أخى أحمد أشكرك على هذه المساحة التى سأعود لها كلما استطعت
*****
ستتمثل أول مشاركة لى معكم فى
بيتين للشاعر سمير العمرى
***
هذا أنا نسج الزمان عباءتى من كل لون تستسيغ وترغبُ عندى المبادئ لا أساوم مهرها أما المواقف قد تود وتخطبُ
***
تأمل معى كلمة (عباءتى)
ففيها ما فيها من بلاغة ....
أولا ... كانت العباءة رمزا لحكمة الدهر وكأنك ترى الحكيم فى عباءته فهذا تصوير مجسد (كلمة تتجسد أمامك)
ثانيا ... العباءة رداء وهذا يعنى أن صروف الدهر قد أعطت الشاعر الحكمة وأثرت فيه لكن باطنه لا يزال كما هو فصروف الدهر ما غيرته وإنما ألبسته عباءة الحكمة.
ثالثا ... جاءت هذه الكلمة موافقة تماما لما بعدها فى (عندى المبادئ لا أساوم مهرها *** أما المواقف قد تود وتخطب) فالمبادئ ما تغيرت رغم أن الرداء قد تغير (عباءة الحكمة).
رابعا ...(المبادئ والمواقف) ... كلمتان للمتأمل فيهما من الجمال نصيب فالمبادئ ثابتة لا تتغير ولكن الحلم ومقتضيات الحياة قد تركت للمواقف نصيبا والتى تتحكم فيها وتحكم عباءة الشاعر التى ألبسته إياها الأيام والمواقف التى مر بها الشاعر كما أن الشاعر قد قدم المبادئ على المواقف.
عجبت لإختيار الشاعر كلماته فى هذين البيتين (نسج ؛ الزمان ؛ عباءتى ؛ من كل لون ؛ تستسيغ ؛ ترغب ؛ المبادئ ؛ المواقف ؛ لا أساوم ؛ مهرها ؛ تود ؛ تخطب)
فقد جاءت نسج موافقة تماما للعباءة و الزمان موافقا للحكمة وهو المعلم هنا وقد جاءت عباءتى بكل إعجاز البلاغة والجمال ثم من كل لون لتوضيح أن الحكمة فى كل مجال وعلى كل شاكلة ففى أى موقف سترى العباءة (الحكمة).
تستسيغ أى يوافق الموقف فتستسيغه وسيعجبك وهى موافقة تماما للعباءة حيث يروق لك منظرها.
ثم كلمة ترغب فما كانت للقافية وإنما جاءت لإضافة معنى وهو رغبة المستمع فى شئ من الحكمة التى سيجدها فى عباءة الشاعر أو حكمته فكانت الكلمة إضافة لتستسيغ.
عندى المبادئ وأصلها المبادئ عندى وقدم الشاعر عندى للتخصيص.
لا أساوم مهرها تدل على قيمة هذه المبادئ لدى الشاعر فهى كالعروس (مهرها) ولكنها ليست كأى عروس فهو لا يساوم مهرها
أما المواقف قد تود وتخطب وهنا يختم الشاعر حكمته واعدا من أراد الخير ومن طلب الود بالخير فإن المواقف لها نصيب يحكم فيه ويتحكم فى قدره (عباءة الشاعر) أو حكمته.
ولنتأمل المقابلة بين شطرى البيت الثانى وما فيها من بلاغة وحسن بيان فهى مقابلة بين ما يرجى من الشاعر وما لا يرجى.
بيتان من الشعر فيهما ما فيهما من بلاغة وحكمة.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة)
على وعد بعودة.
وائل القويسنى
ما هذا العلم الممدود؟
أبهرتني بحق قراءتك الرائعة لهذين البيتين
سلمتَ ودمتَ دكتورنا المفضال
مودتي