أحدث المشاركات
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 39

الموضوع: النبض والنبض الآخر

  1. #1
    الصورة الرمزية محسن العويسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : أرض السواد
    المشاركات : 74
    المواضيع : 4
    الردود : 74
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي النبض والنبض الآخر

    نبضٌ يَجُرُّ خُطى الأرواحِ ما وَقَفا
    أَمَّلْتُهُ زَمَناً فانشَقَّ وانْعَطَفا
    أَهْدَيْتُهُ جُلَّ آمالي فَضَيَّعَهَا
    لا,لستُ أبكيهِ أبكي حظِّيَ السَّلَفا
    أَلْبَسْتُهُ دُرَرَ الأصدافِ قافيةً
    شوكاءَ,حتّى إذا أَثْبَتُّ قام نفى
    لا,لستُ وحديَ هُمْ قد أَلْبَسُوهُ معي
    جَلالَةً زَيَّنَتْ حيناً بِهِ الصَّدَفا
    هم رصَّعوا رأسَهُ تاجَ الرِّيا ذَهَباً
    وقَلَّدوهُ سيوفَ البَغْيِ كَيْ يَجِفا
    كيف امتطى صَهَوَاتِ الإفْكِ أوجُهُها
    شَتَّى وكيف بدا منه الخنا شَرَفا
    ما أنتَ؟ ما وجهُكَ البَرَّاقُ؟ ما أُمَمُ
    غُرَّتْ بمرآكَ؟فازدادتْ هوىً دَنِفا
    من أيِّ ثديٍ رضعتَ السوءَ مرتشفاً
    حماقةً كَبُرَتْ وَهْماً نَمَتْ صَلَفا
    من أيِّ سحرٍ جَلَبْتَ الرزءَ تحملُهُ؟
    والناكثون لنا صانوه فانحرفا
    وكيف جالتْ يَدُ الجُهَّالِ تعسفنا؟
    فانبثَّ نبضٌ خؤونٌ ضَيَّعَ الهَدَفا
    من مائنا شرب الأنهارَ أجمعها
    من قوتنا الْتَهَمَ الأشجارَ والسَّعَفا
    غالى الزمانُ بِهِ حيناً يبجِّلُهُ
    حتّى تَبَدَّدَ ذاك الزيفُ وانكَشَفا
    كيف الركونُ وهذا النبضُ منقلبٌ
    حتى إلى الأهل والأحباب قد زحفا
    وها نرى دمعةَ الأيتام يجمعها
    بألفِ دمعةِ تمساحٍ لتنجرفا
    ليخدعَ الحقَّ والآماقُ مبصرةٌ
    فيجعلَ الحقَّ في أهوائه نُتَفا
    ويجعلَ الحقَّ مكتوفاً تكبله
    أناملُ البغيِ,تُعساً حيثما اعتسفا
    كأنما جاءَ عزرائيلُ منتقماً
    وصالَ يهتكُ حتى أَتْخَمَ النَّجَفا
    كأنما الشهوةُ الحمراءُ قد طَفِحَتْ
    حياضها قُلَلاً والعمرُ ما انتصفا
    كأنما النبضُ أبدى في نواجذه
    دماءَنا وعلى أعناقنا عزفا
    فالأرض باحت بسرٍّ يغتلي زمناً
    وشاطئ الظلم بعد الجور قد نشفا
    يانبضُ كم شمعةٍ في ليلنا انْطَفَأَتْ
    وأنت أطفأت فيها العمر مختطفا
    يانبضُ كم لمَّةٍ بيضاءَ مؤمنةٍ
    إلى الردى سقتها كي يرتضي الحلفا
    يانبضُ كم دمعةٍ للأمِّ تسكبها
    عند الغروب لذكرى من لها اخْتُطِفا
    يا نبضُ من دمنا المسكوب قد رضعت
    أفواهنا ومن الدمع الذي ذرفا
    ترقَّب الدمَ إعصاراً نثور به
    لاتعجبنَّ من الإعصار إن عصفا
    أو تعجبنَّ من البركان إن لعبت
    في جوفه حممٌ من جذوها قذفا
    إن طال صمتٌ فصمتُ الحقِّ تتبعه
    يدٌ تُغَيِّرُ كي تستخلفَ الخُلَفا
    وثورةٌ بلسان الحق ناطقةٌ
    له,وقلبٌ جريءٌ يهتك السجفا
    ما ضرَّ سيلُ دمٍ في الأرض من نفرٍ
    بيضٍ إذا بَصُروا في الجنة الترفا

