أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: دراسة أدبية لقصيدة ( إلى نخلة في العراق ) للدكتور عمر هزاع

  1. #1
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي دراسة أدبية لقصيدة ( إلى نخلة في العراق ) للدكتور عمر هزاع

    يَا شِعْرُ , شَعْبٌ فِي " العِـرَاقِ " تَشَـرَّدا مُتَلَحِّفًـا - بِالنَّائِـبَـاتِ - مُـوَسَّـدا
    يَا شِعْرُ , شَعْبٌ فِي " العِرَاقِ " , وَ صَرْخَةٌ ضَاعَتْ - بِأَدْرَاجِ الرِّيَاحِ - مَعَ الصَّدى
    فَاهْطُـلْ بِقَانِيَـةِ الـدِّمَـاءِ قَصَـائِـدًا وَ اهْمِ القَوَافِـي بَيـنَ أَنْيَـابِ الـرَّدى
    لَو كَانَ يَنْفَعُـهُ البُكَـاءُ ذَرَفْـتُ مِـنْ جَـوفِ المَحَاجِـرِ مُقْلَـتَـيَّ تَــوَدُّدا
    لَكِنَّ - وَيلَ الدَّمْعِ - لَـو هَلَّـتْ بِـهِ عَينُ القَصِيـدِ عَلَـى السُّطُـورِ تَوَقَّـدا
    يَا نَخْلَةً فِـي شَـطِّ " دِجْلَـةَ " كُلَّمَـا كَاتَبْتُهـا شَوقِـي , بَكَـى وَ تَنَـهَّـدا
    وَ مَضَـى لَهَـا بِالقَلْـبِ رُغْـمَ نَزِيفِـهِ حْدُو لَهَا حَدْوَ البَعِيـرِ مُصَـرَّدا ( 1 )
    لَا الأرْضُ أَرْضِـي إِذْ أَرُوحُ وَ أَغْتَـدِي و أَثِيرُهَـا لَيـسَ الأثِـيـرَ لِأَصْـعَـدا
    " بَغْدَادُ " , وَيحَ الخَائِـنِ الهِـرِّ الـذِي لَمَّـا تَهَـاوَى الصَّامِـدُونَ اسْتَـأسَـدا
    بَاعُوكِ ؟ مَا بَاعُـوكِ ؟ مَـا زِلْنَـا نَـرَى وَهْمًا - عَلَى وَهْمٍ - سَرَابًا فِـي المَـدى
    خَانُوكِ ؟ مَا خَانُوكِ ؟ أَمْ نَحْـنُ الأُولَـى خِنَّاكِ ؟ أَمْ خَـانَ الكَـرَى ؟ فَتَمَـرَّدا ؟
    فِي " الكَرْخِ " لِي أُنْشُودَةٌ أَشْكُـو بِهـا " لِلْحِلَّةِ " - النَّكْبَاءَ دَمْعًا أَسْوَدا ( 2 )
    جُرْحُ " السَّمَاوَةِ " نَازِفٌ فِـي أَضْلُعِـي جُـرْحَ النَّخِيـلِ وَ أُمْنِيَـاتٍ تُفْـتَـدى
    كَانَتْ لَنَا فِـي " الرَّافِدَيـنِ " حَضَـارَةٌ عَاثَتْ بِها - فِي الدَّائِرَاتِ - يَـدُ العِـدا
    وَ شَرَاذِمٌ مِنْ كُـلِّ حَـدْبٍ قَـدْ أَتَـوا كَي يَطْمِسُوا - فِيهَا - مَنَارَاتِ الهُـدى
    وَ الصَّمْتُ - إِذْعَانًا - لِسُـوطِ مَلِيكِنَـا قَدْ زَادَ فِـي ضَعْـفِ النُّفُـوسِ تَـرَدُّدا
    وَالٍ يَجُـورُ , وَ حَاكِـمٌ يَرْتَـدُّ عَــنْ فَرْضِ الجِهَادِ , وَ أُمَّـةٌ ضَاعَـتْ سُـدى
