُول

سَأَلْقَى بَعْدَكِ الأَحْزانَ مُنْتَصِراً
لألْحَانِي وَقِيثَارِي
سَأَلْقَى بَعْدَكِ الأَنْوَاءَ وَحْدِي صَامِداً
وَسَتَشْرَبُ الأَنْوَاءُ مِنْ نَارِي
إِذَا انْطَلَقَ السَّفِينُ …فَلَوِّحِي لِي مِنْ رَصِيفِ الْخَوْفِ
عَلَّ وَدَاعَكِ الْمَجْبُورِ يَخْتِمُ عُسْرَ إِبْحَارِي .

أبحر
فالهروب إلى الأمام يوحد اتجاه البوصلة

"
محمد زادني
لا أضمن لك سلامة المركب
ولكن الشواطئ كلها معشبة :)

أستاذي وشاعري المفضل
محمد المختار
***
فأنت السيد المفضال الذي ياكل العسل ولا يكسر الخلية ,وكفى
دمت لنا يا أطيب قلب في الكون .جزاك الله كل خير ,يارب
ليوفقنا الله

لك عبارات تقديري

مع أنك تحرجينني بأوصاف قد لا يوافقك عليها الكثيرون

وفقك الله لما فيه الخير لك ولكل الناس كافة وحفظك في أهلك

دمت أديبة رقيقة

أبحر
فالهروب إلى الأمام يوحد اتجاه البوصلة
"
محمد زادني
لا أضمن لك سلامة المركب
ولكن الشواطئ كلها معشبة :)

شكرا لمرورك الكريم أخي عبد الصمد

شواطئ بلادي لوحات فن من إبداع الخالق

والتي قد ترسو عليها السفينة من إبداع الرازق

وأنا بين الشواطي لا خوف علي والحمد لله

بورك قلمك