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 80
    المواضيع : 3
    الردود : 80
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي شاعرية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن العويسي مشاهدة المشاركة
    نبضٌ يَجُرُّ خُطى الأرواحِ ما وَقَفا = أَمَّلْتُهُ زَمَناً فانشَقَّ وانْعَطَفا
    أَهْدَيْتُهُ جُلَّ آمالي فَضَيَّعَهَا = لا,لستُ أبكيهِ أبكي حظِّيَ السَّلَفا

    يانبضُ كم شمعةٍ في ليلنا انْطَفَأَتْ = وأنت أطفأت فيها العمر مختطفا
    يانبضُ كم لمَّةٍ بيضاءَ مؤمنةٍ = إلى الردى سقتها كي يرتضي الحلفا
    يانبضُ كم دمعةٍ للأمِّ تسكبها = عند الغروب لذكرى من لها اخْتُطِفا
    يا نبضُ من دمنا المسكوب قد رضعت = أفواهنا ومن الدمع الذي ذرفا

    ما ضرَّ سيلُ دمٍ في الأرض من نفرٍ = بيضٍ إذا بَصُروا في الجنة الترفا



    قديما كانوا يقولون " المعنى في .. الشاعر "

    وهذا دليل على أن علماء النقد واللغة والبلاغة كانوا يتحيرون أحيانا في الوصول إلى مقصد الشاعر وفي عصرنا الحديث لم يعد القارئ بوسعه أن يتوقف طويلا ليستخلص قصد الشاعر أو غايته .
    إنه قارئ متعجل ، أو قارئ الشبكة الالكترونية الذي اعتاد القراءة السريعة لذا ليس هناك ما يمنع مطلقا من أن يكتب الشاعر بعض السطور النثرية في مقدمة قصيدته تضم نبذة عنها وعن مضمونها ، والهدف منها ومناسبتها ومقصده منها ، وإن لم يكن في مقدمتها ففي نهايتها
    حتى يكون القارئ أكثر تواصلا معه .

    قصيدتك متميزة ولغتك قوية ومعانيك تخبر بشاعر واعد ..

    ولكن لي تساؤل عن " النبض والنبض الآخر "

    ربما تقصد بالنبض العدو ولكن كيف يكون النبض رمز الحياة والدفء ذاته رمزا للشر
    حتى لو كان نبضا آخر ، إن كلمة " النبض " اختصت بالحياة وبالحب وبالشاعرية والدفء
    فكيف نحولها الى تلك المعاني التدميرية ؟ وكيف يكون خطاب اللوم والرجاء موجها الى من يحمل راية الشر ؟ إنها رؤية تناقضية تحتاج تغييرا .


    مع خالص تقديري لشاعريتك المتألقة

    علا حسان

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالملك الخديدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : السعودية
    المشاركات : 3,954
    المواضيع : 158
    الردود : 3954
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    الأخ الشاعر : محسن العويسي
    أسعد الله أوقاتك بكل خير
    نرحب بك شاعراً مبدعاً ومتألقاً في أفياء هذه الواحة المباركة ..
    قرأنا ومازلنا نقرأ في قصيدتك الرائعة بحق .. فقد صدقت اختنا الكريمة د. علا حسان : حينما استحضرت المثل القديم الجديد ( المعنى في بطن الشاعر ).
    ولكن اعتقد أن بيت القصيدة هو :

    إن طال صمتٌ فصمتُ الحـقِّ تتبعـه
    يـدٌ تُغَيِّـرُ كـي تستخلـفَ الخُلَفـا


    تقبل أجمل التحايا .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية هشام مصطفى شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 838
    المواضيع : 50
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. علا حسان مشاهدة المشاركة
    قديما كانوا يقولون " المعنى في .. الشاعر "

    وهذا دليل على أن علماء النقد واللغة والبلاغة كانوا يتحيرون أحيانا في الوصول إلى مقصد الشاعر وفي عصرنا الحديث لم يعد القارئ بوسعه أن يتوقف طويلا ليستخلص قصد الشاعر أو غايته .
    إنه قارئ متعجل ، أو قارئ الشبكة الالكترونية الذي اعتاد القراءة السريعة لذا ليس هناك ما يمنع مطلقا من أن يكتب الشاعر بعض السطور النثرية في مقدمة قصيدته تضم نبذة عنها وعن مضمونها ، والهدف منها ومناسبتها ومقصده منها ، وإن لم يكن في مقدمتها ففي نهايتها
    حتى يكون القارئ أكثر تواصلا معه .

