الولد الوحيد ...

الولد الوحيد

... ثم إنهما خفضا له جناح الذل من الرحمة في وقت كانا ينتظران منه أن يبادر إلى ذلك، وقد أدركا من العمر مدركا، وبلغ منهما التقدم في السن مبلغا، لكنه أمات قلبه فقسا عليهما، ولم يوليهما من نفسه أدنى عناية، فظلا على الرغم مما لقياه من وحيدهما من جفاء وصدود وأذى، وما فاضت له ألما وأسى تلك الأعين الساهرة على راحته، وعلى الرغم مما تفطر له الفؤادان النابضان بحبه والزاخران بالحنو عليه من أثر العقوق والجحود، يجتهدان في إطفاء نيران ظلمه لهما وقسوته عليهما بماء صفحهما وعفوهما، وبددا ظلمة طيشه وعتمة أفعاله بنور حكمتهما ورويتهما ...
لم يفارقانه بروحهما لحظة واحدة منذ أن حل بينهما في المهد صبيا، ولم يبخلا عليه يوما بالدعاء الصالح له بالهداية والصلاح، وكم دأبا على إسداء النصح الجميل له تصريحا وتلميحا، فكان لهما في الصبر عليه شفاء، وفي رؤيته على مقربة منهما عزاء وترويحا ...
وكلما انفردا بالحديث بينهما في حال غيابه، أخذ كل منهما يفصح لزوجه عن مدى حبه لولده الوحيد وإشفاقه عليه، وما إن يبلغ به بوحه حد الختم، وقد اغرورقت عيناه بالدمع، حتى يقول: عسى أن يكون من المهتدين، فتقر به أعيننا ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

(عسى ان يكون الابناء من المهتدين)
قصة تبين ما يقوم به الاباء من رعاية الابناء ومن عقوق
كبير يقابلهم به ابناؤهم
متناسين اوامر الدين الحنيف بالاحسان الى الوالدين

دكتور...
ومضة دعوية ، تحمل سمة تربوية ، فيها اشتغال جيد على ابراز ماهية حب الوالدين ، وععقوقهما في نفس الوقت، وما يتحمله الاثنان في سبيل الابناء.

محبتي
جوتيار

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أختي الكريمةصبيحة شبر
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك بدر الشكر وتمامه، ولك طيب التقدير وشذاه على إطلالتك المشرقة في هذا المقام القصصي، وكفى بكلام الله عز وجل بيانا وتبليغا، عندما قال: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً" سورة الإسراء / الآية 23
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أخي الكريم
جوتيار تمر
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
شكرا جزيلا أهدي إليك، وتقديرا خالصا لك من أخيك أبي شامة المغربي على ما نثرته من حروف مزهرة في هذه الرحاب المورقة بكل خير بهيج، وصدق من لا تأخذه سنة ولا نوم إذ يقول في كتابه العزيز: " وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" سورة لقمان / الآية 14
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

الأخ الكريم د. عبدالفتاح أفكوح ..

أسلوب قصصي اجتماعي تربوي دعوي رائع ..
وإنه ليحزنني أن لا تلاقي نصوصك متابعة تستحقها من الجميع ..
وأعترف لك أيها الكريم أن السبب كثرة نصوصك التي تأتي بشكل يومي وأحيانا أكثر من نص
في اليوم ، مما يجعل البعض يظن أنه مر على نفس القصة ..

رجاء أستاذي وليس أمرا ..
ليتك تقتصر على ثلاثة نصوص في الأسبوع حتى يتسنى لنا متابعة هذا الزخم الأدبي الرائع ..
حيث أن عدد الأعضاء بات كبيرا وبات من الصعب أن نتابع كل ما ينشر في كل المنتديات ..

احترامي الكبير أيها الكريم ..
ودي ...

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أختي الكريمة
وفاء شوكت خضر
ورحمته سبحانه وبركاته
وبعد ...
لك من أخيك أبي شامة المغربي الشكر الجزيل أزهارا في مزهرية سنية، ولك منه غاية التقدير ورودا شذية وألف هدية وهدية على ما أزهر من حروفك مشرقا في هذه الواحة الزكية ...
حياك اللهد. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

لا زالت كثير من قلوب الأباء والأمهات تئن من عقوق ابنائهن
ولا زالت عيونهم تدمع ألما وقهرا من جرم أبنائهم ، وتقشعر الأبدان من أفعالهم
متناسين قول الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً)
قال الشاعر:
قضى الله أن لا تعبدوا غيره حتما *** فيا ويح شخص غير خالقه أمّا
وأوصاكمُ بالوالدين فبالغوا *** ببرهما فالأجر في ذلك والرحما
فكم بذلا من رأفةٍ ولطافةٍ *** وكم منحا وقت احتياجك من نعما
وأمك كم باتت بثقلك تشتكي *** تواصل مما شقها البؤس والغما
وفي الوضع كم قاست وعند ودادها *** مُشقاً يذيب الجلد واللحم والعظما

قص تربوي اجتماعي رائع فسلمت يداك.
تحياتي وتقديري.