أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: جزء في الإساءة إلى الرسول الكريم

  1. #1
    الصورة الرمزية محمود عبد الفتاح شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 249
    المواضيع : 22
    الردود : 249
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي جزء في حكم الإساءة إلى الرسول الكريم


    بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدمة

    الحمد لله رب العالمين , والعاقبة للمتقين , ولا عدوان إلا على الظالمين .
    وأشهد أن لا إله إلا الله , حرز الله ما نع , وسر أسمائه دافع , ونور جلاله لامع , وبهاء جماله ساطع .
    وأشهد أن سيدنا ونبينا وقرة أعيننا وتاج رؤسنا وهادينا من بعد الضلال , ومخرجنا من الظلمات إلى النور سيدنا محمدا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه إلى يوم الدين .
    وبعد فهذه رسالة قصيرة في محبة الحضرة المحمدية , ومخطوب الاصطفاءات الربانية سيدنا محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أقدمها إليك يا سيدي يا رسول الله عساها أن تنفعني يوم العرض على الله ويوم أن نلقاك في الآخرة وعندما نسأل ماذا فعلتم لما أسيء إلى نبيكم الكريم . ولا نملك إلا أن ندون في هذه السطور جانبا من حياتك العطرة وكيف دافع صحابتك الكرام عنك لما سمعوا جاهلا يسيء إليك .
    جزى الله عنا سيدنا محمدا ما هو أهله
    وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين



    محمود عبد الفتاح


    إيذاء المشركين لسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منذ أن أرسله الله :

    منذ أن أعلم الله نبيه بالرسالة وأمره بتبليغها , ومع بداية الوحي إليه – صلى الله عليه وسلم – ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعلم بأنه سيلاقي الأذى والعناد من أهل مكة .
    فعندما نزل عليه الوحي أول مرة , وكان ما كان من حديثه مع السيدة خديجة – رضي الله عنها – فما كان منها إلا أن أخذته وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال ورقة بن نوفل هذا الناموس الذي أنزل على موسى ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أو مخرجي هم ؟؟ ) . قال ورقة : نعم لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا . [1]
    ومن وقتها ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يلاقي الأذى من هؤلاء المشركين , وهذه بعض نماذج تصور لنا إساءة هؤلاء المشركين للرسول – صلى الله عليه وسلم - :
    1 - عن عبد الله بن مسعود قال : قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة كبعض ما كان يقسم فقال رجل من الأنصار والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله قلت أما لأقولن للنبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته وهو في أصحابه فساررته فشق ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - وتغير وجهه وغضب حتى وددت أني لم أكن أخبرته ثم قال ( قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ) [2]
    2 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور بالأمس فقال أبو جهل أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضل في كتفي محمد إذا سجد ؟ فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه قال فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا ثم قال ( اللهم عليك بقريش ) ثلاث مرات فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثم قال ( اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة ابن ربيعة والوليد بن عقبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط ) ( وذكر السابع ولم أحفظه ) فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر [3]
    3 - وعن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال : ( لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ) فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) [4]
    4 – وعن عروة بن الزبير قال : سألت عبد الله بن عمرو بن العاص أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال : بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال : { أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ } [5] .

    كيف خفف الله – سبحانه وتعالى – عن نبيه عندما أساء إليه المشركون :

    عن أنس بن مالك قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو جالس حزينا قد خضب بالدماء ضربه بعض أهل مكة قال فقال له مالك قال فقال له فعل بي هؤلاء وفعلوا قال فقال له جبريل عليه السلام أتحب أن أريك آية قال نعم قال فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال ادع بتلك الشجرة فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه فقال مرها فلترجع فأمرها فرجعت إلى مكانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبي . [6]

    النبي – صلى الله عليه وسلم – يسري عن أصحابه :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد ) [7]
    وعن خباب – رضي الله عنه – قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلت يا رسول الله ألا تدعو الله فقعد وهو محمر وجهه فقال
    ( لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الركاب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله ) [8]

    فداء الصحابة لسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :

