أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: سؤال بلا إجابة

  1. #1
    الصورة الرمزية ابراهيم عبد المعطى قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    العمر : 70
    المشاركات : 170
    المواضيع : 45
    الردود : 170
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي سؤال بلا إجابة

    وقف استاذ علم النفس داخل قاعة المحاضرات بالجامعة يلقى محاضرته على الطلبة والطالبات , واختتم المحاضرة بقوله :
    " عرفنا ان الإنسان خليط من المادة والروح , ولا يمكن للمادة أن تنفصل عن الروح وبالتالى لايمكن للروح أن ينفصل عن المادة , أي أن الإنسان روح وجسد , روح تسمو به الى آفاق الرومانسية والمحبة والنبل والشرف والكرامة و...الخ , وجسد يهبط به الى الغريزة , المتعة .. الحس الدنيوى .. اللذه الجسدية سواء كانت مطعم أو مشرب أو مغنم أو اشباع جنسي "
    سكت برهة وجال ببصرة بين الطلاب وقال منهيا حديثه بجملته المعتادة :
    - أي أسئلة ..؟
    وقفت طالبة تسأل :
    " عودتنا على المصارحة والمكاشفة .. وعلمتنا أن خبايا النفس فى كل منا يجب أن تعلن .. ويجب أن يكشف الإنسان مابداخله من آراء.. معتقدات .. أفكار .. يناولها بالعرض والشرح .. وتطرح للنقاش والتمحيص .. يستخلص منها مايتوافق مع دينه أولا .. ثم خلقه .. ثم موروثاته وعادات مجتمعه "
    والسؤال المطروح :
    - هل تعتقدون أن الحب لابد أن يصاحبه جنس ..؟
    وفى عبارة أخرى :
    - هل يوجد حب ليس فيه عنصر الجنس ..؟
    سرت همهمات .. وأرتفع صياح بعض الطلبة بالموافقة .. والبعض الآخر بالنفي .. بينما أرخت بعض الطالبات عيونهن فى خفر وحياء ..
    ابتسم الأستاذ ابتسامة حانية وأشار بيده للطالبة لتجلس ثم قال :
    -" سأجيب على هذا السؤال من خلال تجربة شخصية أقصها عليكم .. فمنذ أكثر من عشرة سنوات طرحت نفس السؤال ! فى قاعتكم هذه , كانت الإجابات متفاوتة .. والتعليقات متضاربة .. ومر اسبوع كامل ونحن فى نقاش عقيم .. حتى دخلت غرفة مكتبى الطالبة " س" وجلست قبالتى , وطلبت فى صوت واه أن تعرض رأيها فى الجدل ٍالدائر بيننا .. كانت تبدو مترددة .. عيناها مرهقة .. وجهها شاحب .. طلبت لها كوبا من عصير الليمون وبهدوء تركتها تقص حكايتها "
    ************************
    نشأت فى أسرة متزمتةوملتزمة بتقاليد اجتماعية راسخة .. وبأفكار متشددة لانقاش فيها ولا جدال ..
    أنا جميلة كما ترى .. بل رائعة الجمال .. لاأضع مساحيق على وجهى ولا أرتدى ملابس فاضحة أو مبهرجة .. وكل فتاة فى سنى تسخر منى لأنى لاأتزين .. فآثرت الإبتعاد عن المجتمعات واحتفظت لنفسى بآراء كونتها من أحلامى وإيمانى وبما استقر عليه عقلى ووجدانى .. فكانت حياتى كلها للتعليم والقراءة الهادفة المفيدة .. ولكن ماأسمعه من بعض زميلاتى جعلنى أشمئز من فكرة الجنس .. وأدركت أن كل الذين ينظرون الي يستهويهم جسدى ويبحلقون فى عينيى وشفتى وصدرى .. لايريدون روحى .. ولا عذب كلماتى .. ولا رحابة خيالى .. قصة الحب عندهم تكمن فى هذه فلانة تلتقى مع فلان .. يتهامسان .. يتناجيان .. يغيبان فى قبلة حارة .. هالنى ماأسمع .. قلت لنفسى .. لماذا لايكون لقاء من غير قبل أو أحضان ..؟ لم لايكون لقاءً فوق السحاب ؟ ممتلأ بالكلمات العذبة .. والنظرات الباسمة .. والأمانى المطلقة ..
