نص أبي قوي أيها الشاعر الرائع والأديب الفاضل.
ستظل غزة العزة عنوان مرحلة وتحول لمسار التاريخ ومثالا يحتذى في إحياء الدين منهج حياة صالحا لكل زمان ومكان.
رصدت قصيدتك الكثير من الحقئق والوقائع والأفكار مما يدل على متابعة وثيقة لما يدور على أرض الرباط حتى ظنك بعض الأخوة ممن ردوا بأنك تعيش هناك.
مأخذي على النص أنني تمنيت لو اعتمدت فيه التكثيف والتقليل من المباشرة والبعد عن الحشو في بعض الأبيات وإليك أمثلة لما أقول ولبعض تجاوزات لغوية أخرى:
لن ننتهي عن نصرِ ديـنِ محمـدٍ
ضـدَّ اليهـودِ فكلُّنـا أنصـارُ
لن تنصب ما بعدها من فعل مضارع وهذا ما لم تفعل هنا.
مهما تضافرَ جهدُهمْ في كسرِنـا
لـن ينجحـوا فجميعنـا ثـوارُ
هنا سبك غير قوي ومباشرة في الطرح تفقد روح الشاعرية ولو كثفت المعنى وارتكزت على بعض صورة مناسبة لكان الأمر أجمل. هذا مثالفقط على أبيات مشابهة.
نحن الصّقورُ القانصـاتُ عدوَّهـا
يومَ الوغـى و بيوتُنـا أوكـارُ
نحن الأسودُ إذا زأرنا في الحمـى
تجري الحميرُ و تركـضُ الأبقـارُ
هنا دليل على أن ذلك لا يعجزك فهنا بيتان في قمة الألق.
حتّى متّى سنظلُّ نحيا فـي الهـوى
و نظلُّ يسـرقُ عمرَنـا الدّينـارُ
هنا بيت رئاع العجز بهذه الصورة الشعرية المعبرة إذ جعلت الدينار لص يسرق الأعمار وتالله إنه في جل الأحوال كذلك.
ربما فقط وددت لو قلت فإلى متى بدل حتى متى كي نربط هذا البيت بما سبقه في سبك جميل.
و يقينُنـا باللهِ نــوَّرَ دربَـنـا
فبـه تنـالُ و تـدْركُ الأوطـارُ
هنا مثال على الحشو بتكرار مفردات تحمل ذات المعنى ولا تقدم جديدا. ماذا لو قلت مثلا؟:
و يقينُنـا باللهِ نــوَّرَ دربَـنـا
فبـه نعزُّ و تـدْركُ الأوطـارُ
وهكذا ...
أهلا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي