|
وَلـَدي أنـت َ ـ وإنْ كـنـت َ أبـا |
وأنا لازلـتُ في وهـج ِ الصِّـبا |
حَدَّثـتـْني عـنكَ عيناك َ .. وقـد |
تـفـضـَحُ العـَينُ فـؤادا ً وُصِـبا ( |
سِـرُّكَ المفضوحُ أغوى زينتي |
ومَـرايــايَ وقِــنـديــلا ً خـَـبـا |
وفـَمـًاً لـمّـا تـَــزَلْ روضـَتـُه ُ |
باكِـرَ الورد ِضَحوكا ً خـَضِـبا |
هـذه ِ قـَهْـوَتـُك ُ المُـرَّة ُ .. لـم |
تـَرْتشِـفـْها .. وأعَـدْت َالطـلـَبـا |
كوبُـكَ الخامسُ والصبحُ على |
بـِدئِه ِ يسـألُ شـمـسـا ً شـُهُــبا ! |
أيـُّهــا الضـائـعُ بـيْ عَـذبَـنـي |
أنـني كـنـتُ لِـتِـيْــه ٍ سـَـــبَـبـا |
مـا الــذي يُـغـريكَ في نادِلـة ٍ |
تـرتـَدي ثوبَ سـرور ٍ كـَذِبـا ؟ |
دثـَّـرَتـْني منـكَ عـينان ِ هُـمـا |
عَـطـَش ٌ يرمقُ نـَبْـعـا ً طـَيِّـبـا |
تــََتـَملــّى مـشــْيَـتي فـي حَـذر ٍ |
كاشِـفـا ً عن مُـسْـتهام ٍ نـَصَـبا |
جِزتَ "خمسيناً"ولا زلتَ فتى ً |
أخضـَرَ القلب ِ تـَرودُ الـشـَّغـَبا |
كمْ تساءلتُ عن"الكهْـلِ" الذي |
كــلـمـا يـَبْـعُــدُ عـني قـَـــرُبــا ! |
خـَتـَمَ الصيفَ بـ" مقهايَ" فما |
غــادَرَ الــمَـقـعَـــدَ إلآ تـَعِــبــا |
دعْكَ من زَيْفِ وَقار ٍهل دجىً |
فـاحِمُ الظـلـمة ِ يُخـفي لـَـهَــبـا ؟ |
كـُنْ لأحطابي لهيبا ً.. أو: فكنْ |
لِـلـَهـيبي يا "غريبُ"الـحَطـَبـا |
كلُّ ما فيكَ مـَرايا .. فـَضـَحَـتْ |
قـلـبَـكَ الطِـفل َ ومـا قـد رَغِـبـا |
حَجَـبَـتْ عـنك َ عـيوني مُـقـَلا |
وثـغـورا ً تـَسْـتـَفِـز ُّ الـطـَرَبـا |
وعـصـافيرَ صـدور ٍ نـَفـَرَتْ |
من روابيها فـَشـَقـَّـتْ حُـجُـبـا |
أزِفَ الـبوحُ إذن : بيْ مـثـلما |
بـِكَ .. لكني خـشـيْتُ الـرِّيَـبـا |
لـكَ عـندي بُـرْدَة ٌ مـن فـَرَح ٍ |
وندى ً يُـعْـشِـبُ حَقلا ً جَـدِبـا |
قـُصَّ ليْ عنكَ هموما ًومُنى ً |
وتـباريــحَ وأهـــلا ً ورُبــى |
أنا يـا سـائـلـتي كـأسُ هـوى ً |
باتَ يَسْـتَجـدي الأماني حَبـَبا |
وشِـراعٌ كـَبَـت ِ الــريـحُ بـِه ِ |
فارتضى عن وطـَن ٍ مُغترَبا |
وأنا الصُبْحُ وقـد حاصَـرَني |
ليليَ المُـمْـتـَدُّ قـَهْــرا ًحِـقـَبـا |
منذ عـشــرينَ ربـيعا ً وأنـا |
أزرعُ القـَمْحَ فأجني قـَصَـبا |
ولقد شاخ َ جبـيـني .. إنـَّـمـا |
لم يَزلْ ريشُ فؤادي زُغـُبـا |
كلُّ ما أعرفُ عـني : أنني |
بتُّ في الخمسينَ ناعورَ صِبا |
قِصَّـتي تـبـدأ من آخِـرِها.. |
أكمِلي قِصَّة َ نـَهْـر ٍنـَضـُبا |
مَنْ أنا ؟ قالت وقد طوَّقني |
ساعِدٌ بضٌّ وأرْخَتْ هُـدُبا: |
دَعْـكَ من قهوتِكَ المُـرَّة ِ قد |
نـَضِجَ العنقودُ فاقطفْ عِـنَبا |
فمشى بيْ من رحيق ٍ خـَدَرٌ |
خلتُ طينَ العمرأضحى ذهَبا |
ساعة ٌ مَـرَّتْ وأخرى .. وأنا |
ألثمُ الوردَ وأحْـسـو الشـُهُـبا |