شتلات
الريح تدفع ببطء بوابات السكون ، حيث أتوارى خلفها ، وفى عقلى تنام شتلات الأيام الباردة ، تنمو داخلى عندما تشتد الريح ، تتماس والبوابات فى هدوء ، تلتصق بها ، تدفعها ، تحكم غلقها ، فأعود إلى سابق عهدى 0
الريح تلهو ، يتعالى صوتها ، يصفح وجه البوابات ، يتسلل إلى أذنى ، ينتزعنى من سكونى أدس قطعة القطن فى أذنى وأعاود كهفى 0
لم يكن أبى أقل إعراضاً منى فى التعامل مع الريح ، كلماته تنمو داخلى ، تروى شتلاتى تتشابك ، تحدث ظلاً يراوغ أطماع الريح 0
لقد زرع أبى داخل عقلى كل مازرعه جدى فى عقله ، الأشجار تكاثفت وتلاحمت وتكاتفت فى وجه الريح 0
الريح تقترب من العاصفة .. تنتزع بعض النوافذ ، تهاجم نافذتى .. تحدث ضجيجاً ، تنتاب عقلى نوبه هيستيرية .. تتسلل العاصفة إلى أذنى .. تلفحهما .. أتحسس جبهتى ، مشتعلة ، تطال شتلاتى ، تشتعل الأيام الباردة فى عقلى ، أقاومها وسط العاصفة يرمقنى أبى ، يقفز نحوى .. تدفعه بعنف .. يحاول جذبى .. هذه المره كانت قاسية .. مددت إليه يدى لأجذبه .. تشابكت الأيدى .. علم مقصدى.. نهرنى محاولاً جذبى .. رفضت العودة مندمجاً وسط العاصفة ، نظر خلفه .. بينما ارتسمت على وجهه ابتسامة متراجعاً عن صيرورة جذبى 0