سونيتّات (1/2)
نصوص عمياء لكنها مبصّرة
: أسعد فخري
عتبة :
(طوبى لأنثى الرماد ترصّع المدى بآخرالجمرات)1
(1)
قلّقتَني للتّو قالت ثم استراحت على أرائك من هبا ء.
هَمَسَت قبل حينٍ فـي أذنِ الصمت ، وكان الصمت رجلاً من فيء وما ء.
قا لت : هلّا اغترفتَ من الغيم بياضه الداكن وأمطرتني من الغامض زلال الندى أزاريرَ صفا ء.
(2)
بالأمس ولجتٍ حيرةالسفن الراسية على الميناءالقد يمة ،جعلت للريح أصا بعَ وللعصف اجتحرحتِ المسا ء .
هو ذا اليقين معا بر للشك في مراياك ،سلماً حجر ياًلتشوّ فِ الند ى ذاكَ المستكين رقّرا قاً على أسرّته الخضـّـركوصايامن ما ء .
(3)
حاذرتني الأ يا ئل عند المضيق الى را حتيكِ فخلتهما بساتين زنا بق ، وحين مرّ الجندُ ببناد قهم اعتمروا أشباح الليل قبعات خفا ء .
عمّد وا ظهيرتي أميراً صوفياً ،ثم خبأوا عند النخلة الباسقةأسرار محياي نداء .
(4)
هي ذي النّدامة ذئباً يلتهم ماتبقى من الحكاية فبأي الظنون تعو د إلى راحتيها .
يُهــا الظليّل، أشعلتَ حرا ئقها حين داهمك النداء النعوس في لوزّ عينيها .
إنه وحشة روحكَ الشحيبة ، عفَرتها نبو ءات الضّبا ء .
(5)
لم يكن من بدٍ ، والليل في شَعرها خضبه نَوَ سان الصبحِ ، وأنت
كرمّادالمواقد الخابية ، تسـحـنُ صباحات الحجـرحرائق من نداما .
هوذا موقدكَ الأخير لهزيع ليلة الأمس فانثر سٍفرَك على موائد من سراب البحر ثم أوصّد بوابة نجمة ا لصبح بأقفا ل الحما د .
(6)
احتّر أو اختّر .....
يا كليم الليلك ، و يااشتعال البيا ض في الياسمين .
أ ودعها سِركَ العصيّ قوس قز ح في بسا تين الغيم واهمس لمرثية الغيا ب : أوقدي في شفتيك المغسولتين بالغسق جِمار ليلة الأمس ، و عدي بيارق ليلكِ اللوزحين انحسرت حرائر الصدر عن قبتين من مرمرٍ يعسّّل فيهما العبق
ثم ا نثري محاريب الزنابق بين راحتيك عشراً مدماة بالشفق .
(7)
( سلالم المشُتّهى )2
واليمّ إذا تشّهى ، ماوارى القلب وما أخفى
يالنهر أناديك بأسمائها الحسنى،أن تهزني بسريرك الطين
وتدثرني بمائك ،ثمّ تدعو أكفّ روجكِ كي تهدهدني اني أنام
على وسائد مائك مبهوراً بأشجار النخيل حين تخلع نعالها وقت الصلاة
على ضفتيك .
(8)
أيها الوحيد كنجمة الصبح
روحكَ ماء فأيقظ فيها صباح وردّ الأصابع
جسدكَ مرثية الخلدالأعمى ، فسلم راية الجنون لزحام حيرّتها
لاتكن سباقاً ولا منتظراً ....
يُها اللجوج .. في عتمة دروبها ، أيقن أن ثمار بساتين يقينها شكوك.
(9)
إنه الماء يا....
وأنتَ غلام البحر الضّال ، وبكاء غيمة حائرة
مرادكَ صوف حاك شباك عناكبه الحلاج المصلوب على فزاعة عصافيرها
لاتحدث اللازورد عن أجراس العراء حين تنضو حرائرها
وقت يستسلم الجسد لمرمر أقفاله رهيفاً يسابق الياسمين على البياض
هي ذي سلاحف مرادك قطعت شوط الطريق الى الماء مرافىء حنين
الى نجمتين بالأمس كانتا على صحن خديها تغمزان .
(10)
هي روحكَ ... سرادق على شواطئها
يلطمك الموج وقت رقادها فتنوض فيك نزوات المشتهى نغيط قطاة عطشى
تفتح عينيها نافذتين لأسراب النوارس اللواتي خلّفن رفيف أجنحتهن
ظلالاً على أرائك الزرقة مرايا لقبّرة ........
يتبع ....