    لو نظرنا في سيرة الأطهار الأخيار صحابة المصطفى المختار – صلى الله عليه وسلم – لتجلت لنا أمثلة توضح لنا كيف كانوا يفدون الرسول الكريم ويقدمونه على كل شيء حتى على أنفسهم أو على أقرب الأقربين إليهم من آبائهم أو أبنائهم . ومن تلك الأمثلة ما حدث من عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول حينما سمع أن أباه قد أساء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - .
    فقد روى ابن جرير الطبري وغيره بسند صحيح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (( ادعـوا لي عبد الله بن عبد الله بن أُبى بن سـلول )) فلما جاء قال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (( ألا ترى ما يقول أبوك يا عبد الله؟ )) فقال عبد الله : وماذا يقول أبى ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (( يقول لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )) فقال عبد الله : لقد صدق والله يا رسول الله ، فأنت والله الأعز ، وهو الأذل ، أما والله لقد قدمت المدينة يا رسول الله ، وإن أهل يثرب لا يعلمون أحـداً أبَرَّ بأبيه منى ، أما وقد قال فلتسمعن ما تَقَرُ به عينُك . فلما قدموا المدينـة قام عبد الله على بابها بالسيف لأبيـه ثم قال : أنت القائل : لئن رجعنا إلى المدينـة ليخرجن الأعز منها الأذل ؟!! أما والله لتعرفن هل العزة لك أم لرسول الله ، والله لا يأويك ظلها ولا تبيـتن الليلة فيها إلا بإذن من الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – . فصرخ عبد الله بن أُبى : يا للخـزرج ابني يمنعني بيتي !! فاجتمع إليه رجال فكلموه . فقال : والله لا يدخل بيته إلا بإذن من الله ورسوله . فأتوا النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبروه فقال : (( اذهبوا إليه فقولوا له : يقول لك رسول الله خلِّه ومسكنه )) فأتوه ، فقالوا له ذلك ، فقـال : أما وقد جاء الأمر من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فنعم . ليعلم من الأعز ومن الأذل .
    * وعن عاصم بن عمر بن قتادة أن عبد الله بن عبد الله بن أبي لما بلغه ما كان من أمر أبيه أتى رسول الله فقال : يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه فإن كنت فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني إني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا ] [9]
    وها هو أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – يسمع والده يسب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلننظر ماذا فعل .
    أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : حدثت أن أبا قحافة – والد أبي بكر - سب النبي - صلى الله عليه وسلم - فصكه أبو بكر صكه فسقط فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : أفعلت يا أبا بكر ؟ فقال : والله لو كان السيف مني قريبا لضربته فنزلت { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [10]
    وهاك مثال آخر يبين مدى حب وفداء الصحابة – حتى الصغار منهم – للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – يتمثل في شابين صغيرين سمعا أن أحد المشركين يسب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
    فعن عبد الرحمن بن عوف أنه قال : بينما أنا واقف في الصف يوم بدر نظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت لو كنت بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال : يا عم هل تعرف أبا جهل ؟ قال : قلت : نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي ؟ فقال : أخبرت أنه يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا , قال : فتعجبت لذلك , فغمزني الآخر فقال مثلها , قال : فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يزول في الناس فقلت : ألا تريان ؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه قال : فابتدراه فضرباه بسيفهما حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم فأخبراه - فقال : ( أيكما قتله ؟ ) فقال كل واحد منهما : أنا قتلت , فقال : ( هل مسحتما سيفيكما ؟ ) قالا : لا , فنظر في السيفين فقال : ( كلاكما قتله ) [11]

    الإساءة إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – بين الأمس واليوم :

