بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إركبي أيَّ المراكبْ
واهجريني مثلما يهجرُ فرخٌ عشـّــــهُ ..
أوْ مِثلَما يَهجرُ طفلٌ أمَّــــــــهُ ..
إذْ هو غاضبْ
واتركيني لِعذابي و هُيامي ..
قد غدا الهـــــمُّ رفيقي ..
صار لي خِــــلا ّ و إلْــــفــــاً في طريقي ..
و تظاهرتُ بأنِّي غيرُ مهتمِّ ..
و لكنَّ فؤادِي منك ذائبْ
لونُ وجهِي ..
صار من فرْطِ الأسَى و الحزنِ شاحبْ
غيرَ أنّي يا عذابي ..
إرتديتُ الصَّبرَ درعاً كالمحاربْ
و شهرتُ الشِّعرَ سيفاً قاضباً ..
مثلَ جريرٍ و ابنِ غالبْ
رغمَ أنَّ الخنجرَ المغْروزَ غدْراً في فؤادي خيرُ كاتبْ.
فــاسْمَعِي منِّي إذنْ آخرَ آهاتِي ..
لِأَنِّــي لمْ أعُدْ في البوحِ راغبْ
لمْ أعدْ لِلْوَصْلِ طالبْ :
هاجِري مثلَ القطَا
ما دمتِ تهويْنَ المتاعبْ
و لْــتَبيعِي كلَّ أسرارِي
بما أنَّ الهوى عندك لهوٌ و تلاعبْ
سافِري إن شئتِ دُونِي ..
حَــلـِّــقِي في الجوِّ دونِي ..
سَتَعُودين لِحِضنِي ..
عندما ترسُو المَراكبْ .