(( أتيتك يا بغداد طالباً يدك ))

	(( أتيتك يا بغداد طالباً يدك )) أتيتك يا بغداد وشوقي إليك قنديل موقد ناراً قلبي كبحر واسع . بحر بلا موانىء عاف الثرى وملَّ الشواطىء قلبي ناسك يا بغداد فهل تلبين النداء ؟! مجنون أتاك يعلن الولاء عند قدميك فهل تقبلين بي وأنا عاشق سناك ؟ يا أميرة الشرق ما أبهاك وأنت تنامين في مساءاتي ! راقية, متوهجة,متأنية في عذاباتي .. يا من يصونك قرآن وإنجيل يا من يتوه بك الإبداع في معانٍ كم فيك أهل المغنى أنشدوا الطرب والمواويل وكم من أجلك أبطال ماتوا لتبقي سيدة الشرق الأصيل يا قبلة الفجر.... .يا صولجانة الغروب فمن ذا الذي يجرؤ أن يقول : أنك لست حسناء بابل ؟ وأنت من سفر التكوين معلن عنك التقديس والتبجيل ...... بك الحضارات تمجدت وهي بك خالدة تزهو أنت الفرات وأنت دجلة توأمان سارا بدرب الاخضرار ها أنت تجرين يا بغداد في السهول وتسقينها من نبع شذاكِ الفواح عيناك قنديلان ينير كل الدروب ها هوذا حمورابي نقش على أحجارك اللغة المسمارية مكونا جيشا من الحراس ليحرسوك ومن بعده الشعب صار عبير الورد مجبولا بالمسمارية. وسركون قائد الجيش مات فداء من أجلك بغداد القلب والفؤاد منك الريحان وفيك القرنفل أنت امرأة لا تعرف الذبول فلا جفاف فيك وأنت بالأنهار موصولة يا فاتنتي جئت إليك طالباً يدك ... معبدي هو قلبك وهمسك آياتي صليني بك لأكون أحد قرابينك وأكون مشعل صلاة فوق دهرك المحمول على شرفة القهر .. أسمك بغداد الزنبق والحبق ففيك الشتول تغفو يا سمراء لأنك بالورد في دوحة الأفذاذ مشتولة .. قد ناديتك يا بغداد.... فهل تلبين نداء روحي؟ ها أنا ذا أتمزق بين عذاباتي الدامية فمتى الوصال يا بغداد وقلبي بات كسيحاًحالماً ؟ لا تقولي مر الزمان بك وبت عجوزا فأنت أم الفكر والفن الجميل .. كل جيل بعده جيل يتغنى بك ويستقي من جمالك يا روح الأخضرار والزهو.. شلال شعرك الأزرق يهيـــُّجني شوقا وهـــُـــياماً لوصالك .. أحببت فيك وجوه الناس وتعب الكادحين والصامدين فكنت أنت ترتيلة صلاة لصبرهم.. بـــُــحــْــتُ لكِ يا بغداد ولهفي عليك بات كبركان ثائر مجنون لا تقولي : أبتعد عني أيها الفرعون الصغير فأنا أخت الرشيد والمأمون لا يا بغداد القال والقيل لن ينتهي .... وما ذاك إلاَّ لسحر بهائك وقـــَــــدِّك الرشيق ها أنت تلبسين برجليك الخلاخيل وفوق رأسك تضعين الشناشيل وتلك الشامة السوداء على وجنتك هي كانت سبب ابتلائك من الطامعين بك فكم حاولوا سرقتها منك يا بغداد .. لكنك كنتِ سفيرة القوة و ما زلت تصمدين بغداد لو جاع شعبك فسيثأر من هابيل وقابيل ولو جاعت الأوطان فلن يجدي زمانك سيصبح العيش لا عدل ولا حق فيه سيكون تضليلاً بتضليل .. أخوتك جبابرة وما بيدهم من حيلة فليس من طبعهم غدر أوتقتيل هاجمك الغول وما زال لم يشف الغليل .!! كل نور في بيتك سيطفأ إن طال اللهيب لست وحدك مستهدفة يا بغداد فكل أنثى تحمل شامة سوداء ستـــُسرق شامتها. !! ما رأيك يا بغداد لو تحتمين بي أو أحتمي أنا تحت عباءتك المطرزة بنجوم سومرية يا قيثارة الحزن فأنا بك مفتون وشيطان شعري بك مجنون أنت وطن وفي قلبي مكللة بالغاروالحنين ان حطـــَّت بلابلك واستقرت.... فأنا بلابلي تهوى الطيران بغداد يا أخت الرافدين أبوك الزعيم . رحل وما زال الزعيم بيننا أسموه إبليسَ وهو من الجلاد أرحم كم كان يداعب الوردة والوردة تعطر وجنتيه ها هوذا أوصاني بوصل رحمك قبل الوداع قال : لا إله إلا الله لا حول ولا قوة إلا بالله العليم خذها بين أحضانك يا تاريخ فأولادي مغلق عليهم الأبواب بالهموم منهم من قتل وذبح . ومنهم من ضاع بين التشرد والتهجير والترحيل, ومنهم من بقي فأحرق الكمد فؤاده فصار مشلولا .. ها أنذا قد بــُــحــْــت لك بسر أمجادك وأسرار ابائك يا بغداد فأنا التاريخ ولست بطامع مهبول ! إني بحبك يا بغداد متيم ولهان وان كان ترابك سيذكرني في المقابر قتيلاً فأهلا بموتي لآنه سيكون خلاصي ولتعلمي يا ذات الشامة السوداء : سيكون فؤادي بحبك _لا بالرصاص _ مقتولا .