    حتى شاهدته ذات يوم ..
    جارنا الجديد .. وقف فى الشرفة المجاورة .. نظرت نحوه فى استطلاع .. التقت عينانا .. نفذ السهم الى مركز اليقين .. أخذ قلبى يدق .. دخلت مسرعة وأنا ألوم نفسى .. ثمة قوة خفية تسيطر على حواسى .. تسللت ثانية بنظراتى نحوه .. لم أجده .. حزنت .. ترقرق الدمع من عيني , ماهذا ؟ مالذى أصابنى ؟ ماألحمى التى ارتعد لها كيانى ؟
    تكررت النظرات .. والتقت العينان فى توهج حاد .. نظرات لم أعرف تماما .. هل كانت تجذبنى اليه أم تجذبه نحوى ؟ أحسست بإحساس علوي هو الفاصل ٍبين الفناء والخلود !!
    وفى صباح مشرق جميل
    قابلته فى الأسانسير
    نظر نحوى .. تمنيت أن يبدأ بالكلام .. ساد صمت كأنى فى محراب .. لكن أحاسيسى تمور .. تتحرك .. آه لو مد يده فتعلقت بها لينطلق بى فوق السحاب ...
    وتكلم .. وتكلمت .. لابد أن صديقتى كانت كاذبة حين قالت لى أنها مع خطيبها تشعر بجسدها ينتفض !!!
    ***********************************
    رشفت الطالبة رشفة من عصير الليمون وأكملت :
    طلب منى أن نلتقى .. نظرت اليه والهة .. انه يتسلل الى كل ذرة من كيانى .. موجات متتالية من النشوى تستقر فى جسدى كلما نظرت فى عينيه .. ارتعبت .. جسدى الذى أهملته واحتقرته ورأيت أنه شىء منحط بدأ ينتفض انتفاضات الحياة .. وأنا لاأريد ذالك .. أريد فقط أن أحلق فوق السحاب .. أحلم .. أناجى النجوم .. القمر .. الليل .. نسيم الصيف .. رياح الشتاء .. أزهار الربيع ..
    التقينا وأنا مابين الشعور بالخوف والرغبة والجزع والطمأنينة ...
    اقترب منى .. لف ذراعه حول كتفى .. إقشعر بدنى .. لماذا أنا ساكتة ...؟ هل أنا راضية ..؟ هل أنا غاضبة ..؟ لم أستطع أن أجيب ّّ ! شعور جديد مشبع بالسرور ينتابنى .. هجوم وحشي من أفكارى يحتوينى .. انى فى حاجة الى كمبيوتر ليحلل شعورى تمنيت أن يختلس منى قبلة ... وجدت نفسى أبكى ..! سأهبط من فوق السحاب ..الى الأرض .. الى الفناء .. الى الجسد ...
    نهضت واقفة .. أسرعت أعدو الى البيت وهو يلهث خلفى مشدوها .. متوترا .. جزعا ..
    ارتميت فوق الفراش أبكى .. اننى أحبه مافى هذا شك .. الحب فى نظرى طيورا تغرد .. أصواتا تترنم .. أناشيد ترتفع الى السماء العالية .. كانت دنيتى هى النجوم العالية التى لاتطاولها الأجساد الفانية .. أما هو .. يريدنى أن أهبط الى الأرض .. الى التراب .. أن يذوى جسدى فى أديم الأرض .. ان رأسى تنفجر .. أريد أن أقبله ولا أستطيع .. أريد أن يضمنى الى صدره ولا أقدر **********************************************
    كان صوتها قد تهدج وخف رويدا رويدا حتى سكت ..
    كأن قصتها بلغت غايتها .. ثم نهضت واقفة فى عصبية وهى تقول بحدة :
    " لم تجب على السؤال ... هل لابد من الجنس فى الحب ..؟ ٍ ,
    بالإيمان والعلم والعمل تتقدًس الحياة

  2. #2
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    القصة جميلة وهادفة .. ولا شك .
    وأرجو أن تحظى الفكرة - يومًا ما - بنقاش واقعي .. قد يُغيّر عنوان القصة .!

