" زهرة بنفسج....لم اخترتها هي
أكنت تعرف أنها......
زرقاء فهي الوفاء...
بيضاء فهي السعادة...
وباقة منها إلي....تعني حبك المكتوم
.....أكنت تعرف.."
سأضم طفلتك... أتذكرها....كنت أسهر الليالي بجانب سريرها، أمني نفسي بشفائها...أو... بخلاصها، أحدثها في غيبوبتها، أمسك يدها علها تحس بدفئي في عالمها الموحش الذي تسدل دونه عينيها، لم تستجب لأي دواء و لا لأي طبيب، و جئت أنت، بهدوء...طرقت...اقتربت من سريرها... رفعت الستار الشفاف حيث تختبئ في غيبوبتها و وضعت قبلة على جبينها
...وقفت أنا مشدوهة و هي تفتح عينيها لتراك، ابتسمت لها و...انصرفت، رفرفت أجفانها، و هزت رأسها...و أنا مشدوهة...حتى إنني نسيت أن أساعدها في حمل ثقل كتفين لم يهتزا منذ زمن، نظرت الي بعينين زائغتين...محمرتين من شعاع تدفق اليهما بعد طول سديم، أشفقت عليها و جريت وراءك... لألحقك....بحثت في الدهاليز...لم أجدك...خرجت الى كل فضاء...كنت تنوي الباب...ناديتك و ناديتك، لم تلتفت....واصلت طريقك، أكلتني الحيرة...كيف سأرجع اليها...ماذا أقول لها...كيف أسكتها؟؟....
سمعت خطواتك ورائي، استدرت اليك في لهفة...ستعود اليها؟...، ابتسمت و مددت الي أوراقا بيضاء و أصابع ملونة و قلت "هديتي إليها"، أدرت ظهرك تبغي الباب....فكرت أن أجري الى الباب... أوصده، أن أكون سجانك من أجلها، لكنني عدلت عن ذلك......فتبقى أنت الرجل....و أنا الأنثى....و لو أنها هي...مني...و فلذة كبدي.
عدت اليها....أحمل منك أوراقا و أصابع ملونة، كانت تشرئب بنظرها ورائي...كانت تبحث عنك....ليتني لم أعش لحظة لأرى عينيها تنخفضان الى بياض السرير في ألم، ليتني ما عشت انفتاحهما من غيبوبتها...عليك....ليتني....، مددت لها بالأوراق و الأصابع الملونة " أعطاني اياها من أجلك"، أخذتها، ضمتها الى صدرها، و أبعدتها، أخذت ورقة بيضاء و قلما أسود...رسمت، تطلعت الى الورقة....كانت تزدان بكل الألوان و هي تخط فيها بقلم أسود....صغيرتي....صغيرتي....لم أستطع ايقاف دموعها....هل رأيت يوما دموعا من قوس قزح....من ألوان الطيف....كانت....دموعها.
سأضم طفلتك الي، أهدهدها، أمنيها بعودتك، أمنيها ببسمتك، أمنيها...بأحضانك.
خوفي فقط من أن تقفل قلبها حتى عنك، فأنت تعرف الأطفال... ربما ... ينسون...يسامحون....لكن للصد....لا يغفرون.
18 يناير 2008