قال لي بتلقائية:
الحياة عبث يا دكتورة ...
ضحكت من رده التلقائي الذي يمثل رأيي في الحياة دون رتوش ..حياة عبثية لا أكثر ولا أقل ..
سألني عن سبب ضحكي فأخبرته بقناعاتي .. ثم أضفت أن الحياة تشبه تلك الألعاب التي تعتمد على الحظ والسرعة ..ترى بنفسك أن وقتك ينتهي وستخسر حتما لكنك تواصل اللعب حتى ترى كلمة
(game over)
لكنك تؤمن أنك لا تقامر في حياتك بنفس طريقة اللعبة .. تعتقد أن اللعبة تستطيع بدأها مرة أخرى وتظل تحلف بكل الأيمان أن تعاملك مع الحياة ليس كذلك ..لكن أود منك قليل من التركيز ..ألا ترى أن أسلوب حياتك هو بالضبط ما تفعله مع تلك اللُعبة السخيفة لكن النهاية لا تحتمل الإعادة لتلافي الخسارة..!
نظرة ساخرة تطل من عينيه ..نظرة موجهة للفراغ.. ليخبرني في نهاية تلك النظرة -التي أرى أنها تحمل عبث لا يفوق عبثيتي- , بأن نظرتي للأمور غريبة لكنها تحمل وجهة نظر لابد أن تُحترم ..ثم نظر لي بنظرة تختلف تماما عن الحديث الدائر بيننا .. نظرة تحمل بعض من مشاعر اصطياد الفريسة وأشياء من هذا القبيل ..
لذا ابتسمت ابتسامة تليق ب فريسة لأخبره بأن الحياة علمتني أن لا أحب ..وأيضا لا أكره .. قلبي من كثرة امتلائه بأعاصير هادرة عبر أزمنته لم يبقى منه شيئ للتواصل الإنساني الطبيعي .. عقلي طوال الوقت تومض به فلاشات سريعة تذكرني بكل من جرح ..
ابتسامة تود أن تكون متعاطفة تظهر على محياه ليقول لي بأن الحياة بها أشياء رائعة ..
لذا ابتسم في خبث يتظاهر بأنه ليس كذلك لأخبره بأنني لا أرى تلك الروعة ..لأنه لا يوجد روعة سوى في المشاهدة .. تتركهم داخل الدائرة يدورون بها حتى يسقطوا من التعب وأنت خارج الدائرة تشاهد بسخرية الدوران والسقوط -وقد تساعد في سرعة سقوطهم أيضا-.. لتنتشي من العبث في النهاية..
ظهر الوجوم على وجهه وتمتم ببضع كلمات عن مواعيد لديه .. و هرب سريعا من دائرة عبثي ليتركني أوااااصل ماأفعله دوما ...