|
أنبتَ الشوقُ فـؤادي بالمنـى |
وكذاك الشوقُ غيثُ الأنفـسِ |
يرسمُ الطيفُ لعينـي صـورةً |
فأرى الدنيا كروضٍ سندسـي |
وتطوفُ الروحُ في أُفقِ السنـا |
في سمـاءِ الكوثـريِّ المؤنـسِ |
في ليالٍ أثلجت صدرَ الهـوى |
فارتوى سحرَ الجفونِ النُعَّـسِ |
حين لذَّ الأُنسُ حينـاً عندمـا |
أطفأ الليـلُ عيـونَ الحَـرَسِ |
ولثمتُ الوردَ خـدّاً ناضـراً |
أثملَ الروحَ بطِيـبِ المغـرسِ |
واستقيتُ الخمرَ من أقداحِـهِ |
مازجاً توتَ الشفـاهِ اللعَّـسِ |
أنهـلُ السحـرَ زلالاً كلّمـا |
أشرقت منها عيونُ النرجـسِ |
غَنّتِ الأرواحُ أنغـامَ الرضـى |
-من فنونِ الحبِ- لحنَ الأقدس |
مالتِ الأغصانُ ترخي مسمعـاً |
كقـدودِ الفاتنـاتِ المُـيَّـسِ |
واقتسمنا ثورةَ العشـقِ معـاً |
يومَ أُنسٍ طاهـرٍ لـم يدنـسِ |
وطَـرٌ مَـرَّ بأسـرابِ المُـنى |
خَفـراً يحـكي جمالَ النورسِ |
ننفـثُ الحـبَ أفانينـاً إلـى |
طُهرِ أضواءِ النجـومِ الخُنّـسِ |
همـسَ الكـونُ ألا بوركتمـا |
بهجةً أغوت مسيـر الكنّـسِ |
فاستزدنا بوحَ وجـدٍ عاطـرٍ |
همسةَ الروحِ وإن لـم تنبـسِ |
أصغتِ الدنيا لقُـدّاسِ الهـوى |
فـي ترانيـمِ جـلالِ المجلـسِ |