    أَيَّـانَ تَسْتَـجْـدِ العُـرُوبَـةَ أَنَّـتِـي تَلْـقَ انْدِلَاعًـا - بِالأنِيـنِ - تَفَصَّـدا
    وَ القَـومُ مِثْلِـي , بَـلْ أَشَـدُّ تَأَسِّيًّـا مُـذْ بَـاتَ زَنْـدُ الثَّائِرِيـنَ مُصَـفَّـدا
    مَنْ لِي بِجُنْدِ " ابْنِ الوَلِيـدِ " , وَ قَائِـدٍ يَمْشِي إِلَـى سِـنِّ المَنُـونِ , فَيُقْتَـدى
    وَ جَحَافِـلٍ بِالضِّفَّتِـيـنِ " بِدِجْـلَـةٍ " وَ عَلَى " الفُـرَاتِ " اصَّفَّفَـتْ لِتُجَنَّـدا
    وَ فَيَالِـقٍ " لِصَـلَاحَ " رَدَّتْ طُغْـمَـةً - عَنْ " قُدْسِنَا " - عَادَتْ لِكَي تَسْتَشْهِدا
    وَ كَتَائِبِ " ابْنِ التَّاشَفَينَ " " بِمَغْـرِبٍ " سَارَتْ بِِجَيشٍ فِي " الحِجَـازِ " تَوَعَّـدا
    يَا " ذَا الفَقَارِ " وَ سَيفَ " هَارُونٍ " - عَتَا سَيفُ الخِيَانِةِ فِـي العِـرَاقِ - تَجَـرَّدا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    أولاً ( الجو العام للقصيدة )
    يطالعنا العنوان الواضح نوعاً ما "إلى نخلة في العراق" وكأنه يهدي القصيدة لنخلة في العراق ، وتبدو القصيدة من الوهلة الأولى منتمية إلى فن رثاء الوطن، إلا أنه بالتمعن فيها تظهر لنا قصيدة إسلاميةو قومية لأنها تستدعي النزعة الإسلامية والقومية العربية بذكره لرموز إسلامية كصلاح وابن تاشفين ، والمغرب وغيرها ، وتأتي القصيدة في سياق التأسف العام على أحوال العراق، وهي بموضوعها تفرض على الشاعر أن يكون مباشراً في خطابه ، إلا أنه أحياناً يأتي بصور رمزية رائعة بدت لنا في أول الأبيات واضحة.
    ثانياً ( دراسة النص)
    يبدأ الشاعر بمخاطبة الشعر مخاطبة العاقل ، ليأتي هنا باستعارة مكنية جميلة، حيث شبه الشعر بالإنسان وحذف المشبه به وجاء بالنداء دالاً عليه، ثم يبدأ الشاعر بعد النداء بتقرير حقيقة عبر جملة خبرية بدأت بلفظ نكرة "شعب " وكأنه لا يحدد لهذا الشعب لوناً ولا جنساً ولا ديناً ، إنه شعب كأي شعب لكن تشرد هكذا في العراق وهنا كانت المكانية واضحة دالة على هذا الشعب المشرد، ففهم أن الشعب هو شعب العراق.
    وهذا الشعب قد تلحف بالنائبات وتوسد به ، وهنا استعارة مكنية حيث شبه النوائب بالالحفة والاوسدة التي يلتحف ويتوسد بها الإنسان ، وفيه كناية عن شد النائبات التي أصبحت متلحف الشعب ومتوسده.