أديبتنا الرائعة الأستاذة سيلفا
لك أطيب التحيات لكل ما نثرتِ هنا من ورد الصدق ، وزنابق الحب ، وتراتيل الصبر ، وأنغام الجمال.
ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع

سيلفا ..
ابنة الشآم ..
ابنة الفيحاء ..
يا ابنة سوريا ما أجمل هذا البوح وما أغزره وأصدقه وأعمقه ..
نثرت الوجع زهور قرنفل ورياحين ..
نثرت الدمع فتفتق زنابق وإقحوان ..

نفس طويل ونص جميل ..
سيلفا ..
أصفق لك ..

العزيزة سيلفا.....


المفردات تخلق معانيها المتفردة بعيدا عن الذاكرة ..والتشظي الذي يحكم خلايا النص يدفعنا نحو البحث أكثر عن معان جديدة ،الاستلاب هو عنوان الذات هنا، بكل ماتحمله الكلمة من معان وأبعاد.. فهي المغلوبة والمقيدة ،ولم يبقى منها سوى الصورة ، الشكل الخارجي للانتماء المرتحِل في المجهول والمحمل بالآلام
والمخاوف والذاكرة المرهَقَة بالوحشة والجوع للأمن والاستقرار ومقومات الحياة .

لانها بغداد..كان لابد وان نقف هنا ...لابد وان نتعمق اكثر ، فهل تسامحينا بغداد.....؟

محبتي لك
جوتيار

الأديبة سليفا :
بوحك هنا بلغ مستوى راق من الأدب والجمال .
مشاعر راقراقة مناسبة مع واقع الأمة

العزيزة الرائعة سليفا
قلم من ماس
خط لنا اروح الكلمات
بوح رائع جدا
احترامي وتقديري

لا عدم صوتك و لا خلت منك الأمكنة
سيلفا قدمت مهرا لا يمكن رفضه رغم أن المهر الحقيقي الذي لا بد أن نقدمه جميعنا لبغداد هو الدماء
دماء كل عربي حر ... لا فقدناك أيتها المبدعة
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــــــــام

جميلة جدا جدا[/COLOR][/SIZE][/FONT]

أديبتنا الرائعة الأستاذة سيلفا
لك أطيب التحيات لكل ما نثرتِ هنا من ورد الصدق ، وزنابق الحب ، وتراتيل الصبر ، وأنغام الجمال.
ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع

أستاذي القدير

د.مصطفى عراقي:0014:

,المفضال

سعدت بمرورك الكريم يا أستاذي
واشكر ألقك أيها المفضال
نحن لا نملك سوى قلم صغير ,لكنه يطمح
لإيقاظ الهمم..وبعث الضمير
والتذكير بكل إنسان يبعثره الزمن بتجاهلنا
بعنفوانه وقسوته ..
دمت لنا يا أستاذي الألق ,جزاك الله كل خير يا عزيزي

ليوفقنا الله

الأديبة الرائعة سيلفا ...

" أتيك يا بغداد طالبا يدك "
الله ما أجمل هذا العنوان وما أروعه

وكأن بي أجول هذه الحديقة الرائعة من الكلمات
فأشتم هذه الكلمة وعبيقها البلوري الجميل
وأزهو بتلك وأمرح بهذه
ما أجمل هذا النص
رائع فعلـا

نصك جميل

تحيتي وودي وتقديري