    هزّ خبرُ الاستهزاءِ بالنبي - صلى اللهُ عليه وسلم - في الجريدتين الدنماركية والنرويجية ثم انتقاله إلى عدد من جرائد الدول الأوربية مشاعرَ المسلمين في جميعِ العالمِ ، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرةَ ؛ سواء كانت من الكفارِ أو من أبناء جلدتنا ، فالنبي - صلى اللهُ عليه وسلم - قد نيل منهُ في حياتهِ وبعد مماتهِ ، وانتقم اللهُ لنبيهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - لأن اللهَ قد قال : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } [ الكوثر:3 ] ، وقال أيضا ً: { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } [الحجر:95].
    وقد سجل التاريخُ قصصاً ومشاهد لانتقامِ اللهِ لنبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم . ومن بابِ التفاؤلِ بانتقامِ اللهِ من الرسامِ الدنماركي الذي سخر من النبي - صلى الله عليه وسلم - أذكرُ ما طالته يدي من ذلك .
    عن أنس - رضي الله عنه - قال : كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - فعاد نصرانيا , فكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض , فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه , فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض , فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه , فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح وقد لفظته الأرض , فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه [12]
    قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في (الصارمِ المسلول ِ ص 233 ) معلقاً على القصةِ :
    " فهذا الملعونُ الذي افترى على النبي - صلى اللهُ عليه وسلم - أنه ما كان يدري إلا ما كتب له ، قصمهُ اللهُ وفضحهُ بأن أخرجهُ من القبرِ بعد أن دُفن مراراً ، وهذا أمرٌ خارجٌ عن العادةِ ، يدلُ كلّ أحدٍ على أن هذا عقوبة لما قالهُ ، وأنه كان كاذباً ، إذ كان عامةُ الموتى لا يصيبهم مثل هذا ، وأن هذا الجُرمَ أعظمُ من مجرد الارتداد ، إذ كان عامةُ المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا ، وأن اللهَ منتقمٌ لرسولهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - ممن طعن عليه وسبهُ ، ومظهرٌ لدينه ، ولكذبِ الكاذبِ إذا لم يمكن للناسِ أن يقيموا عليه الحد ".ا.هـ [13] .
    ومنها أيضا ما ذكره القاضي عياض في كتاب ( الشفا ، 2 / 218 ) حيث ذكر قصةً عجيبةً لساخرٍ بالنبي - صلى اللهُ عليه وسلم- ، وذلك أن فقهاءَ القيروانِ وأصحابَ سُحنُون أفتوا بقتلِ إبراهيم الفزاري، وكان شاعراً متفنناً في كثير من العلومِ ، وكان يستهزئ باللهِ وأنبيائهِ ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فأمر القاضي يحيى بن عمرَ بقتله وصلبه ، فطُعن بالسكينِ وصُلب مُنكسأً، ثم أُنزل وأُحرق بالنارِ . وحكى بعضُ المؤرخين أنه لما رُفعت خشبته ، وزالت عنها الأيدي استدارت وحولته عن القبلةِ فكان آيةً للجميعِ ، وكبر الناسُ ، وجاءَ كلبٌ فولغ في دمهِ .
    وقد أورد شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في ( الصارمِ المسلول ) بعض التجاربِ بخصوصِ سب النبي - صلى اللهُ عليه وسلم – فقال : "ونظيرُ هذا ما حدثناه أعدادٌ من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوهُ مراتٍ متعددةٍ في حصر الحصونِ والمدائنِ التي بالسواحلِ الشاميةِ ، لما حُصر فيها بني الأصفر في زماننا قالوا : كنا نحن نحصرُ الحصن أو المدينةَ الشهر أو أكثر من الشهرِ ، وهو ممتنعٌ علينا حتى نكادُ نيأسُ منه ، حتى إذا تعرض أهلهُ لسبّ رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - والوقيعة في عرضه ، تعجّلنا فتحه وتيسّر ، ولم يكد يتأخرُ إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك ، ثم يفتحُ المكانُ عَنْوةً ، ويكونُ فيهم مَلحمةٌ عظيمةٌ ، قالوا : حتى إنا كنا لنتباشر بتعجيلِ الفتحِ إذا سمعناهم يقعون فيه – أي النبي – صلى الله عليه وسلم – مع امتلاءِ القلوب غيظاً بما قالوه فيه .

    لو عرفوه ما أساءوا إليه :

    من المعلوم أن حملات الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم قديمة قدم الرسالة ولقد ظهرت جلية في كتابات المستشرقين في منتصف القرن السادس عشر الميلادي وقد تنوعت حملات الإساءة تلك من التشكيك بصحة رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم – من أناس يجهلون حقيقة النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا يعلمون عنه شيئا , لأنهم لو عرفوه وقرءوا سيرته لما تطاولوا عليه . فإننا رأينا أن بعض الذين درسوا سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – من المستشرقين غير المسلمين قد شهدوا للنبي – صلى الله عليه وسلم - بالفضل , وكما قيل :
    شهد الأنام بفضله حتى العدا والفضل ما شهدت به الأعداء
    ومن الآراء المنصفة لعلماء الغرب التي دافعت عن الإسلام والمسلمين مايكل هارت عالم الفلك الشهير في الرياضيات وصاحب كتاب [ العظماء مائة أعظمهم محمد ] .. قال :
    إن محمدا أعظم الشخصيات أثرا في تاريخ الإنسانية كلها وهو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستويين الديني والدنيوي معا ، فلقد نادى بالإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات . وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا وبعد 14 قرنا من وفاته فإن أثر محمد عليه الصلاة والسلام لا يزال قويا متجددا في إرساء قواعد الأمن والسلام والسلوك الاجتماعي والأخلاقي الذي يحقق للإنسانية خيرها في حياتهم الدينية والدنيوية .
    كما يقول باول شمتز صاحب كتاب [ الإسلام قوة الغد العالمية ] : لقد جاهدت البشرية كثيرا لتضع ما سماه علماء القانون والسياسة ، الحقوق الطبيعية للإنسان ,, لقد فعلها محمد - صلى الله عليه وسلم - بعفوية وبساطة عندما وقف حاجا في مكة فيما يعرفه المسلمون بحجة الوداع وقرر حق الإنسان في الحياة والتدين والحرية والثراء الحلال والمساواة وحرمة الدم والعرض والكرامة .