    قصيدتك متميزة ولغتك قوية ومعانيك تخبر بشاعر واعد ..

    ولكن لي تساؤل عن " النبض والنبض الآخر "

    ربما تقصد بالنبض العدو ولكن كيف يكون النبض رمز الحياة والدفء ذاته رمزا للشر
    حتى لو كان نبضا آخر ، إن كلمة " النبض " اختصت بالحياة وبالحب وبالشاعرية والدفء
    فكيف نحولها الى تلك المعاني التدميرية ؟ وكيف يكون خطاب اللوم والرجاء موجها الى من يحمل راية الشر ؟ إنها رؤية تناقضية تحتاج تغييرا .


    مع خالص تقديري لشاعريتك المتألقة

    علا حسان
    سيّدتي الرائعة د / علا حسان
    هل لي أن أختلف معك في منطلقك لفهم التناقض وربط الدال بالمدلول ؟
    أولا سيّدتي إن الشاعر الذي يبدأ القصيدة بهكذا بداية ( نبذة عنها وعن مقصدها ) قد وأد القصيدة وهمش القارئ تماما فالقارئ من المنظور الحديث هو المبدع الثاني للقصيدة وحينما تخرج القصيدة من عباءة الشاعر فإنها حتما ملك يمين القارئ يؤولها كيفما شاء لتأتي الرؤية النقدية كقراءة أخرى للقصيدة من حيث استيطيقا الشعر ( الأسس الجمالية لها ) واستراتيجية النص للوصول إلى هدفه الدافع لقول القصيدة هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التناقض لدى الشاعر ( ولا أقصد تقديم رؤية ما للقصيدة وإنما لأي قصيدة ما ) قد يكون البوابة الواسعة لفهم الشاعر والوصول إلى المعنى الممكن وحينئذ لا يكون التحول التناقضي إلا انعكاسا مباشرا لمنطقة الألم والتعبير بالتناقض قد يأتي متناسقا لنوعية الألم وبارزا له وققد يكون التناقض أيضا نابعا من استحضار ملامح الأسطورة كما في أنشودة المطر للسياب واتخاذها وسيلة للمناجاة التي صوغت له التناقض والجمع بين المعاني المتناقضة لفهم أوسع لرؤيته للحياة في العراق مما أكسب المطر كرمز تناقضية الفرح والنماء وكذلك الحزن والموت
    أمّا عن النبض كدلالة فليس من المعقول أن نحبسه على مدلول معين فإن الرمزية في اللفظ تقبل الصفة التجددية للمدلول وهي إحدى السمات الأساسية للرمز وإلا لتحول للإشارة ولا مانع من ان يحاول الشاعر ليضيف بعدا جديدا لرمزية النبض كدال متجدد لمدلولات أخرى وإلا فقد أوقفنا عملية الإبداع على منطقة معينة في اللغة ولنجمدها في قالب لا تخرج عنه .
    سيّدتي اسمحي لي أن اختلفت معك فقامتك العلمية أكبر من أن أختلف معك بعلمي البسيط ولكنها أولا مشاغبات من قارئ مشاغب نوعا ما وثانية وجهة نظر وإن اعتمدت على بعض القراءات إلا أنها لن تكون أبدا بحجم علمك أو رؤيتك
    مودتي

  5. #5
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    العمر : 35
    المشاركات : 41
    المواضيع : 3
    الردود : 41
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    أخي محسن ..
    أيها الشاعر الفحل ..
    هكذ تصاغ القوافي الصعبة ..
    كما أني أجد أبا تمام هنا حاضرا بقوة .
    تحياتي لك ..
    يا جميل .

