إن علامات الترقيم تختلف فيما بينها لاختلاف الوظائف المرادة منها في الكلام. ومن هذه الوظائف وظيفة تعيين أجزاء الكلام وتمييزها لكل قارئ ولو بأدنى انتباه. وتظهر هذه الصفة أجلى ظهور عند تعدد الأجزاء التي تستوجب الفاصلة علامة ترقيم، ويأتي بين هذه الأجزاء ما ليس منها، فلو وضعنا قبله فاصلة لانبهم أمره على غير المنتبه؛ لذا وجب وضع العلامة المميزة.
وأورد نموذجا لإظهار ذلك مستقى من كتاب "معجم إعراب ألفاظ القرآن الكريم" الصادر عن مكتبة "لبنان ناشرون"، من التقديم للدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر الذي يتحدث فيه عن فضل القرآن.
أورده أولا كما ورد، ثم أورده بالتصور الآخر ليظهر الفرق:
1- الترقيم الوارد: (... فقد أودع فيه الخالق – عز وجل- من العقائد السليمة، والعبادات القويمة، والأحكام الجليلة، والآداب الفاضلة، و العظات البليغة، ما به قوام الملة الكاملة، والأمة الفاضلة، والجماعة الراشدة، والفرد السليم...).
2- الترقيم المعني: (... فقد أودع فيه الخالق – عز وجل- من العقائد السليمة، والعبادات القويمة، والأحكام الجليلة، والآداب الفاضلة، و العظات البليغة- ما به قوام الملة الكاملة، والأمة الفاضلة، والجماعة الراشدة، والفرد السليم...).
والفرق وجود "الشرطة الواصلة" قبل كلمة "ما به".