وتثاءَبَتْ فى مَقدُمِ الليلِ النوافذُ
واخترَعْنا ضوءنا المصنوعَ كى نعطِى لعينينا
مزيداً من أرَق..
طبع السكونُ على مشاهدنا هنا
سمت الوداعِ / الآنَ لا كهفٌ يضُمُّ بركنهِ الأجزاءَ
متعبةً
ولا أجزاءَ متعبةٌ تطالب من تَكَلَّفَ قسطها
وإذا النَّصَب ..
كلُّ المساكنِ أعلنت فى وجهنا : "يحيا الصَّخَب"
***
يا سادَتى ..
الليل أقمصةٌ تُجاهدُ عندنا
ألاَّ تبينَ من المساكنِ أىُّ عورة ..
فعلام نحرص أن تعابثَهُ المصابيحُ الرديئةُ
حاملات النَّزغِ والنيرانِ مُخرجةً لسان الإثمِ
تَلعقُ بعض أزرارِ القميصِ
ولا يذوبُ الأصلُ من هذا رداءات الطبيعةِ
إن تُلاحِظْ .. فالتزامُ الليل لا ينشقُّ عن باقى الليالى
حيث لا ينفك عن حُسْبَانها الزِّىُّ الموحدُ/
والنُّفُور..
"ولباسُهُم فيها حرير"
أمسى "بزينةٍ الكواكب"
واصطفى من عِفَّةِ النَّيلِ السلاحَ
وبات يحرسُ ..
نحن قبل طلوع هيبتنا عُراةٌ
غَرَّنا طول الإضاءةِ لم نرَ الإمساءَ أغطيةً
تذوبُ وقد خُطِفنَ عيونُنَا بفُجاءةِ الأعناقِ إذ برِقَت
وهذا من تَصَايحَ
غيْر من كالَ اتِّهاماتٍ تَفَرَّقَ شمْلُها ليُصيب ..
يُهدى لأصحاب النصيب ..
وتَجَمَّعَ الأضدادُ ضِدَّاً واحداً
من أجْلِ تَصفيةٍ لآجلةِ انتقامٍ حان وقتَ المعمعة ..
وتَفَرَّقَ الأطفالُ فى شىءٍ من اللهوِ القَعِيد ..
اليومَ تَذهَلُ كلُّ مُقْنِعةٍ عن التفسيرِ
والناسُ استظَلُّوا بالصَّواعقِ يحذرون الموتَ
ما انتبَهَ المُحَقِّقُ أنهم موتى ولا تأثيرَ
للوهمِ المُسَمَّى بالحَذَر ..!
أوَكُلما شاع القتيلُ بلُغْزِهِ عِثنا نُذَبِّحُ فى البَقَر؟!
أئذا تُذَبَّحُ باسمِنا الأبقارُ قل لى
من سيَسْكُنُ بَعْدَنا يا عمُّ هذى الأرضَ
أو يعطى الإشارةَ للفَسادِ بأن يُسنَّ قواعداً أخرى
(على ما كان عَوَّدَهُ أبوهْ..)
ضَمِنَ المَسيرةَ..
فاستخَفَّ رفاقَهُ .. فاستأمَنوه !
ويَغيبُ فى قصص النوادِرِ أكثرُ الباقينَ
قد سَفَكوا مَرارَ الصَّمتِ بعضاً
واحتَمَوا بالصمتِ بعضاً !
يُشعلون السُّخطَ فى فزعِ الأماكنِ كالجِبالِ
وغضبةِ الوديانِ والبحرِ المؤَكِّدِ
أن فى عينيه نظْراتِ التِهامٍ
أوشَكَتْ منها حدودُ البَرِّ حال جمودها أن تنتحر!
آتٍ إلينا .. أنت يا ظِلاًّ يزيدُ كثافةً
فى معطيات الليلِ/أخْبِرْ أهلَنَا
ألاَّ يزيدوا البحثَ عن أدنى منافذَ للضياءِ
قُبَيلَ أن نَكْسوا نفادَ الشىءِ فى أجلى منازلهم
أُعِيذُكَ أن يقولَ سفيهُنا
من دون أن تتقاذف الأبوابُ ذمَّتَهُ
و ندرِكَ باقتدارٍ بدْءَ مانَضَحَ الإناء .
20/3/2008