    ملاحظات فكرية وأدبية :
    1- الروح من أمر الله عموماً ، ولكن ما أعرفه وأؤمن به هو أنه - وفي حالة الإنسان دون سائر المخلوقات - فإن العنصرين الثالث والرابع - اللذين يربطان العلاقة بين الروح والجسد ويتحكمان بها - وهما العقل والعاطفة - يلعبان الدور الأكبر في هذا الموضوع .
    فمثلاً هذه القصة وهذا السؤال لا ينطبقان على المجانين .! رغم عدم خروجهم من قائمة الإنسان ، ورغم وجود واتصال الروح والجسد عندهم .. حسب فهمنا البشري للروح والجسد .!

    2- أعتقد أن التركيز والتدقيق الإملائي أثناء الطباعة لم يكونا كافيين .. فمثلاً ..
    لايمكن للروح أن ينفصل عن المادة
    روح تسمو به الى آفاق الرومانسية
    وجال ببصرة بين الطلاب
    .. يناولها بالعرض والشرح
    ...
    القصة أكثر من رائعة - خاصة من حيث أنها مُركّـزة ولا تشكو من حشو المفردات الزائدة ولا التكرار الممل . وكذلك من حيث الفكرة والقالب الأدبي والسرد الجميل .. من وجهة نظري .!

    تحية كبيرة وتقدير صادق ..
    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    المبدع عبد المعطي ...
    تمنيت لو كان العنوان مباشرا ، ويحمل صيغة السؤال نفسه ، لأنه بلا شك لكان قد جذب المتلقين هنا بصورة اكثر ، والامر ليس بغريب لأننا اصبحنا في زمن نبحث فيه عن ما يثير كوامننا دون قيود ، ولكن بلاشك دون خرق للقيمة الانسانية ايضا ، النص في بنائه السردي محكم ، وذا حبك وتلاعب بعنصري الزمكان ،والمضمون هنا هو القيمة الاكثر فاعلية من اولويات القصة نفسها ، مع اني لاانقض من قيمة العمل الادبي كنص محكم ورائع ، لكن لأن المضمون يحمل صفة الاستمرارية الجدلية التي بدأت الخليقة بها ، فانه من هنا يكسب قيمته والاولوية ، فهذه التساؤلات هي تتردد في نفس كل انسان وصل مرحلة النضج الذهني ، وهي تساؤلات تبحث فيه عن اجابة صريحة وعميقة تشفي غليله ، وهي في نفس الوقت تتغلغل في نفس كل انسان لم يصل بعد الى مرحلة النضوج الذهني ، فتحمله على البحث والاتيان باعمال وافعال قد تشيء اليه في الكثير من الاوقات ، وهي تساؤلات تعيش في ذاكرة الكبير ، وتتشكل فيه ولديه رؤى وافكار جانبية تعيده احيانا الى الحضيض واحيانا ترقيه وتسمو به ، لذا فهي تساؤلات تحمل قيمة الانسان وقميسة الفعل الانساني في طياتها وفي مكنوناتها ، ومداليلها ، فالحب سمو ، وارتقاء بالمشاعر الانسانية الى حد القيمة الفعلية التي اعطتها السماء نفسها ، لكنه في نفس الوقت باب جدلي عميق كالجب اذا لم يدخله الانسان بحذر يسقط في ظلماته ، ومن هذا المطلق اجد بان الموضوع يحمل قيمته المضمونية اكثر من قيمته الفنية ، مع انهما كما قلت متوازيان ، الحب والجنس ، يشغلان في وقتنا هذا مساحة كبيرة .