  6. #6
    الصورة الرمزية محسن العويسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : أرض السواد
    المشاركات : 74
    المواضيع : 4
    الردود : 74
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. علا حسان مشاهدة المشاركة
    قديما كانوا يقولون " المعنى في .. الشاعر "

    وهذا دليل على أن علماء النقد واللغة والبلاغة كانوا يتحيرون أحيانا في الوصول إلى مقصد الشاعر وفي عصرنا الحديث لم يعد القارئ بوسعه أن يتوقف طويلا ليستخلص قصد الشاعر أو غايته .
    إنه قارئ متعجل ، أو قارئ الشبكة الالكترونية الذي اعتاد القراءة السريعة لذا ليس هناك ما يمنع مطلقا من أن يكتب الشاعر بعض السطور النثرية في مقدمة قصيدته تضم نبذة عنها وعن مضمونها ، والهدف منها ومناسبتها ومقصده منها ، وإن لم يكن في مقدمتها ففي نهايتها
    حتى يكون القارئ أكثر تواصلا معه .

    قصيدتك متميزة ولغتك قوية ومعانيك تخبر بشاعر واعد ..

    ولكن لي تساؤل عن " النبض والنبض الآخر "

    ربما تقصد بالنبض العدو ولكن كيف يكون النبض رمز الحياة والدفء ذاته رمزا للشر
    حتى لو كان نبضا آخر ، إن كلمة " النبض " اختصت بالحياة وبالحب وبالشاعرية والدفء
    فكيف نحولها الى تلك المعاني التدميرية ؟ وكيف يكون خطاب اللوم والرجاء موجها الى من يحمل راية الشر ؟ إنها رؤية تناقضية تحتاج تغييرا .


    مع خالص تقديري لشاعريتك المتألقة

    علا حسان
    د.علا حسان
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نعم قالوا قديماً "المعنى في قلب الشاعر"
    ولو ذكرتُ عبارةً أو جملةً تُعًبِّرُ عن شييء من مضمون قصيدتي
    لاختلف معي الكثيرون, ولأبدى كل قارئٍ رأيه فيما يريد,ولكن تركتُ قصيدتي
    للسادة محبي الشعر,لهم أن يؤولوا كيفما يشاؤون.
    شكراً لكِ د.علا ولمروركِ المعطر بأريج الياسمين.

  7. #7
    الصورة الرمزية محسن العويسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : أرض السواد
    المشاركات : 74
    المواضيع : 4
    الردود : 74
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك الخديدي مشاهدة المشاركة
    الأخ الشاعر : محسن العويسي
    أسعد الله أوقاتك بكل خير
    نرحب بك شاعراً مبدعاً ومتألقاً في أفياء هذه الواحة المباركة ..
    قرأنا ومازلنا نقرأ في قصيدتك الرائعة بحق .. فقد صدقت اختنا الكريمة د. علا حسان : حينما استحضرت المثل القديم الجديد ( المعنى في بطن الشاعر ).
    ولكن اعتقد أن بيت القصيدة هو :
    إن طال صمتٌ فصمتُ الحـقِّ تتبعـه
    يـدٌ تُغَيِّـرُ كـي تستخلـفَ الخُلَفـا

    تقبل أجمل التحايا .
    الأستاذ عبدالملك الخديدي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكرك على هذا الترحيب الجميل وأتمنى من الله جل وعلا أن يوفقني وأنا
    أكتب في هذا الملتقى الرائع.
    شكراً لكم جميعاً.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 80
    المواضيع : 3
    الردود : 80
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام مصطفى مشاهدة المشاركة
    هل لي أن أختلف معك في منطلقك لفهم التناقض وربط الدال بالمدلول ؟
    أولا سيّدتي إن الشاعر الذي يبدأ القصيدة بهكذا بداية ( نبذة عنها وعن مقصدها ) قد وأد القصيدة وهمش القارئ تماما فالقارئ من المنظور الحديث هو المبدع الثاني للقصيدة وحينما تخرج القصيدة من عباءة الشاعر فإنها حتما ملك يمين القارئ يؤولها كيفما شاء لتأتي الرؤية النقدية كقراءة أخرى للقصيدة من حيث استيطيقا الشعر ( الأسس الجمالية لها ) واستراتيجية النص للوصول إلى هدفه الدافع لقول القصيدة هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التناقض لدى الشاعر ( ولا أقصد تقديم رؤية ما للقصيدة وإنما لأي قصيدة ما ) قد يكون البوابة الواسعة لفهم الشاعر والوصول إلى المعنى الممكن وحينئذ لا يكون التحول التناقضي إلا انعكاسا مباشرا لمنطقة الألم والتعبير بالتناقض قد يأتي متناسقا لنوعية الألم وبارزا له وققد يكون التناقض أيضا نابعا من استحضار ملامح الأسطورة كما في أنشودة المطر للسياب واتخاذها وسيلة للمناجاة التي صوغت له التناقض والجمع بين المعاني المتناقضة لفهم أوسع لرؤيته للحياة في العراق مما أكسب المطر كرمز تناقضية الفرح والنماء وكذلك الحزن والموت
    أمّا عن النبض كدلالة فليس من المعقول أن نحبسه على مدلول معين فإن الرمزية في اللفظ تقبل الصفة التجددية للمدلول وهي إحدى السمات الأساسية للرمز وإلا لتحول للإشارة ولا مانع من ان يحاول الشاعر ليضيف بعدا جديدا لرمزية النبض كدال متجدد لمدلولات أخرى وإلا فقد أوقفنا عملية الإبداع على منطقة معينة في اللغة ولنجمدها في قالب لا تخرج عنه .