    يَا شِعْرُ , شَعْبٌ فِي " العِرَاقِ " , وَ صَرْخَةٌ ***ضَاعَتْ - بِأَدْرَاجِ الرِّيَاحِ - مَعَ الصَّـدى

    ويستمر الشاعر في مخاطبة الشعر عاقلاً واعياً ، مكرراً لفظتي "شعب في العراق" كأنه يستدعي عطف الشعرعلى الشعب من خلال التكرار ، ويعطف صرخة على شعب ، وكأنه يرمز بالصرخة إلى صيحة الشعب موحدة ، لكنها صرخة ضاعت بأدراج الرياح مع صدى هذه الصرخة التي ما أجدت نفعاً .

    فَاهْطُـلْ بِقَانِـيَـةِ الـدِّمَـاءِ قَصَـائِـدًا***وَ اهْـمِ القَوَافِـي بَيـنَ أَنْيَـابِ الــرَّدى
    ثم يا شعر وقد عرفت الحال ، أهطل بقانية الدماء قصائداً ، وهنا صورة مركبة جميلة تتكون أستعارات متداخلة ، فهنا أمر للشعر بالهطول وكأنه غيث ، وكأن الغيث دم ، وكأن الدم قصائد ، لقد أحسن الشاعر بهذه الصورة الممتدة، ثم إنه يأمر الشعر بالقوافي بين أنياب الردى ، وهنا شبه الردى بالوحش الكاسر ذي الأنياب وحذف المشبه به وجاء بلازمة من لوازمه وهي الأنياب.

    لَـو كَـانَ يَنْفَعُـهُ البُكَـاءُ ذَرَفْـتُ مِـنْ***جَـوفِ المَحَـاجِـرِ مُقْلَـتَـيَّ تَــوَدُّدا

    وإنما يا شعر أطلب منك القوافي لأن البكاء لا ينفع هذا الشعب ، وإلا لذرفت به من جوف المحاجر مقلتي تودداً لهذا الشعب وهذه بيت جميل.
    لَكِنَّ - وَيـلَ الدَّمْـعِ - لَـو هَلَّـتْ بِـهِ***عَيـنُ القَصِيـدِ عَلَـى السُّطُـورِ تَوَقَّـدا
    والدمع من مقلتي لا ينفع الشعب ،ولكنه يا ويله إن هلت به عين القصيد أنار ، وهنا استعارة مكنية حيث شبه القصيدة بالإنسان الذي له عين ، وشبه الدمع بالجمر الذي يتوقد ، ويظهر توقد الدمع من خلال السطور، وهنا صورة غاية في الجمال .
    يَـا نَخْلَـةً فِـي شَـطِّ " دِجْلَـةَ " كُلَّمَـا***كَاتَبْتُهـا شَـوقِـي , بَـكَـى وَ تَنَـهَّـدا
    وَ مَضَـى لَهَـا بِالقَلْـبِ رُغْـمَ نَزِيـفِـهِ***يحْدُو لَهَـا حَـدْوَ البَعِيـرِ مُصَـرَّدا ( 1
    )
    ثم ينتقل الشاعر من مخاطبة الشعر إلى مخاطبة النخلة صاحبة العنوان ، ويحدد مكانيتها بالضبط لا كما فعل في العنوان ، فهي نخلة في شط دجلة ، وقد أخذ الشاعر يعاملها معاملة العاقل ، فهو يخاطبها ، ويكاتبها ، وكلما كاتبها بكى شوقه وتنهدا وفي ذلك استعارة مكنية جميلة، ومن ثم استعارة أخرى حيث شبه الشوق بالإنسان الذي يبكي ، ولقد انتقل الشاعر من مخاطبة الشعر إلى مخاطبة النخلة انتقالاً مباشراً ومفاجئاً ، وبذلك يكون قد فصل بين المخاطب الأول والمخاطب الثاني ، بل إنه تناسى المخاطب الاول تماماً وكأنه لم يكن.
    ومضى لها الشوق( أي النخلة ) بقلبه وهنا استعارة مكنية أخرى حيث شبه الشوق بالإنسان له قلب، رغم نزيف الشوق أو القلب ، وأرجح أن الشاعر عنى به نزيف الشوق وإن كان الضمير في الغالب يعود إلى أخر مذكور، لكن السياق يوحي لنا أن الضمير في "نزيفه " عائد للشوق، والشوق هنا حاد يحدو البعير المسقي قليلاً ، ولا أرى أن الشاعر قد وفق في استخدام لفظ بعير، لأن الصورة في غالبها جاءت بمعان معنوية ، والبعير هنا حالة مادية ، وكان يحسن به أن يكمل الصورة بحالة معنوية كما كان في الشوق والقلب والنزيف، وإن كان يقصد التشبيه إلا أنه تشبيه غير موفق ، لأنه شبه المعنوية بالمادية وشتان بين تلك وتلك، ولو أنه استخدم لفظأ معنوياً لأضاف صورة أخرى جميلة وهي الأستعارة المكنية .

