""زوارق الـلـيل""
دنيا النوم تزعجني ,تكشف قناع تنكري ,تفك أزرار الجلد الحريري عن جسدي
الأضواء تتخافت , والوجوه تنام تحت ظٍل أرعبها , ونوافد كعيون أغمضت أجنحتها
جثث الطمأنينة ممدة تحت أشجار ,نبع الحياة الأبدية تشفي شلل قلمي,ليتسلل خلسة للورقة
او كأن القمر افترس الجمال وضياؤه تضوع بروائح التوت النازف
حتى أشباح الحروف ترقص على رؤوس أصابعها كحلم لا يغادر القلب
ولا يلتصق به حتى الألفة المضجرة
أيا طفلي الصغير من أصحاني في هذا الليل؟؟ اهو الشوق الذي يقطع نياط القلب؟؟
او خجل الفتاة من أمنياتها
لماذا علينا؟؟لف أنفسنا في القطن وإخفاءها في أنبوب مفرغ الهواء
/
أداعب قطتي التي تكومت في الزاوية ,أضمها لي لعلي أجمع فتات دفء هربت مني مهرولة
عيون تطفو بنظرات زائغة ودامعة .
تلمح بها وجوه عبر النافذة ,قطار مسرع تحت المطر لنجمع به حفنات الألم
في غار قلبي أقرأ طالع أحزاني حتى مطلع الفجر.
/
شيع الليل ميته بهدوء وانفتحت دروته الدموية على ليل يتدفق منه سم جديدالمذاق
على شراينه المليئة بحامض كاو
أبرة ذاكرة صدئة واسطوانته شوشت بفعل الزمن وانصهرت وتداخلت وانا تحت وطأتها
هذا شأني مع الذاكرة فهي لا تزال هناك في قاعي حقيقة ومرئية لكنها تستعصي على الأحتواء
تهرب من مدارك الزمان والمكان
لماذا علي؟؟ ان أتخيل استيقظ من غفوة الحياة لأصحو على فراش الموت إلى جانب وجه أمي
لنتابع السيرعلى شواطىء المجهول
اسمع له صريرا شبيها بصرير خشب عتيق سرقه لص من مدفن التاريخ
تهب نسمة غبار في وجهي الداكن, غبار سراديب,غبار أكفان الموتى
المتدلية على هياكل لحمية وتجمعوا حولي محتجين على تدنيس حرمة المكان
وأدوية تحنيط النفتالية النسيان
ما أطول هذا الليل !!وكم قسوة عليك يا ورق؟!!
الحلم يزداد مراوغة ويتسلح بأقنعة الواقع, فاحت منه رائحة حزينة لا اسم لها,
رائحة خبيثة لا يلمسها أحد, ولا يحتضنها بعينه أحد, ولا تمر بها الريح ولا يعانقها الضوء
رائحة تشبه البكاء الامبكي , بكاء حنجرة الذي أتقنه بصمت.
ايها الليل تخترقني كشفرة سكين ذكرى تطعنني بها أيدي لا مرئية بضربات متلاحقة
وانا استعصي على الموت
لماذا لا زالت امي شرقية الزمان والمكان تقلم حواس الفتاة التي تطمح الى اصطياد عصافير الدهشة المستحيلية المجهول.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس إبراهيم