    الأديب الرائع / هشام مصطفى


    الاختلاف لا يفسد مودة الأدباء ، بل هو وسيلة الارتقاء الأدبي، وبلوغ الغاية من النص
    لذا أود أن أقول إنه عندما يفقد الدال مدلوله أو دلالته تحدث فجوة بين الشاعر والمتلقي
    وعندما يكون للدال دلالة مختلفة عن كافة الدلالات المحتملة الحقيقية
    منها المجازية فهذا يخبر عن شرخ عميق في العلاقة بين مؤلف النص
    وقارئ النص ..

    وماذا يضير النص لو أن الشاعر بدأه أو أنهاه ببعض سطور نثرية مثل قوله :
    " إن المحن التي نتعرض لها عديدة ، تتطلب منا مواجهتها والتصدي لها ،
    أمامنا تحديات كثيرة للتخلص من الآخر الذي تجاوز مداه فقتل
    فينا البسمة ، وأطفأ فينا الشموع وسكب الدماء...

    والمتلقي يُترك لرؤيته وتأويله عندما تكون الثوابت الدلالية المتفق عليها
    كما هي دون أن يعتريها تشوه وعندما تكون ذات نسبة ما من الوضوح
    أيضا متفق عليها دلاليا ، أما مع الإغماض وقلب المفردات
    فلا مناص من الإيضاح وإعطاء إشارات تضيء النص ..

    أما دعوى الحرية الدلالية فهي دعوى نبعت من خلل اعترى القيم
    والمثل الإنسانية، ومن انهزام الإنسان في مواجهة الحروب والعلم
    والتكنولوجيا وإنكاره لكل شيء.
    ورغم انتشارها في الغرب ، ومحاولتنا التأثر بها والاندفاع وراءها ،
    فثمة ثوابت لا يمكن التحرر منها .

    فلا يجوزعلى سبيل المثال أن نجعل من الرائحة الزكية رمزا للشر
    ومن الرائحة الكريهة رمزا للخير ، أو أن الكلمة الطيبة تشبه الشجرة الخبيثة ،
    والكلمة الخبيثة تشبه الشجرة الطيبة .

    إنها ثوابت عندما نتجاوزها نصيبها بالتشوه.

