ستون عاما على النزوح الأليم، نزوح عام 1948- " الحزن أغنية الرحيلْ " .
والليل تغرق في ثملته الدروبْ
والنور يرقد في مصابيح يعتقها الشحوبْ
وهناك همسٌ :
غمغمات الراحلين تحطم الصمت الحزينْ
والدفء تحضنه اليدان ِ
ومقلتاها
والحنينْ
- " وتعاد أغنية الرحيلْ " .
- "الصمت واش والظلام نمائمُ " .
والقرية العذراء ذابت والمعابر والدروبْ
الكل صار طلاسما تنسال فيه طلاسمُ
- " والموت أغنية الرحيلْ " .
في مقلتيه الحزن والآهات واللحن الهزيلْ .
والحب، يلعن لحنه المدفون من زمن يذوبْ :
- " ما الموت يوما نائم ُ " .
والأعين الغبراء تمنح دمعها قربان آلهة الحروبْ
- " ما الموت يوما نائم ُ" .
كنا صغارا آنذاكْ
كنا صغارا آنذاك وكان طائرنا الحزينْ
يشدو ويصدح للرحيلْ
والحزن والزفرات من شبح يهدهده الجوابْ
واليأس والنسم البئيس وهيكل المحراب يؤرقه الترابْ
- " الكل ينشد للرحيلْ " .
فحملت لعبتي الكئيبة والمآسي والحنينْ
وحملت طائرنا الحزينْ
- "أماه ما لون الرحيلْ " .
- " ويلاه ما لون الرحيلْ " .
- " الصمت والمقل الحزانى من هموم الراحلينْ " .
وجلست والمصباح نحصي ما تردى من سنينْ
ستون عاما في الملاجئِ ،
بين أوهام الرحيلْ
بين الاسى والحزنِ ،
بين سواكب الليل الطويلْ
في ذكريات القدس، او احلام زيتون الخليلْ
والناي يذرف دمعتين وينشد اللحن الهزيلْ
- " الحزن والخوف القديم وذكريات البائسينْ " .
- " الدهر أمينة الرحيلْ " .
والأرض في أيامنا
والأرض في أحلامنا
والأرض في أنفاسنا
وبريق أعيننا حنينْ
للأرضِ
للنعجاتِ
والناطور يبحث عن ضليلْ.
لن تمسح الذكرى مدارات السنينْ
فالحب يأفل لا يموت ولا يغازله الثرَى
مثل السما .. مثل الوجودْ
مثل الترانيم البريئة بين أحلام الخلودْ
قد آن للمغنى الكئيب بأن يعود القهقرَى
وبأن نعودْ ..
- " وتذوب ألحان الرحيلْ " .