|
(سَلامٌ مِنْ صَبَا بَرَدَى أَرَقُّ) |
لَهُ فِي الحُبِّ دَقَّاتٌ وَخَفْقُ |
وَيَبْدُو فِي سَمَاءِ الحُبِّ غَيْمٌ |
يُسَابِقُهُ لَكُمْ رَعْدٌ وَبَرْقُ |
أُسَلِّي خَاطِرِي عَنْكُمْ قَلِيلاً |
فَيَصْعُبُ مَا أُكَابِدُ بَلْ يَشُقُّ |
إِذَا مَا نَسْمَةُ الذِّكْرَى تَهَادَتْ |
تَضَوَّعَ فِي حَنَايَا الرُّوحِ شَوْقُ |
فَتَأْخُذُنِي اللَيَالِي مُسْرِعَاتٍ |
إِلى أَلَقٍ لَهُ فِي النَّفْسِ عِشْقُ |
أَتَذْكُرُ إِذْ وَرَدْنَا الحُبَّ صَفْوَاً |
يُزَيِّنُهُ مِنَ الإِيِمَانِ صِدْقُ |
تُعَلِّمُنَا المَعَانِي مُزْهِرَاتٍ |
وَأَبْوَابَ العُلا عَزْماً تَدُقُّ |
تَقُولُ لَنَا أَلاَ هُبُّوا هَلُمُّوُا |
لَنَا فِي الخَيْرِ غَايَاتٌ وَسَبْقُ |
أَضِيؤُوا مِنْ شُمُوعِ الحَقِّ قَلْبَاً |
لِدِينِ اللهِ أَوْفُوا لاَ تَعُقُّوا |
أَقِيمُوا دَوْلَةَ الإِسْلامِ فِيكُمْ |
لِتَهْنَأَ أَنْفُسٌ وَيَؤُوبَ خَلْقُ |
لَهَا الأَيَّامُ رَبِّي مَا أُحَيْلَى |
سُوَيْعَاتٍ بِهَا تَصْفُو تَرِقُّ |
كَأَنَّا مِنْ سَعَادَتِنَا مُلُوكٌ |
وَخَيْلٌ فِي ذُرَى العَلْيَاءِ بُلْقُ |
تَطِيرُ بِنَا الأَمَانِي نَحْوَ مَجْدٍ |
بَنَاهُ لأُمَّتِي بَذْلٌ وَدَفْقُ |
فَنُصْبِحَ لِلْهُدَى إِخْوَانَ صِدْقٍ |
يُسَابِقُنَا إِلى الجَنَّاتِ شَوْقُ |
وَإِنْ جَنَّ المَسَاءُ لَنَا لِسَانٌ |
بِآيَاتِ الهُدَى غَرِدٌ وَطَلْقُ |
تَمَنَّيْنَا دَوَامَاً فِي هَنَاءٍ |
وَأَنْ لاَ يَمْحَقَ الأَوْقَاتَ مَحْقُ |
وَلكِنَّ الدَّوَامَ بِطِيِبِ حَالٍ |
مُحَالٌ ، ذَاكَ يَا أَحْبَابُ حَقُّ |
تَشَتَّتْنَا فَذَاكَ دَعاهُ غَرْبٌ |
تَلَقَّفَهُ وَذَاكَ دَعَاهُ شَرْقُ |
وَأَثْخَنَنَا التَّفَرُّقُ وَالتَّنَائِي |
لِجُرْحِ بِعَادِنَا فِي القَلْبِ عُمْقُ |
وَآَلَمَ قَلْبِيَ المَكْلُومَ هَجْرٌ |
يَزِيدُ بِنَا وَإِسْفِينٌ يُدَقُّ |
أَرَى الدُّنْيَا تُكَبِّلُنَا بِقَيْدٍ |
فَهَلْ مِنْهَا لِذِي الأَرْوَاحِ عِتْقُ |
أَمَا آَنَ التَّلاَحُمُ وَالتَّصَافِي |
فَيَشْفَى جُرْحُنَا وَيَزُولَ فَتْقُ |
لمِيِثَاقِ المحَبَّةِ وَالتَّآَخِي |
( يَدٌ سَلَفَتْ وَدَيْنٌ مُسْتَحَقُّ ) |
هَلُمُّوُا نَسْتَعِدْ صَفْوَ اللَيَالِي |
فَيَبْدُو عَنْ قَرِيبٍ مِنْهُ أُفْقُ |
كَفَانَا مَا يُكَدِّرُنَا فَرِقُّوا |
لِحَالِ مُحِبِّكُمْ يَا صَحْبُ رِقُّوا |