    لكَ ولشاعرنا محسن العويسي المزيد من الإعزاز والتقدير

    علا حسان

  9. #9
    الصورة الرمزية محسن العويسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : أرض السواد
    المشاركات : 74
    المواضيع : 4
    الردود : 74
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام مصطفى مشاهدة المشاركة
    سيّدتي الرائعة د / علا حسان
    هل لي أن أختلف معك في منطلقك لفهم التناقض وربط الدال بالمدلول ؟
    أولا سيّدتي إن الشاعر الذي يبدأ القصيدة بهكذا بداية ( نبذة عنها وعن مقصدها ) قد وأد القصيدة وهمش القارئ تماما فالقارئ من المنظور الحديث هو المبدع الثاني للقصيدة وحينما تخرج القصيدة من عباءة الشاعر فإنها حتما ملك يمين القارئ يؤولها كيفما شاء لتأتي الرؤية النقدية كقراءة أخرى للقصيدة من حيث استيطيقا الشعر ( الأسس الجمالية لها ) واستراتيجية النص للوصول إلى هدفه الدافع لقول القصيدة هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التناقض لدى الشاعر ( ولا أقصد تقديم رؤية ما للقصيدة وإنما لأي قصيدة ما ) قد يكون البوابة الواسعة لفهم الشاعر والوصول إلى المعنى الممكن وحينئذ لا يكون التحول التناقضي إلا انعكاسا مباشرا لمنطقة الألم والتعبير بالتناقض قد يأتي متناسقا لنوعية الألم وبارزا له وققد يكون التناقض أيضا نابعا من استحضار ملامح الأسطورة كما في أنشودة المطر للسياب واتخاذها وسيلة للمناجاة التي صوغت له التناقض والجمع بين المعاني المتناقضة لفهم أوسع لرؤيته للحياة في العراق مما أكسب المطر كرمز تناقضية الفرح والنماء وكذلك الحزن والموت
    أمّا عن النبض كدلالة فليس من المعقول أن نحبسه على مدلول معين فإن الرمزية في اللفظ تقبل الصفة التجددية للمدلول وهي إحدى السمات الأساسية للرمز وإلا لتحول للإشارة ولا مانع من ان يحاول الشاعر ليضيف بعدا جديدا لرمزية النبض كدال متجدد لمدلولات أخرى وإلا فقد أوقفنا عملية الإبداع على منطقة معينة في اللغة ولنجمدها في قالب لا تخرج عنه .
    سيّدتي اسمحي لي أن اختلفت معك فقامتك العلمية أكبر من أن أختلف معك بعلمي البسيط ولكنها أولا مشاغبات من قارئ مشاغب نوعا ما وثانية وجهة نظر وإن اعتمدت على بعض القراءات إلا أنها لن تكون أبدا بحجم علمك أو رؤيتك
    مودتي

    الأديب المبدع هشام مصطفى
    شكراً لمرورك الفوّاح برائحة المسك
    جميل هذا الاختلاف بينك وبين الدكتورة الرائعة علا حسان
    حول موضوع الغموض والتناقض في قصيدتي , على الرغم من أنني لا أجد
    غموضاً أو تناقضاً في القصيدة لأننا في العراق كلما شعرنا بأن الظلم سينقشع عنا
    تتلبد سماؤنا بغيوم السخط والظلم بعد أن أعطينا كل شيء في سبيل العيش الكريم من
    (أرواح وفكر وتشريد وووو ). فكلما جاء نبض يحمل إلينا البؤس والشقاء , لحقه نبضٌ آخرُ
    يحمل معه وجباتٍ جديدةً من الأحزان والمآسي.
    أشكرك أخي الكريم هشام مصطفى وأشكر الدكتورة المتألقة علا حسان.

  10. #10
    الصورة الرمزية هشام مصطفى شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 838
    المواضيع : 50
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. علا حسان مشاهدة المشاركة
    الأديب الرائع / هشام مصطفى


    الاختلاف لا يفسد مودة الأدباء ، بل هو وسيلة الارتقاء الأدبي، وبلوغ الغاية من النص
    لذا أود أن أقول إنه عندما يفقد الدال مدلوله أو دلالته تحدث فجوة بين الشاعر والمتلقي
    وعندما يكون للدال دلالة مختلفة عن كافة الدلالات المحتملة الحقيقية
    منها المجازية فهذا يخبر عن شرخ عميق في العلاقة بين مؤلف النص
    وقارئ النص ..

    وماذا يضير النص لو أن الشاعر بدأه أو أنهاه ببعض سطور نثرية مثل قوله :
    " إن المحن التي نتعرض لها عديدة ، تتطلب منا مواجهتها والتصدي لها ،
    أمامنا تحديات كثيرة للتخلص من الآخر الذي تجاوز مداه فقتل
    فينا البسمة ، وأطفأ فينا الشموع وسكب الدماء...

    والمتلقي يُترك لرؤيته وتأويله عندما تكون الثوابت الدلالية المتفق عليها
    كما هي دون أن يعتريها تشوه وعندما تكون ذات نسبة ما من الوضوح
    أيضا متفق عليها دلاليا ، أما مع الإغماض وقلب المفردات
    فلا مناص من الإيضاح وإعطاء إشارات تضيء النص ..