    لَا الأرْضُ أَرْضِـي إِذْ أَرُوحُ وَ أَغْـتَـدِي***و أَثِيرُهَـا لَـيـسَ الأثِـيـرَ لِأَصْـعَـدا
    " بَغْـدَادُ " , وَيـحَ الخَائِـنِ الهِـرِّ الـذِي***لَمَّـا تَهَـاوَى الصَّـامِـدُونَ اسْتَـأسَـدا

    ثم إنه ينكر الأرض من حواليه ، تاركاً نخلته ، لينفي عن الأرض كونها له ، فهو منكر للأرض لأنها تغيرت ، ومنكر لأثيرها ، فهو ليس أثيرها ليصعدا وربما قصد بالصعود هنا الإعتزاز ، وأرى أنه لو استخدم لفظاً دالاً على الحزن لكان أوفق له ، فلو قال لأسعدا ، لكنى بذلك عن حزنه بفقدان معالم الأرض التي ألفها.
    ثم إنه يذكر بغداد هنا مخاطباً لها ، من غير نداء ، ليقول لها ويحاً لذلك الخائن الهر الذي ما أستأسد إلا عندما تهاوى الصامدون ، وأرى أن الشاعر لم يوفق باستخدام لفظ الصامدون هنا مع الفعل "هوى " لو قال الغافلون أو النائمون لكان أوجه وأسلم ، فالصامد إن هوى لا يسمى صامداً ، ولفظة "الصامدون" بالتعريف توحي لنا بثباتهم على الصمود ،لا بأنهم هانوا.

    بَاعُوكِ ؟ مَا بَاعُوكِ ؟ مَـا زِلْنَـا نَـرَى***وَهْمًا - عَلَى وَهْمٍ - سَرَابًـا فِـي المَـدى
    خَانُوكِ ؟ مَا خَانُوكِ ؟ أَمْ نَحْـنُ الأُولَـى***خِنَّـاكِ ؟ أَمْ خَـانَ الكَـرَى ؟ فَتَمَـرَّدا ؟

    ثم إنه يسأل بغداد عن من باعها وخانها ، ولا أدرى ما مسوغ استخدام الإسم الموصول "ما " إلا إذا أراد بها النفي، ولا أظنه أراد بها إلا الإسم الموصول ، لأن التقسيم في البيت الثاني يوحي بذلك ، فهل هم من خانوك ؟ من خانوك أم نحن الأولى خناك أم خان الكرى ، فكان الأولى أن يستخدم اللفظ " من خانوك " لأن من تدل على العاقل ومعلوم أن الخائنين ليسوا إلا بشراً ، وفي البيتين صور جمالية ، حيث شبه الوهم بالشيء الذي يُرى ، وشبه الكرى بالإنسان الذي يخون ويتمرد.

  3. #3
  4. #4
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    فِي " الكَرْخِ " لِـي أُنْشُـودَةٌ أَشْكُـو بِهـا***" لِلْحِلَّةِ " - النَّكْبَـاءَ دَمْعًـا أَسْـوَدا ( 2 )
    جُرْحُ " السَّمَاوَةِ " نَـازِفٌ فِـي أَضْلُعِـي***جُـرْحَ النَّخِـيـلِ وَ أُمْنِـيَـاتٍ تُفْـتَـدى

    وللشاعر في الكرخ أنشودة يشكو بها ، للحلة ، المنكوبة دمعاً أسوداً ، وكأنه يقصد بها قصيدته لأنها بالحبر قد اشتكت، وجرح السماوة نازف في أضلعه ، وكأن المكان قد انتقل من الأرض فأصبح في قلبه ، وكأنه أختصر الأرض لتصبح الأرض جزءاً من قلبه ، وجرح السماوة هو ذاته جرح النخيل والأمنيات التي يقتدي بها الإنسان ، والبيت الثاني جميل جداً ، يستحق الإشادة


    كَانَتْ لَنَـا فِـي " الرَّافِدَيـنِ " حَضَـارَةٌ***عَاثَتْ بِها - فِي الدَّائِـرَاتِ - يَـدُ العِـدا
    وَ شَـرَاذِمٌ مِـنْ كُـلِّ حَـدْبٍ قَـدْ أَتَـوا***كَي يَطْمِسُوا - فِيهَـا - مَنَـارَاتِ الهُـدى