    فتيل الأزمة :

    بدأت الأزمة عندما نشرت صحيفة ( يولاندز بوسطن ) الدنماركية ، التي تتبع للحزب الحاكم في الدنمارك ، في الثلاثين من شهر سبتمبر 2006، مسابقة لاخيتار أفضل رسم كاريكاتوري، يمثّل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ).
    وحسب الصحيفة التي دافعت عن الفكرة بأنها (حرية فكرية ) ، فأنها تسلّمت أكثر من 30 رسماً، مدعية فوز 12 رسماً منها (!!) ، قبل أن تقوم بنشر هذه الرسومات على صفحات جرائدها .
    الإساءة لم تكن الأولى في تاريخ التعرّض للإسلام والمسلمين في الدول الغربية ، إلا أن التمادي إلى شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) ، الذي يحبه المسلمون أكثر من أنفسهم ، ويدافعون عنه بأرواحهم ، أحدثت ردّة فعل واسعة أمام المسلمين في كل مكان، بدأت في الدنمرك، التي لم يجد المسلمون فيها وسيلة غير الخروج في مظاهرات حاشدة ، تجمّع لها نحو 10 آلاف مسلم . ورغم أن نشر فيلم يسيء للإسلام بشكل بذيء في هولندا ( المجاورة للدنمارك ) أدى إلى مقتل مخرج الفيلم (فان كوخ) على يد أحد المسلمين من ذوي الأصول المغربية ؛ إلا أن الأزمة الأخيرة لم تشهد أية أعمال عنف ، حيث اكتفى المسلمون هناك بالخروج في مظاهرات ، منددين بالصحيفة المتطرفة ، ومطالبين بتقديم اعتذار كبير .

    حكم من سب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

    أجمع العلماء على أن من سب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهو كافر يجب قتله .
    وهذا الإجماع قد حكاه غير واحد من أهل العلم كالإمام إسحاق بن راهويه وابن المنذر والقاضي عياض والخطابي وغيرهم .
    وقد دل على هذا الحكم الكتاب والسنة :
    أما الكتاب ؛ فقول الله تعالى : ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) التوبة / 66 .
    فهذه الآية نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر ، فالسب بطريق الأولى ، وقد دلت الآية أيضاً على أن من تنقص رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد كفر ، جاداً أو هازلاً .
    وأما السنة ؛ فروى أبو داود عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ ، فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا .
    قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول : وهذا الحديث جيد ، وله شاهد من حديث ابن عباس .
    وهذا الحديث نص في جواز قتلها لأجل شتم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
    وروى أبو داود عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ، فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَتَشْتُمُهُ ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ [ سيف قصير [ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا . فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ : أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ . فَقَامَ الْأَعْمَى فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا صَاحِبُهَا ، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ، وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً ، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ ) .[14]
    والظاهر من هذه المرأة أنها كانت كافرة ولم تكن مسلمة ، فإن المسلمة لا يمكن أن تقدم على هذا الأمر الشنيع ، ولأنها لو كانت مسلمة لكانت مرتدةً بذلك ، وحينئذٍ لا يجوز لسيدها أن يمسكها ويكتفي بمجرد نهيها عن ذلك .
    وروى النسائي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : أَغْلَظَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَقُلْتُ : أَقْتُلُهُ ؟ فَانْتَهَرَنِي ، وَقَالَ : لَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    فعُلِم من هذا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان له أن يقتل من سبه ومن أغلظ له ، وهو بعمومه يشمل المسلم والكافر .