    أما دعوى الحرية الدلالية فهي دعوى نبعت من خلل اعترى القيم
    والمثل الإنسانية، ومن انهزام الإنسان في مواجهة الحروب والعلم
    والتكنولوجيا وإنكاره لكل شيء.
    ورغم انتشارها في الغرب ، ومحاولتنا التأثر بها والاندفاع وراءها ،
    فثمة ثوابت لا يمكن التحرر منها .

    فلا يجوزعلى سبيل المثال أن نجعل من الرائحة الزكية رمزا للشر
    ومن الرائحة الكريهة رمزا للخير ، أو أن الكلمة الطيبة تشبه الشجرة الخبيثة ،
    والكلمة الخبيثة تشبه الشجرة الطيبة .

    إنها ثوابت عندما نتجاوزها نصيبها بالتشوه.

    لكَ ولشاعرنا محسن العويسي المزيد من الإعزاز والتقدير

    علا حسان
    سيّدتي الرائعة والأديبة المبدعة / د . علا
    دعيني أبحر في مشاغباتي معك قليلا والاختلاف مع فكرك الراقي حتى يمكن لنا إعادة الصياغة ونحقق الهدف وأنت الناقدة الفذّة
    هناك عبارة أو بالأحرى جملة يمكن أن تشكل ملمحا للتطوير المنشود للقصيدة العربية الحديثة سواء أكانت عمودية أم تفعيلة ، تقول هذه الجملة وهي للنفري أحد أقطاب الصوفية ولا أذكر تحديدا عصره للأسف ( العبارة إذا فسرت تموت ) وهذا لا يعني الغموض الناتج عن التعقيد اللفظي أو ما شابه ذلك ولكن تقوم الدلالة المختلفة للدال المتعارف عليه بتجديد نفسها وذلك بطرح رؤية جديدة تكتنز معنى ما له من العلاقة الجديدة حسب متغير العصر وإلا لكان المطر عند بدر شاكر السياب والذي انقلاب من دال على السرور والنماء إلى الحزن من قبيل العبث من الشاعر إلا ان المتغير في حياة العراق جعل من المنطقي جدا انقلاب الدال ومدلوله إلى دالالة أخرى شكلت ملمحا جديدا للرمز وأثرت كثيرا في اتجاهات النصوص في العصر الحديث هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن طرح فقرة نثرية كمقدمة للعمل الأدبي يعني جعل النص بلاشك مغلق الدائرة وبالتالي فإنني كقارئ مطالب حينئذ أن أدور في نطاق هذه الدائرة وبالتالي أفقد ميزة الإبداع الثاني وإن كان لا بد من إشارة ما فلتكن جملة مكتنزة تسقط القارئ في منطقة اللاشعور أو المنطلق الذي به شكل وجه و ملامح القصيدة
    سيّدتي إن الاختلاف في وجهة نظرنا نابع من منطلق قبول المتناقضات فأنت كما أعتقد تنطلقين في رؤيتك للمدلول من منطلق الشكل الهندسي الذي لا يقبل المتناقض والقائم على الحقيقة المطلقة وديمومتها أما أنا فرؤيتي للمدلول قائمة على قبول المتناقض والمتغير الذي قد يتحول بدرجة كبيرة المهم أن يكون قائما على أساس العلاقة الجديدة المنطلق من مفهوم العصر الذي انطلقت منه
    أرجو أن أكون قد أوضحت بعضا من رؤى يمكن لها أن تعيد الصياغة للأدب العربي الجديد
    مودتي

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. المتمرد على النبض
    بواسطة علي عطية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 08-03-2009, 09:39 PM
  2. عنْدَمََا يشْتَعِلُ النَّبْضْ...
    بواسطة نبيل الغاوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 31-03-2008, 01:25 PM
  3. ردِفَ النّبض شفاهي أن حان وقت العلن...!
    بواسطة كلمات في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 27-05-2007, 05:51 PM
  4. آآآآآ خـــــــــــــر النبض
    بواسطة علي بن أحمد المرشدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-05-2007, 11:24 PM
  5. أوقف النبض ....... واحتلني
    بواسطة د . حقي إسماعيل في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 19-12-2005, 07:24 PM