من عناق الذرات اكتمل بناء الكون وتشكّلت معالمه وعوالمه
كذاك حياتنا .. تزاحمت في رئة سنينها وشعبها اليومية تضاريس البشر ومناخات التفاعل حتى غدا الشهيق والزفير ذاكرة وتذكر
هي الذاكرة : جبل تشعبت في أغوار التكوين الوجداني جذوره وشمخت إلى طبقات العقل العلوية قمته ...
وهو التذكر : في بحور الماضي مركب تجري به الأشوق بريح طيبة , تدافع الموج حوله عبرات كل دمعة تلاحق على خدود الحنين أختها , وخلجات الأشرعة ضحكات فرح تزداد بانفراج ماضٍ آهل ثغره بأسنان الحلم اللبنية .
مشط الأشواق يسرّح جدائل الماضي ومن أطراف الذكريات تفوح رائحة التفكير بـ لعل وعسى واستكناه ما يضمره الغيب ويتمخض عنه الغد
كـ حادثة قديمة نسجت أخيلة الأجيال حولها الأساطير , على حلم باللقاء تقادم عهده نسجت لكِ من غزل الأحلام خيمة عذرية , على متكئٍ زركشته أصابع التخيل ألتقيك , يأخذني صمت الخشوع وهيبتك , ظلال الدهشة تطوي في تماديها ضياء الكلام و انطلاقة اللسان تمتصها اهترءات التلعثم , وفي شتاء العجز تتجمد الكلمات .
ألوذ بدفء الأنامل وأنقشها على الجدار الحاجز بيننا رسالة شوق , على جنبات سطورها تزاحمت الأحرف تهتف ولاءً لكِ وانقيادًا لـ عينيك
يوسف الحربي