أفديكَ لولا الرَّدى

الشاعرة الراقية عطاف
صباح الخير
رحم الله والدك وادخله فسيح جناته ( آمين )
والله انها لمرثية جمبلة قراءتها في أكثر من مكان
دمت بخير

أسعد الله صباحك أخي العزيز / فتحي المنيصير
بارك الله فيك وجزاك الله عني كل خير على هذه الدعوة الطيبة المباركة
آمين تقبل الله منك ..
أشكر لك حضورك المشرق كالعادة
لاعدمتك ولاعدمت حروفك القيمة
لك تقديري وكل احترامي
ودمت شاعراً متألقاً وعريقاً .

أفديكَ لولا الرَّدى

لم يسعفني الشعر يوماً في رثاء أبي
ولزمتُ الصمت مقيدةَ الحسِ والشعور في شجنٍ طويل
حتى وقع في كبدي بيت لأحمد شوقي موقع السهم في كبدِ الصِيد
إذ صادفَ قلباً باكياً فاهتزَّ وتأثـَّرا ..
وهو قوله :

لم أدرِ ماطِيب العناقِ على الهوى حتـَّى ترفـَّق ساعِدي فَطَواكَ

فذكرتُ أبي , وحننتُ إلى عناقه فرثيته قائلة :

وَ لَقَدْ جهلتُ مِن البُكا معناهُ حتَّى تـَفَـتـَّقَ خاطري فبكاهُ وَ تحدَّرتُ أنداءُ رُوحي إثْـرَه وَ اشَّعَّبتْ في مُهْجَتـِي ذِكراهُ وَ غرقتُ في دَمعِ الهواجِسِ وَ الأسى وَ مضيتُ كالخَرِفِ المُضَيِّعِ فاهُ وَ فَررتُ مِن قَوسِ المَنَايا بِالنَّوى حتَّى رَمانِي سَهمُها ينعاهُ وَ وَجدتُ في جُرمِ الجوانِحِ لوعة ً مِن وَجدِ حُزنِي , مِن جَنَى مَنآهُ وَ سَقـِمْتُ من صبرِ يعضُّ حَشاشتي فالصبرُ وَحشٌ وَ البُكا نَاباهُ أوَّاهُ - يا أبتاهُ - بعثرَنِي الرَّدى إبَّانَ موتِكَ - يا أبِي - أوَّاهُ سَكنَ الشَّقاءُ بِداخِلي , وَ احتَلَّني مَنْ لِي - بِبُعدِكَ - أَشتهـِي لُقياهُ ؟ مَنْ لِي إذا جَنَّ الدُّجَى - يا وَالدي - يَسقي فؤادي مِن نَدى نجواهُ ؟ مَن لِي - بِمِثلِكَ - لو نَثرتُ بِكَفِّهِ رُوحي , فَفَاضَتْ - رَحْمَةً - كَفَّاهُ ؟ وَ مَنِ الذي لو أحتويِهِ بأَضلُعي فَاغْرَورَقَتْ - بِدُموعِهِ - عَيناهُ ؟ أَو مَنْ عَلَى قَدَمَيهِ أسكبُ لَهْفَتِي قُبلًا تُسكِّنُ خَافِقي .. أبتاهُ ؟ يا أنتَ يَاوحْيَ السَّمَاء بِناظِري أَوَلَسْتَ مَنْ نَشَرَ السَّنَا بدُعاهُ ؟ أَولستَ مَنْ رَوَّى الدٌّنَى فِي حَاضِري وَ رَجوتُ غيثَكَ أبتغي سُقياهُ ؟ أَفديكَ - أنتَ - أَبِي - أَنَا - لَولَا الرَّدَى لَولَا القضاءُ فَأنتَ مَنْ أَهواهُ أَنتَ الذي أنعشتَ روحي كُلمَا آنستَ قلبي نازعًا شكواهُ وَ مضيتُ - بعدَ الفقدِ - فِي عُمري سُدىً عَبداً قَلَى - بعدَ الوَفا - مولاهُ وَ خَلوتُ وحدي أمتطي بُؤساً غَدَا كَطلاسمٍ وَ حُلُولُها مَعناهُ وَ تَساقطتْ في شَقوتي مِزَعُ الضَّنا وَ تبخَّرَتْ في حَسرتِي دُنياهُ مَا تاهَ عَنْ ذِكراكَ نبضٌ في دَمي أو غابَ صوتُكَ - يا أبِي - وَ صَداهُ وَ نَسيتُ مَاقد ماتَ مِن زَمَنِ الغِنَى وَ نَسيتُ أنْ أَنسى الذي أغناهُ وَ لَقيتُ في نَفسي شَظايا سَلوةٍ وسَلمتُ من سَقمي وَ عِشتُ قَذاهُ وَ بكيتُ من ذِكرى أحاديثٍ مضتْ وَ حَننتُ لَكنْ , هلْ عَسى ؟ وَيلَاهُ ! مَا زِلتَ - يَا أبتاهُ - فِي عَيني سَنَا لا زلتَ نبضَ تَشَوُّقِي وَ رَجاهُ مَا كُنتُ أعلمُ - يا أبِي - أَنِّي إِذا فارقتُ " عُمري " غَابَ مَنْ وَاساهُ إِنِّي زَهدتُ الحرفَ يُشْبهَهُ العَمَى لولاهُ ما انتفضتْ يَدي لولاهُ وَ زَهدتُ مِن بَوحٍ يُشاكلُهُ العَنَا بعدَ الذي بالأَمْنِ قدْ سَاوَاهُ وَ نَشرتُ شِعرِي هائِماً في ذَاتِهِ وَ تَركتُ فِكْرِي ساهِماً يَرْعَاهُ وَ نَظمتُ مِن وَجدي لَفائِحَ لَـوعَـتي فـَتـَبَعْثرتْ في هَدأتِي ذِكْرَاهُ سَكَنَ الثـَّرى وَ سَكَنْتُ لكنْ فَوقَهُ لَيتَ الذي أخْفَاه قد نَجَّاهُ رُحماكَ ربِّي هَبْ لَهُ نِعْمَ الحِمَى جَناتِ عَدْنٍ - بِالجَزَا - مَثواهُ أَغْدِقْ عَلَى أَحنائِهِ فيضَ الرِّضا وَ اسقِ الثَّرى , سُقياكَ يَا اللهُ ربَّاه وَ اجمعنا نَعـِش أبداً معًا ربَّاه - في رَوضِ المُنَى - ربَّاهُ

