|
ضَاقَتْ عَلَيهِ الدُّنَى - قَهْرًا - يَفُجِّرُهُ |
وَ أَطْبَقَتْ فَوقَهُ الأرْزَاءُ تَعْصِرُهُ |
مُذَبْذَبٌ , مُعْدَمُ الآمَالِ أَوَّلُهُ |
وَ خَائِرٌ بِانْقِضَاضِ البُؤسِ آخِرُهُ |
تَقَاذَفَتْهُ - عَلَى أَمْوَاجِ فِتْنَتِها - |
وَ جَرْجَرَتْهُ إِلَى القِيعَانِ أَبْحُرُهُ |
وَ أَنشَبَ اليَأسُ أَنيَابًا بِمُهْجَتِهِ |
وَ نَاءَ كَلْكَلُهُ بِالهَمِّ يَكْسِرُهُ |
مُحَطَّمُ العَزْمِ , تَعْدُو فِيهِ أَخْيِلَةٌ |
عَدْوَ الخُيُولِ عَلَى نَقْعٍ تُثَوِّرُهُ |
وَ هَانَ فِي عَينِهِ أَنَّ البَلَاءَ عَلَى |
مَا انْحَلَّ مِنْ عُقَدِ الإيمَانِ يُجْبِرُهُ |
( تُرَى ) - تَسَاءَلَ - ( مَا نَفْعُ الحَيَاةِ ؟ وَ قَدْ |
- إِلَى سَوَادٍ - مَضَى بِالجَدْبِ أَخْضَرُهُ ؟ ) |
هَمَى القُنُوطُ عَلَى أَفْكَارِهِ , وَ رَبَتْ |
فِيهَا التَّخَارِيفُ لَمَّا اهْتَزَّ خِنْجَرُهُ |
وَ مِنْ وَرِيدٍ , مَشَتْ سِكِّينُهُ - هَذَرًا - |
إِلَى وَرِيدٍ , بِحَدٍّ ثَارَ يَنْحَرُهُ |
يَا قَاتِلَ النَّفْسِ , مَا الذَّنْبُ الذِي اجْتَرَحَتْ ؟ |
وَ أَيُّ رِجْسٍ بِهَا - جَهْلًا - تُطَهِّرُهُ ؟ |
وَ مَا خَطِيئَةُ جِسْمٍ أَنتَ سَاكِنُهُ ؟ |
بِأَيِّ حَقٍّ بِحَدِّ السَّيفِ تَشْطُرُهُ ؟ |
مَا الأمَرُ إِلَّا لِرَبِّ البَيتِ مُنْفَرِدًا |
وَ لَا مَصِيرَ سِوَى مَا اللهُ يَقْدُرُهُ |
وَ لَسْتَ فِي هَذِهِ الدُّنيَا سِوَى رَجُلٍ |
أَصَابَهُ مِنْ هَوَى الشَّيطَانِ أَخْطَرُهُ |
فَاسْتَبْدَلَ الخَيرَ شَرًّا , فِي ضَلَالَتِهِ |
فَنَابَهُ - غَفْلَةً - مَا كَانَ يَحْذَرُهُ |
وَ مَا جَزَاءُ الذِي بِالإنتِحَارِ هَوَى |
إِلَّا حَرِيقَ اللَّظَى , نَارٌ تُسَعِّرُهُ |
وَ ذَاتَ حَدٍّ بِهَا - يَومَ الحِسَابِ - كَمَا |
- قَبْلًا - حَزَزْتَ بِهَا جِيدًا سَتَعْقِرُهُ |
( لَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ ) أَمْرُ اللهِ , نَزَّلَهُ |
وَ سُنَّةُ المُصْطَفَى - هَدْيًا - تُفَسِّرُهُ |
وَ ذَاكَ حُكْمٌ مِن التَّشْرِيعِ جَوهَرُهُ |
أَنَّ الحَيَاةَ مَصِيرٌ لَا نُغَيِّرُهُ |
فَأَنتَ مُلْكُ إِلَهٍ , وَ الوُجُودُ لَهُ |
وَ قَتْلُكَ النَّفْسِ أَمْرٌ لَيسَ يَغْفِرُهُ |
وَ الرُّوحُ أَمْرٌ , بِهَا يَخْتَصُّ خَالِقُها |
مَنْ رَامَ نُصْرَتَهُ , لَابُدَّ يَنْصُرُهُ |
لَا تَفْقِدِ الأمَلَ , الإنسَانُ مَا عَصَفَتْ |
بِهِ المَقَادِيرُ إِنَّ اللهَ يَجْبُرُهُ |