    دم بخير
    محبتي
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    لمحة ذكية إلى أن المشاعر ربما لا يتحكم بها الإنسان إلا أن الفعل فهو ما يتحكم به ..
    فتلك الطالبه التي لم تكن تعترف بأن الحب مرتبط بالجسد ، قد أقرت بأن الحب قد حرك فيها مشاعر الجسد لكنها حين وعت ذلك الإحساس ، رغم مشاعر الحب ، فرت لائذة إلى نفسها خوفا من السقوط بالفعل الذي يعتبر هنا نقطة الخطر في تطور المشاعر ..
    قصة تتطرق إلى حالة تتصل بالدين والمجتمع وافنسان بمشاعره وقيمه كإنسان ..

    حوارية دارت حول التساؤل الذي يوصلنا إلى النقطة الهامة من فكرة النص أو الهدف من القصة ..

    أسعدني أني كنت هنا ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  5. #5
    الصورة الرمزية ابراهيم عبد المعطى قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    العمر : 70
    المشاركات : 170
    المواضيع : 45
    الردود : 170
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم عبد المعطى مشاهدة المشاركة
    وقف استاذ علم النفس داخل قاعة المحاضرات بالجامعة يلقى محاضرته على الطلبة والطالبات , واختتم المحاضرة بقوله :
    " عرفنا ان الإنسان خليط من المادة والروح , ولا يمكن للمادة أن تنفصل عن الروح وبالتالى لايمكن للروح أن ينفصل عن المادة , أي أن الإنسان روح وجسد , روح تسمو به الى آفاق الرومانسية والمحبة والنبل والشرف والكرامة و...الخ , وجسد يهبط به الى الغريزة , المتعة .. الحس الدنيوى .. اللذه الجسدية سواء كانت مطعم أو مشرب أو مغنم أو اشباع جنسي "
    سكت برهة وجال ببصرة بين الطلاب وقال منهيا حديثه بجملته المعتادة :
    - أي أسئلة ..؟
    وقفت طالبة تسأل :
    " عودتنا على المصارحة والمكاشفة .. وعلمتنا أن خبايا النفس فى كل منا يجب أن تعلن .. ويجب أن يكشف الإنسان مابداخله من آراء.. معتقدات .. أفكار .. يناولها بالعرض والشرح .. وتطرح للنقاش والتمحيص .. يستخلص منها مايتوافق مع دينه أولا .. ثم خلقه .. ثم موروثاته وعادات مجتمعه "
    والسؤال المطروح :
    - هل تعتقدون أن الحب لابد أن يصاحبه جنس ..؟
    وفى عبارة أخرى :
    - هل يوجد حب ليس فيه عنصر الجنس ..؟
    سرت همهمات .. وأرتفع صياح بعض الطلبة بالموافقة .. والبعض الآخر بالنفي .. بينما أرخت بعض الطالبات عيونهن فى خفر وحياء ..
    ابتسم الأستاذ ابتسامة حانية وأشار بيده للطالبة لتجلس ثم قال :
    -" سأجيب على هذا السؤال من خلال تجربة شخصية أقصها عليكم .. فمنذ أكثر من عشرة سنوات طرحت نفس السؤال ! فى قاعتكم هذه , كانت الإجابات متفاوتة .. والتعليقات متضاربة .. ومر اسبوع كامل ونحن فى نقاش عقيم .. حتى دخلت غرفة مكتبى الطالبة " س" وجلست قبالتى , وطلبت فى صوت واه أن تعرض رأيها فى الجدل ٍالدائر بيننا .. كانت تبدو مترددة .. عيناها مرهقة .. وجهها شاحب .. طلبت لها كوبا من عصير الليمون وبهدوء تركتها تقص حكايتها "
    ************************
    نشأت فى أسرة متزمتةوملتزمة بتقاليد اجتماعية راسخة .. وبأفكار متشددة لانقاش فيها ولا جدال ..
