بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم: الثلاثاء
التاريخ12/12/2006
المرسل:ماجدة صبّاح مدرسة بنات الرمال الإعدادية للاجئات بغزة.
الموضوع: لربّ كلمات أيقظت أرواح.
المرسل إليه: الأخ أبو العبد هنية-رئيس الحكومة الوطنية الفلسطينية- حفظه الله
بسم الوحدة الفلسطينية، بسم كل قطرة دم أذرفها كل شهيد بطل مغوار وطأت قدماه ثرى الأرض الحبيبة-فلسطين-، بكل معاني التضحية والصبر والنضال، أتوجه بداية للشعب ولكم بأحر التعازي لفقدنا ثلاثة أطفال أبرياء ارتسمت كل معاني البراءة والطفولة على وجههم، واتسمت بها ضحكة مرحة شفاهم، وأوجه ثانيا لسيادتكم رسالتي، مخطوطة بعبق الأمجاد، مسطرة كلماتها بحبر الدم المسلم العربي الفلسطيني القاني، مرسلة مع أريج مسك هؤلاء من ارتفعوا شهداء، وتعالوا قتلى صيحاتهم لذرى العلياء.
آملة منكم، حسن الاستجابة والعمل السريع على ما فيها من سطور ورجاء.
أمس، أثقلت أرواحنا تلك الصرخات، وأوجعت ضمائرنا كل تلك الأنات، تسارعت دموعنا منهمرة انهمار الشلال غضبا صارخا كالبركان ، مدويا صوته مالئا السماء بدويه، مضرجا بهيبته كل معاني التضحية والكرامة، حتى صارت دمانا متساقطة المرات، موجعة قلوبنا، مثيرة الشقوق والصدع في صدورنا، ملهبة عزمنا نارا، ومثيرة في أنفسا جشأ عظيما، ملهبة في أعيننا شرر تجاه من هم لا ينتمون لنا، هؤلاء الذين تسارعت طلقات رصاصاتهم سرعة البرق، خائبة في وجه أعداء الله، من انطلقت من أفواه بنادقهم رصاصات كاذبة وشرارات متطايرة؛ لتحط رحالها قلب صغير بمعاني كبيرة، تخرق صدورهم غلا وحقدا، كفرا وطغيانا.
أمس، كانت الفاجعة، كانت المصيبة بل الكارثة، ومهما عدت أقلامي، وسطرت ونطقت كلماتي، وتعالت من لساني وحنجرتي صرخات وتكبيرات منددة لائمة، فلن نكفي هؤلاء الشهداء قدرهم،أو حتى أن نجزي أهلهم صبرا.
لذا، رجائي منكم، مكفكف إليكم بخواطر العذل، متزيّنا بثياب الأمل، بالعمل الدءوب والمتسارع المتواصل الجاد؛ لكشف هؤلاء المرتزقة القتلة، من في قلوبهم غيظ وحقد عظيم، من في باطنهم نار وثورة ضدنا والوطن وأطفالنا. وبتجديد عمل المؤسسات القائمة في وطننا الغالي وعلى أديم أرضه الطاهرة جاثمة ، حامية أطفالنا، هؤلاء البسمة الصادقة الشافية، والكلمة العطرة الباهرة، الدمعة الهالكة، الأمل الصاعد، والألم الرائد، أطفالنا الشعلة التي سننير بها- شاء من شاء وتهاون في طغيانه من تهاون- فلسطين، وبهم سنعيد الأرض والتاريخ.
ولكن الهول ليس هنا، بل هو أين أنتم؟ نعلم ماذا فعلتم من أجلنا والشعب، من أجل فلسطين، نعلم رباطكم وصبركم، نعلم تضحياتكم الشخصية والعامة، إذن..فأين رواد الأمان؟ أين رجال الشرطة؟ من هم في مثل هذا الوقت ليسوا إلا..أين هيئة شرطة التنفيذية التي اعتدنا أن تقف في صفنا؟ أين أسلوبكم الذي انتهجتموه مذ كانت الأولى في تخليصنا من هؤلاء العملاء والجواسيس المندسين؟ نعلم مسئوليتكم والضغوط الواقعة عليكم، ولكننا لن نطمئن – وكما الظن- بأن تنشر القوى بعد وقوع الحدث!
لن أطيل كثيرا، ولن أتهاون مثيلا، بل ..أترك القرار قراركم، والشأن شأن الجميع منا، والحكم حكم الله فيهم.المرسل: ماجدة صبّاح.
التاريخ:12/12/2006