الجمعة / 13 / محرم 1429هـ

بارك الله فيك أخى الكريم عطاف سالم
على قصيدتك الجميلة و رحم الله والدك ووالدي و أمواتنا جميعا
و أسكنهم الله فسيح جناته

سيدتي الكبيرة الفاضلة وشاعرتنا السامقة عطاف سالم
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك

نص شعري سامق فيه الكثير من الوجد والكثير من الشجن لامس شغاف القلوب مشاطرة ومشاركة.

نسأل الله أن يسحن عزاءك وأن يتغمد والدك الكريم بالرحمة والمغفرة والأجر الكبير.

نصك الشعري هنا ناهز حدود الألق فلله درك شاعرة مميزة وناثرة مميزة!


أهلا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

الأخت

عطاف سالم
مرثية صادقة
مفعمة بالأحاسيس
والمشاعر الجياشة
وقد إخترت قافية مليئة بالشجن
وقد إخترت إيضا بحراً لا يعجز عن
تصوير غرض (البحر الكامل)
دون خلل عروضى كما ذكر
فإن العروض لم يصبه شئ هنا
ومن الجمال ما إكتمل
أحسنت وأبلغت التصوير
تقبلى تعازينا
وتقديرى

وائل القويسنى

أخي الرائع الفاضل / وائل القيسي

أشكر لك حضورك الواعي الذي أعتز به
تقبل تحيتي وكل تقديري
ولعلك تكون بخير
لم أرك على الواحة هنا ؟؟!
يرعاك الله ويوفقك
ودمت بألف خير وسلام

العملاقه الفذه / عطاف

تحيتي وقلبي معكِ لفراق والدك
تقبله الله في المهديين وحشره في عليين
وآتاه كتابه باليمين في زمرة النبيين والصالحين


شكرا من القلب لهذه الرائعه التي نسجتها هنا

الصغير / أحمد موسى

العملاقه الفذه / عطاف

تحيتي وقلبي معكِ لفراق والدك
تقبله الله في المهديين وحشره في عليين
وآتاه كتابه باليمين في زمرة النبيين والصالحين


شكرا من القلب لهذه الرائعه التي نسجتها هنا

الصغير / أحمد موسى

أخي النقي أيها المبدع / أحمد موسى ..
هذه شهادة منك أعتز بها ..مع أن بيني وبين العملقة بون شاسع ..
إنما لك شكري وعميق تقديري على حضورك الجميل وكلماتك المزهرة رقةً وأناقة ورقيّاً ..
وباقة أخرى من الإمتنان لك على دعواتك الطيبات النيرات الطاهرات كروحك
تقبل الله منك أخي وبارك الله فيك
وجزاك الله عني خير الجزاء
أسعدني وآنسني حضورك
تحيتي وكل إحترامي
يرعاك الله ويوفقك