يا ذاكَ الخيطَ الواصلَ ما بين أناى وذاتى
ماذا تصنعُ ؟
أَلِبابِ الشكِّ هنالك تفتِلُ ملهاةً
يتأرجح منها أطفال الظَّنِّ
أم الظنُّ رِغابكَ إذ تَقضى أنَّ على باب الظن مماتى؟
مِمَّن سأفكر أن أحميكَ ؟
من الأشباح تُرى ؟؟
أم من جثثٍ –رغم حديثك عن هجرتها – قد رُحْتَ
وأنت تصرُّ على نبش مراقدها لا تعبأُ أنى لا أفهم شيئاًً
لا أحدَ اليوم سيفهمُ شيئا
لا منصبَ للتسليم وللتهويم وبُعدكَ فى غير أوانٍ
فى بقعتكَ الـ لازالت مظلمةً يغشاها خوفى
وبذات المرحِ الـ لا أعقِلُهُ الآن تروح وتنبشُ..
مُرتعدٌ أنت بأنَّ الرأس تحركَ مِن رقدتهِ وأجابكَ
أم لا؟؟
ماذا تنتظر الآنَ .. أجبنى ؟
ماذا تنفع رِدَّتُك الطَّيارةُ حول دمٍ يتناثرُ
فى كل نداءٍ مِنِّى أن قِف !
وأنا لا أرغب فى قطعِ الصمتِ
المغشىٍّ على عهدٍ يسكنُ فيه !
ماذا تنتظر الآنَ ؟ أباعِيدَ سؤالٍ فى اللاشىء؟
لا ..
لن أسألَ !
وأرانى فى شىءٍ يحضرُ لستُ ألملمُ
بعض نثاراتِ السؤْلِ الأولِ كى أصنعَ
دائرةً تشبِهُ لاشىء،،
فبربك أخشى أن تغلبنى الريح وتصنعُ
مِن لاشىءٍ ..لاشىءَ ويذهبُ حتى الـ لاشىء!
***
تَتَلَفَّتُ ..
هل أفهمُ ما تعنيه العينان الحمراوانِ
تشيرانِ إليك بوَقْعٍ ..
يتشَقَّقُ قاعُ اللحدِ
وفوقَ تقاسيمِكَ جُلَّ صراعٍ
بين الضحكاتٍ بلا سببٍ
والجَزَعِ/ السُّخطِ / الدهشةِ..
هل يعنيكَ النَّسجُ المتلاعبُ بحُبيباتِ الوهمِ كذلك
أم أنت تصر على أن تَتَّخذَ لسيركَ
أقربَ فخٍ للذكرى !
و تظُنُّ بأنى فى عتمةِ ذاكَ سأسألُ !
لا .. لن أسأل !
***
هل نطقَ الظُّهرُ بلفحتهِ الأخرى
كى أُنبيكَ شتاتى ؟

"سمِعَ الله لمن حَمِدَه"
وأنا أحمدُهُ أن سيَّرَنى فى هذا الوقتِ
لأجلِكَ ميلاد أمانٍ
فعلامَ تَرُشُّ ضباب الصُّبحِ
وتُفٍسِدُ يا خيطُ الآن رَواقَ الإصباح؟؟
الكوكب بالأحلامِ أشاح ..
يكفى..
لن أحكى عن أحلامى أكثرَ
وقراصنةُ الحلمِ يصيخون الأسماعَ
جِوارَ قِمامَتِهِم ..
ولأنّى لا رغبةَ عندى أن يزداد بُصاقى اليومَ
فلن أقْرَبَهم!
أعطِ حِمامَكَ دورتها ..
سَتَحُطُّ ولكنَّ الفزع الأصغرَ لازال تُغَذّيهِ روائحُ
للغرباءِ ليكبر..
طعمُ الغربةِ يُربيهِ ويُمسِكُ للنَّيْلِ تلابيب الحُلْمِ
لَعَمرُكَ لو شاءَ لَأَقصانا فى لَحدينِ أُضيفا
لِمراتعِ لَهْوِكَ
فمتى تَكْبُرُ ؟؟
هَلاَّ أَبْقَيْتَ لمِثلى عذراً أن يَصْبُبَ
حول العقلِ قوالبَ من أسمنت لكى يَثْبُت؟
***
لَزَفيركَ فُقَّاعاتٍ تَسقُطُ بين الموجِ
قُبَيلَ الإمساكِ بأطيافِ السرِّ بها
تَسقُطُ ..
و لِعُنْفِ الموجَ ضجيجٌ يَقْتُلُ فيها همساً
طال هنا أن يمنحنى أعناقَ الجملةِ
إذ تمتدُّ ولا صاروخَ بأذنى كى يقفزَ/
يلقُفَ تلك الفقّاعاتِ قبيلَ بلوغتها أضراس الموجةِ!
***
لِلَّعنةِ عندى أبعدُ بابٍ
حينَ تُفَكِّرُ أن تَدخلنى هَوناً
كى تَخرُجَ ثائرةً حيثُ تُمَنِّينى بحلولِ
المكبوحينَ بخيبتهم !
أنت تساعِدُ قرصانَ الحلمِ بأن يتقَيَّأَ
ثُمَّ يحاول أن يلفِتَنِى نحو نفايَتِهِ
لا يَدْرِى أنى أتَقَزَّزُ أصلاً من طرحِ مجرد صوته..
أَلِهذا تضع الآن قرابةَ فَمِهِ آلاتِ التكبيرِ
لتستخرجَ من حنجرتى عُسْرَ هتافِ اللعنةِ؟!
***
قد تعْلَمُ :
"سيقول السُّفهاءُ من الناس"
و أنا لا أُعطى السفهاءَ المنبرَ
أو أجلس بين الجمهورِ أطالعُ إن كادَ السُّفهاءُ الكيدَ
فمابالك تُرفق جملتهم
صَفَّ المنشوراتِ وتطبع منها شَرحاً واثنين؟؟
مِثلى لا يقرعُ أمساً
أو يتعللُ باللفتاتِ كثيراً
حيث الخطوةُ فى طور القمةِ
يحرقها النظر المتكررُ للقاعِ المعتمِ
مهما بَرِءَت منه الأقدامُ
فهَلاَّ أعددت لسيركَ نحو القمِّةِ عُدَّتَها
أو واريتَ اللفتاتِ قليلاً
أو رُحتَ تنام !


15/5/ 2008