    عاقبة من سب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في الدنيا :


    إن الله عز وجل يغار على دينه، ويغار على نبيه، ومن غيرته تعالى أنه ينتقم ممن آذى رسوله، لأن من آذى رسوله فقد آذى الله ، قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً " ( الأحزاب:57).
    والله تعالى قد تولى الدفاع عن نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا " ، وأعلن عصمته له من الناس " وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ " وأخبر أنه سيكفيه المستهزئين " إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ " سواء كانوا من قريش أو من غيرهم .
    قال الشنقيطي رحمه الله : وذكر - الله تعالى - في مواضع أخرى أنه كفاه غيرهم كقوله في أهل الكتاب (فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ..) وقال (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) .
    وقال ابن سعدي رحمه الله : " وقد فعل تعالى ، فما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة ".أهـ
    أخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وأبو نعيم كلاهما في الدلائل وابن مردويه بسند حسن والضياء في المختارة، عن ابن عباس في قوله (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) قال: المستهزئون، الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والحارث بن عبطل السهمي والعاص بن وائل، فأتاه جبريل فشكاهم إليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: أرني إياهم، فأراه كل واحد منهم، وجبريل يشير إلى كل واحد منهم في موضع من جسده ويقول : كَفَيْـتُكَهُ، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما صنعت شيئا !. فأما الوليد، فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلاً فأصاب أكحله فقطعها. وأما الأسود بن المطلب، فنزل تحت سمرة فجعل يقول: يابنيّ ، ألا تدفعون عني ؟ قد هلكت وطُعنت بالشوك في عينيّ فجعلوا يقولون: ما نرى شيئاً فلم يزل كذلك حتى عتمت عيناه . وأما الأسود بن عبد يغوث، فخرج في رأسه قروح فمات منها . وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منه . وأما العاص فركب إلى الطائف فربض على شبرقة فدخل من أخمص قدمه شوكة فقتلته [15] .

    وما أشبه اليوم بالبارحة : قصة الذي أراد الشهادة العليا ، وسب رسول الله :

    ذهب أحدهم لنيل شهادة عليا من خارج بلاده ، فلما أتم دراسته وكانت تتعلق بسيرة النبي المصطفى صل الله عليه وسلم طلب منه أستاذه من النصارى أن يسجل في رسالته ما فيه انتقاص للنبي صلى الله عليه وسلم وتعريض به ثمناً لتلك الشهادة . فتردد الرجل بين القبول والرفض ولكنه فضل اختيار الدنيا على الآخرة ، وأجابهم إلي ما أرادوا طمعاً في نيل تلك الشهادة الملوثة .
    فلما عاد إلى بلده فوجئ بهلاك جميع أولاده وأهله في حادث مفاجئ ، ولعذاب الآخرة اشد وأبقى .

    وقد يأتي الفرج من الشدة وينبثق شعاع النور من الظلام الحالك :

    في ظل هذه الهجمات التي أساءت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – نلمح الكثير من الأمور التي تدعوا للتفاؤل والتي تبين وتؤكد عالمية هذا الدين وخلوده , وأن الله مظهر دينه ولو كره المشركون ولو كره الكافرون .
    من أهم هذه النقاط المضيئة في هذه المحنة المظلمة أن المسلمين تجمعوا كلهم – وهذا لم يحدث منذ أمد بعيد – فالمسلمون جميعا تجمعوا على حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتقديم الأرواح فداء لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – الكل ينادي ( فداك أبي وأمي يا رسول الله ) والكل تجمع تحت شعار واحد هو ( إلا رسول الله ) إلا الإساءة أو المساس بحبيبنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فنسأل الله أن يجمع المسلمين دائما على كلمة واحدة في السراء والضراء .
    ومن النقاط المضيئة أيضا أن كثيرا من الغربيين من الأوربيين والأمريكيين وغيرهم بدأوا يبحثون ويقرأون عن هذا الدين العظيم الذي هب كل معتنقوه في كل مكان من أرض الله لنصرته لما أسيء إلى نبيهم وهو النبي الخاتم – صلى الله عليه وسلم - :
    فقد شهدت حملة للتعريف بالرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - بدأتها منظمة إسلامية أمريكية إقبالا كبيرا من قبل مئات المواطنين الأمريكيين والكنديين ، وتأتي هذه الحملة في إطار عمل إسلامي واسع يستهدف الرد بإيجابية على الرسوم المسيئة للنبي التي نشرتها عدة صحف غربية .
    وأعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في بيان تلقته إسلام أون لاين .نت
    (Islam on line ) الجمعة 17-2-2006 عن تلقيه أكثر من 1600 رسالة من أمريكيين وكنديين يطلبون فيها الحصول على مواد تعريفية عن النبي محمد وذلك خلال 48 ساعة منذ إطلاق المجلس حملة " أعرف حياة محمد " يوم 14-2-2006 والمعنية بتوفير مواد تعريفية بالرسول صلى الله عليه وسلم مجانا للأمريكيين والكنديين الراغبين في ذلك .
    وأعلن " اتحاد المنظمات الاجتماعية في أوكرانيا " (الرائد) عن انطلاق حملة للتوعية بالنبي صلى الله عليه وسلم تبدأ يوم الجمعة 17-2-2006 .. وقال: إنه سيطبع ويوزع 200 ألف نسخة من منشور تعريفي بالرسول في مختلف المدن الأوكرانية، في جهد يستهدف نصرة خاتم المرسلين. ويشتمل المنشور على معلومات ومواقف من سيرة النبي وأخلاقه وشمائله .
    كما بدأت الأقلية المسلمة في رومانيا الأسبوع الماضي حملة للتعريف بالنبي وبالمقدسات والرموز الإسلامية، حيث أوضح "كريم أنجين" المسئول بمؤسسة طيبة الخيرية العالمية في رومانيا لـموقع "إسلام أون لاين.نت " أن المئات من أبناء الأقلية المسلمة في رومانيا بدءوا حملة واسعة تهدف إلى تعريف الشعب الروماني بأكمله بالنبي ، يوزعون خلالها عشرات الآلاف من المطويات باسم "محمد .. القدوة للعالم الجديد " في كافة المدن الرومانية ، قامت المؤسسة بطبعها باللغة الرومانية .

