تعزية رقيقة - ق ق ج - نزار ب. الزين

تعزية رقيقة
ق ق ج
نزار ب. الزين*

[RIGHT]بعد انتهت أيام التعزية و المواساة الثلاثة ، نادى زوجة أخيه المرحوم ، و خاطبها بلهجة آمرة ، و قد قطب جبينه : " لم يعد لك في هذه المدينة مقاما ، خذي ابنتيك و اذهبي بهما إلى مسقط رأسك بجوار أهلك ، و اتركي لي بيع المنزل و أثاثه ، و سينال كل منا حصته ، وفق الشريعة ! " .[COLOR=darkred]
كفكفت الثكلى دموعها ، ثم أجابته بلهجة متحدية :
"عن أي بيت ؟
و عن أي أثاث ؟
وعن أية حصة تتكلم ؟
البيت يا سِلفي* العزيز، و كل ما فيه مسجل باسمي ! " .
--------------
*سِلفي : شقيق زوجي
============================

لمحة مكثفة تحكي واقع حال مر ، حين تنتزع الرحمة من قلوب ذوي الرحم ..

الاستاذ الكبير نزار الزين...
أ هي الذات هنا تعاني الاستلاب بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وابعاد ، أهي الذات المغلوبة على امرها ، التي ضاعت منها كل اسباب البقاء ، حتى لم يبقى منها سوى الشكل الخارجي الخاضع للمجهول والمحمل بالالام والمخاوف ، أ هي تلك الذات تخرج من قوقعتها الضيقة تلك وتصرخ بوجه هذا الظلم الاجتماعي لتقول له بأن رسالتي لم تنتهي عند موت زوجي ،فانا لم يزل لدي بناتي ، اكمل معهن ما تبقى لي من وجود ، بعيدا عن هذه السلطة القبلية القائلة بأن النساء لايرثن ازواجهن ، استاذي القدير انت هنا تفتح باب مشكلة لايجيد خلقها سوى مجتمعاتنا التي رضعت من مفاهيم الابوية السلطوية ، وتجعلنا امام رؤى لايمكن ان يتجاهلها العقل الانساني في زمن كهذا.

دم بخير
محبتي
جوتيار

لمحة مكثفة تحكي واقع حال مر ، حين تنتزع الرحمة من قلوب ذوي الرحم ..

============
أختي المكرمة وفاء
عند المصلحة تتجمد العواطف لدى البعض ،
و هذا ما نشهده باستمرار في كل زمان و مكان
شكرا لزيارتك العاجلة و دمت بخير
نزار

الاستاذ الكبير نزار الزين...
أ هي الذات هنا تعاني الاستلاب بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وابعاد ، أهي الذات المغلوبة على امرها ، التي ضاعت منها كل اسباب البقاء ، حتى لم يبقى منها سوى الشكل الخارجي الخاضع للمجهول والمحمل بالالام والمخاوف ، أ هي تلك الذات تخرج من قوقعتها الضيقة تلك وتصرخ بوجه هذا الظلم الاجتماعي لتقول له بأن رسالتي لم تنتهي عند موت زوجي ،فانا لم يزل لدي بناتي ، اكمل معهن ما تبقى لي من وجود ، بعيدا عن هذه السلطة القبلية القائلة بأن النساء لايرثن ازواجهن ، استاذي القدير انت هنا تفتح باب مشكلة لايجيد خلقها سوى مجتمعاتنا التي رضعت من مفاهيم الابوية السلطوية ، وتجعلنا امام رؤى لايمكن ان يتجاهلها العقل الانساني في زمن كهذا.
دم بخير
محبتي
جوتيار

=================
أخي الحبيب القاص و الناقد الفذ جوتيار
في تحليلك المعمق - كعادتك – ركزت على قضية إجتماعية في غاية الخطورة ، و هي قضية الميراث ، و التي لا زالت تعالج وفق مفاهيم عداء الأنوثة التاريخي ، فكان تحليلك لافتا و جريئا .
سلمت أناملك و دمت متألقا
نزار

ومضة أكثر من رائعة

بوركت أيها القاص الذي تكتب لنا الواقع دوما

ومضة أكثر من رائعة
بوركت أيها القاص الذي تكتب لنا الواقع دوما

===============
شكرا لإطرائك الدافئ أخي عدنان
فهو وسام أعتز به
مودتي لك و اعتزازي بك
نزار

أخي الأستاذ المتألق نزار ب. الزين .. مفارقة كبيرة بين العنوان و متن القصة .. بين رقة التعزية و قسوة الحديث بما لا يحتمله المقام و ما يفترض أن يكون
دمت متألقا
مع الود

أخي الأستاذ المتألق نزار ب. الزين .. مفارقة كبيرة بين العنوان و متن القصة .. بين رقة التعزية و قسوة الحديث بما لا يحتمله المقام و ما يفترض أن يكون
دمت متألقا
مع الود

*************
فعلا إنها مفارقة ،
كان من المنتظر أن تكون تعزية الأخ رقيقة ،
بأن يبدي استعداده لمعاونة أسرة أخيه الفقيد ،
بكل ما يطلبون ،
و لكن ....
شكرا لمشاركتك القيِّمة و دمت بخير
نزار

لكن الواقع أشد مرارة يا أستاذي
عندما توفي والد زوجتي جاء أخوته ووضعوا أيديهم على كل شئ وطلبوا من البنات اللاتي لم يعد لديهن والد ولم يكن اصلاً لهن اخ أن يغادرن الى حيث يشأن حتى لو عشن في الشارع
وكانت مفاجأة لطيفة حينما قالت حماتي : أن البيت وقطعة الأرض التي بني عليها مسجلة باسمي


تناولت الواقع ولم تبتعد عنه كثيراً أي استاذي
تحيتي وتقديري لنصك وشخصك