من ينظر إلى خريطة فلسطين..يجدها كجسد له جناحان منفصلان عن الجسد..
جناح في الشرق وآخر في الغرب ..أحدهما يطلق عليه الضفة الغربية..والآخر قطاع غزة..
يفصل بينهما تلك الأراضي المغتصبة التي نسبت زورا وبهتانا إلى العدو الغاصب ..إلى الصهيوني المجرم..
كيان فلسطيني واحد.. يحمل راية واحدة.. لكن جناحيه لايحملان جسده..
والآن.. وبعد سنين طويلة.. بعد ما يزيد عن نصف قرن..وخلال هذه السنوات الأخيرة ..وفي أواخر سنة 2007 ..وبالضبط في شهر غشت..ظهر ما يسمى انقلاب حماس على السلطة..انقلبت حماس على السلطة..
يا له من مصطلح سياسي ..انقلاب الأخ على أخيه..انقلاب الأم على ابنها ..الأخت على أخيها..والابنة على أبيها..
إنه انقلاب على قرابة الدم..وموالاة مبطنة للعدو الغاصب..بل موالاة صريحة للغرب ولعدوانه على العالم العربي والإسلامي.. على شعوب هذا العالم وليس على حكامه..
لم يطرح أحد سؤالا كالسؤال التالي:" لماذا فلسطين لها جناحان لا يحملان جسدها؟"
قد نستطيع تقديم إجابة عن هذا السؤال من خلال مواكبة الأحداث باستمرار ..من خلال معرفة النتائج التي ينتهي إليها المخطط المسبق لبني صهيون..لقد وضعوا منذ احتلالهم لأرض فلسطين ذلك المخطط الذي تظهر فيه فلسطين ككيان متقطع منفصل رأسه عن جسده..هكذا شاؤوا لها أن تكون ..وهم الآن يعملون على جعل الصراع يتحول من صراع ضدهم إلى صراع بين الأشقاء.. أصبح الصراع الآن بين عباس وحماس..
صحيح أن اسمهما يشتركان في حرف الألف وحرف السين..لكن شتان بين حرف العين والباء وبين حرف الحاء والميم.
نسمع صوت حماس..ونشاهد صورة هنية..ونسمع صوت عباس ونشاهد صورة حليقي الوجوه.. لا نريد إصدار حكم على كل منهما..لأننا نحبهما ونريد لهما أن يعودا إلى الوطن ..إلى لم الصفوف..لانريد أن يشير إليهما العالم بأصبعه..ويطعن في نضالهما..نريد فقط أن تعود الانتفاضة..أن تعود الصواريخ لتسقط على تلك المنازل التي تحت قواعدها توجد جثث الأطفال والنساء والشيوخ..وجثث المقاومين الفلسطينيين..
نريد أن يعرف الفلسطيني أنه ليس سوى مشروع خطة استعمارية في يد الصهيوني ..وأن الخلافات بين الأشقاء ليست خلافات جوهرية بل هي خلافات مصدرها قديم ومخطط له من قبل ..
جعلوا فلسطين كيانا منفصلا..منقسما جغرافيا..وهاهم الآن يجعلونها كيانا منقسما سياسيا وإيديولوجيا
سيجعلون من فلسطين ساحة حرب يقتل فيها الشقيق شقيقه والجار جاره..
لم نعد نسمع أن الفلسطينيين بحاجة إلى وحدة جغرافية تربط بين أرض الضفة وغزة..بل فقط إلى الديمقراطية بمعناها الغربي ..وهو معنى يتضمن قطع الكهرباء..والغذاء..وكل أسباب العيش عن شعب لم يعملوا على حل معضلته منذ ما يزيد عن نصف قرن..
ل تحل معضلة فلسطين ..ستحل فقط بالقوة..قوة صاحب الحق ..وصاحب الحق لا بد له من قوة بمختلف مظاهرها..