عتـــــــــــــــــــــــ ــــــاب !!!
ملاك الشعر قد طال التنائي..
وهاج الشوقُ فامنن باللقاءِ
فإني مدنَـفٌ .. دائي حنينٌ ..
وقربكَ مهجتي .. وبه دوائي
وإني الساحر المسحور .. فاعجب
لصمتي رغم ألوانِ البلاءِ
كأني ما كتبتُ الشعر يوماً
فجزتُ بخيلهِ شهبَ الفضاءِ
وأرسلتُ القصائد والقوافي
بفخرٍ .. أو نسيبٍ .. أو هجاءِ
فبيتٌ يرفع الهاماتِ تيهاً
ويسبي غيره قلب النساءِ
وأبياتٌ كحدِّ السيفِ تهوي
بذلِّ الدهر فوق الأشقياءِ
فما استعصت على قلمي المعاني
ولا نفد الرحيقُ من الإناءِ
فخبرني بربكَ يا ملاكي..
لماذا لا تردُّ على ندائي..؟؟!!
--------------------------
أجاب وملءُ عينيهِ عتابٌ ..:
أنا أم أنت غاب بلا رجاءِ ؟!
ومن منا أذابتهُ همومٌ ..
فضيع عهدنا بعد الوفاءِ
بنيتَ الشعرَ قصراً تلو قصرٍ..
فكيف شُغلتَ عن ذاك البناءِ ؟!
وعاتبني .. وفي القلبين شوقٌ..
عتابُ الحبِّ مفتاحُ الصفاءِ
--------------------------
ملاكَ الشعرِ حدثني طويلاً..
عن الأحبابِ في زمن الشقاءِِ
ففي بغدادَ يا خِلِّي جراحٌ..
تُجدَّدُ في الصباحِ وفي المساءِ
علوجُ الكفر تنهشها جهاراً..
وتفتكُ بالشيوخِ وبالنساء
وتعلنُ كيدها في كلِّ وادٍ
ِفأرض العربِ فاضت بالغثاء
تضجُّ بجيشِ أمريكا ربوعٌ..
ِوكم ضجَّت زماناً بالدعاء
فأين اليوم منها خيل سعدٍ..؟!
وأين سيوف خالدِ والبراءِ؟!
وأين بنو المغيرة والمثنى..؟!
وقد جبنت جيوش الأدعياءِ
ولاحيٌّ بواد العرب يرثي
لعاصمة الرشيد وكربلاءِ
فقواد العلوجِ رجالُ حربٍ..
وقادتنا أذلُّ من الإماءِ
إذا اجتمعوا فقل للعقل بُـعداً..
وقل أهلاً وسهلاً للغباءِ
سيختلفون طول الوقتِ .. لكن
سينبطحونَ في ذيل اللقاء
وكان خلافهم سراً .. فأضحى
ِتلاعنهم يُذاعُ على الهواءِ
فيضحك خصمنا ويزيد بغياً
ونضحك نحن من شرِّ البلاء
وتبكي الروحُ من ذلٍّ وقهرٍ.
ِويبكي القلبُ دمعاً من دماءِ
ويمضي الذابحون لما أرادوا..
فما زاد النعاج على الثُّغاء
--------------------------
ملاكَ الشعرِ طال الليلُ حتى
تناسى القومُ أحلامَ الرجاءِ
وأن ظلامَ هذا الليلِ يوماً
له فجرٌ .. سيشرق بالضياءِ
فبشرنا .. متى نصحو عليهِ ؟
وننعم بالسعادة والهناءِ ؟!
--------------------------
فقال َ : نكأتَ جرحاً في فؤادي ..
عميقَ الغَورِ .. ميئوسِ الشفاءِ
سألتَ عن الدواء سؤالَ حُـرٍّ
فخذ مني .. ودعك من المراءِ ..
كتابُ الله نبراسُ الحيارى..
وما بسواه يُشفى أي داءِ
فإن غيرتمُ ثوب المعاصي ..
يغيرْ ما بكم ربُّ السماءِ
أقيموا دولة الإسلامِ فيكم ..
تقم في أرضكم .. رغم العواءِ
ونصرُ إلهكم – إن تنصروهُ -
قريب ٌ .. فاستعينوا بالدعاءِ
وهيا يا بني قومي أفيقوا
وسيروا في طريقِ الأنبياءِ