المدينة الغريبة
بقلم: عمار باطويل
بتاريخ24-4-2008م
أتى أحمد إلى مدينته العربية التي غاب عنها عشرون عاما" وبضعة اشهر من أرض العم سام (امريكا). الحياة في وطنه الأصلي اصبحت متغيرة ولا شي يبدوا كما كان , لا شي يجعله يتعرف على مدينته إلا الذكريات التي تطوف به إلى الماضي الجميل الذي كان ينبض بنبض عربي ونفس عربي أصيل . أحمد يتحدث مع نفسه ويقول لها : لم يبقى في وطني إلا الذكريات للعرب والعروبة وكل شي أصبح مأمرك . حتى اللغة العربية أصبحت متشابكة مع كلمات أنجليزية , وتكاد تسمع الكثير من شباب العرب ينطق بكلمات انجليزية مثل Nice , see you , be Happy and do not worry و اصبحت اللغة العربية خليط ومزيج مع اللغة الأنجليزية. انهمرت دموع أحمد على خديه, وشفتيه كادت بأن تنطق بهذه الكلمات , ( اغتيل الوطن واللغة على وشك الاغتيال ). أحمد يتحدث مع نفسه ويقول لها: عشت عشرون عاما" في امريكا ولم أرى ولم اسمع أمريكي يتحدث بكلمات عربية مع لغته الأم اللغة الأنجليزية. ويسأل نفسه لماذا نحن العرب ندخل كلمات أنجليزية عند حديثنا مع لغتنا العربية ولماذا شبابنا يستمعوا إلى أغانيهم وفنهم وهم لا يهتموا ولايبالوا بفننا وأغانينا العربية؟. كل شي اصبح متغير في المدينة حتى اصبحت المدينة ذات ملامح غربية. مطاعمنا وأكلاتنا حلت محلها مطاعم المأكولات السريعة مثل البرجر والبيتزا هت وغيرها من المأكولات الغربية . البيوت الإسلامية والفن الأسلامي على وشك الأنقراض. المدينة التي كان يعرفها احمد قبل سفره إلى الغرب لبست وتشوهت بلبس غربي, وأبناء الحارة والبعض من ابناء مدينته تمردوا على لبسهم العربي واستغنوا عنه وبدلوه بلبس غربي كالجنز وغيره من ملابس وبناطيل غربية. لم تعد هناك الكثير من الملامح العربية على مدينة أحمد كل شي اصبح غريب حتى المدينة اصبحت غريبة المظهر وغربية الهئية بعدما كانت عربية الملبس والمأكل والفكر. لم تعد المدينة كما كانت ولم تعد هناك ملامح عربية على المدينة. قال أحمد : جيل غريب ومدينة غريبة وثقافة غربية في الأرض العربية . أنه إعلان حالة وفاة المدينة العربية وبزوغ جيل جديد يهتم بثقافة وفكر الغرب ... وسلام على الماضي العربي العريق .