    أنا جميلة كما ترى .. بل رائعة الجمال .. لاأضع مساحيق على وجهى ولا أرتدى ملابس فاضحة أو مبهرجة .. وكل فتاة فى سنى تسخر منى لأنى لاأتزين .. فآثرت الإبتعاد عن المجتمعات واحتفظت لنفسى بآراء كونتها من أحلامى وإيمانى وبما استقر عليه عقلى ووجدانى .. فكانت حياتى كلها للتعليم والقراءة الهادفة المفيدة .. ولكن ماأسمعه من بعض زميلاتى جعلنى أشمئز من فكرة الجنس .. وأدركت أن كل الذين ينظرون الي يستهويهم جسدى ويبحلقون فى عينيى وشفتى وصدرى .. لايريدون روحى .. ولا عذب كلماتى .. ولا رحابة خيالى .. قصة الحب عندهم تكمن فى هذه فلانة تلتقى مع فلان .. يتهامسان .. يتناجيان .. يغيبان فى قبلة حارة .. هالنى ماأسمع .. قلت لنفسى .. لماذا لايكون لقاء من غير قبل أو أحضان ..؟ لم لايكون لقاءً فوق السحاب ؟ ممتلأ بالكلمات العذبة .. والنظرات الباسمة .. والأمانى المطلقة ..
    حتى شاهدته ذات يوم ..
    جارنا الجديد .. وقف فى الشرفة المجاورة .. نظرت نحوه فى استطلاع .. التقت عينانا .. نفذ السهم الى مركز اليقين .. أخذ قلبى يدق .. دخلت مسرعة وأنا ألوم نفسى .. ثمة قوة خفية تسيطر على حواسى .. تسللت ثانية بنظراتى نحوه .. لم أجده .. حزنت .. ترقرق الدمع من عيني , ماهذا ؟ مالذى أصابنى ؟ ماألحمى التى ارتعد لها كيانى ؟
    تكررت النظرات .. والتقت العينان فى توهج حاد .. نظرات لم أعرف تماما .. هل كانت تجذبنى اليه أم تجذبه نحوى ؟ أحسست بإحساس علوي هو الفاصل ٍبين الفناء والخلود !!
    وفى صباح مشرق جميل
    قابلته فى المصعد
    نظر نحوى .. تمنيت أن يبدأ بالكلام .. ساد صمت كأنى فى محراب .. لكن أحاسيسى تمور .. تتحرك .. آه لو مد يده فتعلقت بها لينطلق بى فوق السحاب ...
    وتكلم .. وتكلمت .. لابد أن صديقتى كانت صادقة حين قالت لى أنها مع خطيبها تشعر بجسدها ينتفض !!!
    ***********************************
    رشفت الطالبة رشفة من عصير الليمون وأكملت :
    طلب منى أن نلتقى .. نظرت اليه والهة .. انه يتسلل الى كل ذرة من كيانى .. موجات متتالية من النشوى تستقر فى جسدى كلما نظرت فى عينيه .. ارتعبت .. جسدى الذى أهملته واحتقرته ورأيت أنه شىء منحط بدأ ينتفض انتفاضات الحياة .. وأنا لاأريد ذالك .. أريد فقط أن أحلق فوق السحاب .. أحلم .. أناجى النجوم .. القمر .. الليل .. نسيم الصيف .. رياح الشتاء .. أزهار الربيع ..
    التقينا وأنا مابين الشعور بالخوف والرغبة والجزع والطمأنينة ...
    اقترب منى .. لف ذراعه حول كتفى .. إقشعر بدنى .. لماذا أنا ساكتة ...؟ هل أنا راضية ..؟ هل أنا غاضبة ..؟ لم أستطع أن أجيب ّّ ! شعور جديد مشبع بالسرور ينتابنى .. هجوم وحشي من أفكارى يحتوينى .. انى فى حاجة الى كمبيوتر ليحلل شعورى تمنيت أن يختلس منى قبلة ... وجدت نفسى أبكى ..! سأهبط من فوق السحاب ..الى الأرض .. الى الفناء .. الى الجسد ...
    نهضت واقفة .. أسرعت أعدو الى البيت وهو يلهث خلفى مشدوها .. متوترا .. جزعا ..
    ارتميت فوق الفراش أبكى .. اننى أحبه مافى هذا شك .. الحب فى نظرى طيورا تغرد .. أصواتا تترنم .. أناشيد ترتفع الى السماء العالية .. كانت دنيتى هى النجوم العالية التى لاتطاولها الأجساد الفانية .. أما هو .. يريدنى أن أهبط الى الأرض .. الى التراب .. أن يذوى جسدى فى أديم الأرض .. ان رأسى تنفجر .. أريد أن أقبله ولا أستطيع .. أريد أن يضمنى الى صدره ولا أقدر **********************************************
    كان صوتها قد تهدج وخف رويدا رويدا حتى سكت ..
    كأن قصتها بلغت غايتها .. ثم نهضت واقفة فى عصبية وهى تقول بحدة :
    " لم تجب على السؤال ... هل لابد من الجنس فى الحب ..؟ ٍ ,