    ثم يبدأ الشاعر باستحضار الماضي ، فلقد كانت للأمة في الرافدين حضارة، عاثت بها في النوائب يد العدا ، وشراذم من كل مكان قد أتوا وهدفهم أن يطمسوا منارات الهدى، ومنارات الهدى كناية عن الحضارة ، والبيتين رغم مباشرتهما إلا أنهما شرحا الحالة شرحاً جيداً

    وَ الصَّمْتُ - إِذْعَانًـا - لِسُـوطِ مَلِيكِنَـا***قَـدْ زَادَ فِـي ضَعْـفِ النُّفُـوسِ تَـرَدُّدا
    وَالٍ يَجُـورُ , وَ حَاكِـمٌ يَـرْتَـدُّ عَــنْ***فَرْضِ الجِهَادِ , وَ أُمَّـةٌ ضَاعَـتْ سُـدى

    والذي زاد الحال سوءاً الصمت إذعانا لسوط ملكينا وهنا مجاز ، حيث قصد بالسوط الملك ، والصمت قد زاد التردد في النفوس ، ثم قال " وال يجور" وجعلها مفردة غير معرفة ليدلل على مجموع الولاة بصيغة المفرد ، والحاكم يرتد عن فرض الجهاد والأمة في كل هذا ضاعت سدى


    أَيَّــانَ تَسْتَـجْـدِ العُـرُوبَـةَ أَنَّـتِــي***تَلْـقَ انْدِلَاعًـا - بِالأنِـيـنِ - تَفَـصَّـدا
    وَ القَـومُ مِثْلِـي , بَـلْ أَشَــدُّ تَأَسِّـيًّـا***مُـذْ بَـاتَ زَنْـدُ الثَّائِـرِيـنَ مُصَـفَّـدا

    ثم إنه يخاطب القاريء والمستمع بأن أنته مهما استنجدت العروبة فلن تلق إلا أنيناً مندلعاً لا أكثر، وهنا جعل للأنين استنجاداً ، وهي صورة جميلة، والقوم مثله بل أشد تأسياً أي أسىً ، والتأسي غير الأسى لأنه التأسي الإقتداء والأسى الحزن ، فاستخدام لفظ تأسي لم يكن في محله ، وهو القوم مثله في أسىً مذ أصبح زند الثائرين مقيداً .


    مَنْ لِي بِجُنْـدِ " ابْـنِ الوَلِيـدِ " , وَ قَائِـدٍ***يَمْشِـي إِلَـى سِـنِّ المَنُـونِ , فَيُقْـتَـدى
    وَ جَحَـافِـلٍ بِالضِّفَّتِـيـنِ " بِدِجْـلَـةٍ "***وَ عَلَـى " الفُـرَاتِ " اصَّفَّفَـتْ لِتُجَـنَّـدا
    وَ فَيَالِـقٍ " لِـصَـلَاحَ " رَدَّتْ طُغْـمَـةً-*** عَنْ " قُدْسِنَا " - عَادَتْ لِكَـي تَسْتَشْهِـدا
    وَ كَتَائِبِ " ابْـنِ التَّاشَفَيـنَ " " بِمَغْـرِبٍ "***سَارَتْ بِِجَيشٍ فِـي " الحِجَـازِ " تَوَعَّـدا
    يَا " ذَا الفَقَارِ " وَ سَيفَ " هَارُونٍ " - عَتَا***سَيفُ الخِيَانِـةِ فِـي العِـرَاقِ - تَجَـرَّدا

    ثم إني يبكي أمجاداً ذاهبة ، فأين جند أبن الوليد وأين قائد يمشى إلى متن المنون فيقتدي به الناس ، وأين جحافل بالضفتين اصطفت لتجنداً ، وأين فيالق صلاح التي ردت طغمة عن القدس ، فلعلها تعود مرة أخرى لكي تستشهد ، وأين كتائب ابن التاشفين في المغرب لتسير بجيشها في العراق متوعدة أعدائها ، ثم يخاطب السيوف مخاطبة العاقل فيخاطب سيف علي عليه السلام وسيف هارون الرشيد مستنجدأ بهما ليقارعا سيف الخيانة الذي جرد في العراق


