من مذكراتي
كنت مسروراً عندما لعبت كرة السلة لأول مرة ، فقد كنت قصيراً وصغيراً ، وكنت بالكاد أقوى على رميها بشكل صحيح ، فخطرت ببالي فكرة لا أظنها جديدة ، وهي أن أدخلها بقدمي !!
لم يكن الأمر غريباً بالنسبة لي ، لهذا بدأت بالمحاولة الأولى ، تباً لقد فشلت .
الثانية أيضاً فشلت .
الثالثة لم تنجح
الرابعة ، الخامسة ، السادسة .... المئة وأربعة ثلاثون كلها فشلت ، توقف لمدة ستة شهور عن المحاولات ، عدت مرة أخرى نجحت باليد كثيراً ولكني أريدها بالقدم .
توقفت سنة ، حاولت بعدها ، لم أنجح
صرت كل سنة أجرب مرة أو مرتين
لم أفلح أيضاً
ما العمل ؟؟
مرت سنون ، وأعوام طويلة وكدت أنسى تلك الفكرة ، فشاهدت مشهداً أمامي وهو أن مقعداً أصاب رمية بيد واحدة أصابة دقيقة في السلة ، يا سبحان الله أأعجز عن شيء فعله بيد واحدة ؟!!! ، والله إن لم أفلح فإني لن أفلح في حياتي أبداً ، تقدمت في العمر أكثر وأكثر وقلبي يعظم همة وشدة ، لا أبالي المهم أن أصل للذي أريده .
وضعت الكرة في مكانها ، والبرج أمامي بقدار عشرون ذراعاً ، ثم ركلتها بحزم فأصبتها وأدخلتها مباشرة لم تضرب باللوح أو بالحلقة ، بل انسابت داخل السلة كما ينساب الماء من الصنبور .
(( الله أكبر نحت أخيراً )) فقال لي هاجسي : قد أصابها قبلي كثير ، وسيصبها بعدي أكثر فماذا بعد ذلك ؟؟
قلت له : أيها الهاجس ، ليست العبرة بالكرة ولا بالرمية ، ولكن استطعت أن أحدد طريقي الذي أسير به .
سألني الهاجس : ماذا تقصد ؟
أجبته : تحركت بداخلي روح جديدة كأنها وُجدت لتوها ، هي التي أصابت الهدف ، وستصيب أشياء أخرى إن شاء الرحمن .
قال الهاجس : وما تلك الأشياء .
قلت له : لا تستعجل على شيء لم يأت وقته .
ما زال يسئلني : مثل ماذا ؟
أجبته : لا تكن غبياً ، الكرة قد دخلت ، فماذا تتوقع إلى أي شيء أتطلع إليه ؟
قال : أن تدخلها بإصبعك الصغير ..
قلت له : أوووه ! أعرف أنك ذكي إلا في هذا الموقف ، فلماذا تسأل أسئلة منحرفة ، يا هاجسي إني أتطلع إلى إصابة أقوى وأكبر .
قال لي : هل ستزيد من المسافة بينك وبين برج السلة ؟
قلت له : لقد حان موعد الصلاة دعني أستعد لها هداك الله .
قال الهاجس : حسناً سأتركك الآن ولكن اعلم أنني سأكون معك في كل خطوةٍ تخطوها ، فانا هاجسك الوفي . تقبل الله صلاة .
ودعته : إلى اللقاء .