  6. #6
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    أخي الكريم : ابراهيم عبد المعطي

    قصة جميلة صيغت بأسلوب سلس وتتداعى فيها الأحداث والفلاش باك بطريقة جميلة متقنة ..
    كان سؤال الطالبة وقصتها بحد ذاتها هي الجواب عن سؤالها .. فعندما أحست بالحب وجدت جسدها يستجيب لرغباتها ويبدأ في الهبوط الى مستوى ما كانت تنتظر أن تصل اليه ..

    لا أدري أستاذي لم اقتبست كامل النص في مداخلتك الأخيرة
    اعتقدت بداية أنك قد تكون عدلت بعض الأخطاء المطبعية في الاقتباس ثم اكتشفت غير ذلك ..
    ربما لو استغللت المساحة للرد على من قاموا بالتعليق على قصتك لكان الأمر أفضل ..

    تحيتي وننتظر جديدك
    أموتُ أقاومْ

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    قص طيب الفكرة طرح تساؤلا حقيقا بالتفكر للرد عليه

    وجدت في المقدمة زيادة على طولها بعض مباشرة أثقلت النص
    وأثني على ما تفضل به الرائع أحمد عيسى في مداخلته

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.00

    افتراضي

    نحن من يحكم غريزتنا وليس هي من تحكمنا
    ارتباط الجسد بالروح والعاطفة بالمادة أمر لا يستطيع احد إنكاره
    موضوع حساس وعميق وهام بطرح طيب وسرد ماتع
    بوركت وكل التقدير

  10. #10
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي

    تناول لقضية أخلاقية ودينية هامة وإن كان البعض لايتطرق لها جاءت بأسلوب شائق وحوارية ماتعة برعت أديبنا الفاضل في نسجها وتألقت في حبكتها فشكرا لك
    ومرحبا بك في واحتك
    تحية وتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. المرأة .. سؤال بلا إجابة !!
    بواسطة أحمد فؤاد في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-06-2018, 11:44 AM
  2. سؤالٌ بحاجةٍ إلى إجابةٍ؟
    بواسطة محمد حمود الحميري في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-02-2013, 03:34 AM
  3. تساؤلات بلا إجابة
    بواسطة سيد يوسف في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-01-2006, 04:18 PM
  4. يامَنْ يُشاهِدُ عَصْفَها وَالنارُ(سؤال ينتظر إجابة)
    بواسطة نزار الكعبي النجفي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-04-2003, 06:07 AM
  5. يامَنْ يُشاهِدُ عَصْفَها وَالنارُ(سؤال ينتظر إجابة)
    بواسطة نزار الكعبي النجفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-04-2003, 06:07 AM