    الخاتمة
    القصيدة جميلة مبنى ومعنى ، فيها الكثير من الصور الجميلة وإن كانت نبرة اليأس عالية في النص،كما كثر فيها الإلتفات المفاجيء من مخاطب إلى أخر ، وكثير من الأبيات جاءت بصورة تقريرية مكررة عند الكثير ، وإن كان في القصيدة صوراً تتسم بالجدة والإبتكار ، الفكرة كانت واضحة في النص ، والمشاعر كانت نبيلة صادقة ، وإن كان استدعاء التاريخ قد تكرر كثيراً إلا أنه في النص كان مليئاً بالحركة "الجيوش ، السيوف ، الجند ، الشهادة"
    قصيدة جميلة أخي د.عمر

    بوركت

  5. #5
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    أخي الحبيب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قرأت العنوان مصادفة فجئت أسوق إليك ودي و شوقي و تقديري وامتناني
    لجهدك الكريم
    و حرفك المميز
    و يسعدني و يشرفني اهتمامك و رأيك وقراءتك
    و سامتع النفس بها قليلًا
    قبل أن أعود
    مع حبي و اعتزازي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية حازم محمد البحيصي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : فلسطين / قطاع غزة
    المشاركات : 4,680
    المواضيع : 119
    الردود : 4680
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    اخى الحبيب عدنان
    بالله عليك
    ألا خففت وطأ حسامك على شاعرنا الحبيب
    د. عمر هزاع
    لكما كل الحب والود

  7. #7
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع مشاهدة المشاركة
    أخي الحبيب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قرأت العنوان مصادفة فجئت أسوق إليك ودي و شوقي و تقديري وامتناني
    لجهدك الكريم
    و حرفك المميز
    و يسعدني و يشرفني اهتمامك و رأيك وقراءتك
    و سامتع النفس بها قليلًا
    قبل أن أعود
    مع حبي و اعتزازي

    أخي الحبيب الدكتور عمر

    سرني مرورك الطيب وأنتظرك بكل الشوق


    بوركت

  8. #8
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حازم محمد البحيصي مشاهدة المشاركة
    اخى الحبيب عدنان
    بالله عليك
    ألا خففت وطأ حسامك على شاعرنا الحبيب
    د. عمر هزاع
    لكما كل الحب والود

    أخي الحبيب حازم

    إنه ليس حساماً بل مودة وحباً

    بوركت

  9. #9
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    جزيت خيرًا أخي
    قد أعجبني وقوفك على عدة نقاط فعدلت فيها
    وأما البقية فلي عودة لبعض حوار ماتع معك ومفيد
    فانتظرني مع تعديلات القصيدة
    ولك حبي من جديد

  10. #10
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع مشاهدة المشاركة
    جزيت خيرًا أخي
    قد أعجبني وقوفك على عدة نقاط فعدلت فيها
    وأما البقية فلي عودة لبعض حوار ماتع معك ومفيد
    فانتظرني مع تعديلات القصيدة
    ولك حبي من جديد

    أخي الحبيب د.عمر جلال الدين هزاع

    سرني مرورك ثانية وأنتظرك بكل حب لنقاش ماتع مفيد

    بوركت أخي

المواضيع المتشابهه

  1. تشطير د.هزاع لقصيدة بنت البحر سألت قلبي
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 30-06-2019, 08:56 AM
  2. إلى نخلة في العراق ..
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 19-05-2008, 02:55 PM
  3. دراسة نقدية لقصيدة قالوا صبئت لـ : ( د. هزاع ) - بقلم الناقد عبد الرحمن جميعان
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 12-02-2008, 01:55 PM
  4. سيمياء العنوان " مولاة قلبي" للدكتور عمر جلال الدين هزاع
    بواسطة محمد الحامدي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 18-09-2007, 08:06 PM
  5. عمر الواحة : إلى د . عمر جلال الدين هزاع
    بواسطة محمد الحامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 05-07-2007, 03:09 AM