    وختـامــا :

    فهذه بعض كليمات قد أفاض الله بها علي حبا في الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وقد بذلت جهدي فيها قدر الاستطاعة .
    ولكن قدرة مثلي غير خافية والنمل يعذر في القدر الذي حملا

    وأخيرا :

    لا يسعني إلا أن نقدم تحياتنا العطرة إلى من هبت أقلامنا لنصرته , فصلاة وسلاما دائمين متلازمين عليك يا سيدي يا رسول الله عدد كمال الله وكما يليق بكماله .
    ونسأل الله العلي القدير أن يعيد لهذه الأمة سالف عهدها , وأن يجعل النصر للمؤمنين قريبا كما وعد , وأن يرينا في أعدائنا يوما تقر فيه أعيننا وتشتفي فيه صدورنا .

    اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين عزة فأعزه , ومن أراد بالإسلام ذلة فأذله , ومن أراد بهم كيدا فكده , واجعل كيده في نحره .
    " اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين "
    اللهم آمين

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    وصلى اللهم علي سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأحبابه أجمعين


    جمعه الفقير إلى عفو مولاه
    محمود عبد الفتاح محمـد حسـن
    مصر – أسيوط – الحواتكة
    23 / مارس / 2006 م


    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] - أخرجه البخاري في صحيحه
    [2] - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه .
    [3] - رواه الإمام ميسلم في صحيحه .
    [4] - أخرجه الإمام مسلم في صحيحه .
    [5] - سورة غافر الآية رقم ( 28) والحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه .
    [6] - أخرجه الإمام أحمد في مسنده .
    [7] - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه .
    [8] - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه .
    [9] - تفسير ابن كثير .
    [10] - سورة المجادلة آية رقم ( 22 ) نقلا عن تفسير الدر المنثور للسيوطي
    [11] - أخرجه الإمام مسلم في صحيحه .
    [12] - متفق عليه .
    [13] - الصارم المسلول على شاتم الرسول للإمام ابن تيمية .
    [14] - رواه أبو داود في سننه بسند صحيح .
    [15] - تفسير الدر المنثور للسيوطي .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2

المواضيع المتشابهه

  1. ردًّا على الإسَاءة ِ التِي لحقَتْ بـِ رسُوْل ِ الله..
    بواسطة حوراء آل محمود في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-03-2008, 09:00 PM
  2. بالصور:ـ مظاهرات احتجاجية ضد الإساءة لمشاعر المسلمين
    بواسطة عبلة محمد زقزوق في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-02-2007, 10:13 AM
  3. إمبراطوريّة العشق إلى اشعارٍ آخر //جزء 2
    بواسطة احسان مصطفى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 12-03-2006, 10:36 PM
  4. السبيل إلى (فعل مؤثر ودائم) وليس (مجرد رد فعل): تجاه الإساءة الدنمركية!
    بواسطة زاهية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-02-2006, 09:43 PM